تبني حماس لعملية باب السلسلة بالقدس.. ماذا تريد ان تقول؟

الثلاثاء ٢٣ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٦:٤٧ بتوقيت غرينتش

اكد ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان احسان عطايا، ان عملية باب السلسلة في القدس المحتلة تؤسس لسلسلة من العمليات العلمائية النوعية بوجه الاحتلال الاسرائيلي.

وقال عطايا في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الشهيد الشيخ فادي ابو شخيدم قدم نموذجاً حياً، بان العلماء هم لا يقاومون على المنابر فقط، بل ايضاً في ساحات الوغى وميادين القتال وهم الى جانب المجاهدين على الارض في مواجهة الاحتلال بكل ما اوتوا من قوة.

واوضح عطايا، ان من ابرز ابعاد هذه العملية، هو انها جاءت لتشكل ضربة امنية جديدة للكيان الصهيوني بعد عملية نفق الحرية والضربة القاسية التي وجهتها تلك العملية للمنظومة الصهيونية واثببت هشاشتها بوجه المقاومة الفلسطينية.

واضاف عطايا، ان توقيت عملية القدس تأتي في وقت مهم جداً حيث تشن حملة كبيرة على المقاومة بشكل عام وعلى حركة حماس بشكل خاص ولاسيما بعد القرار البريطاني الذي يعتبر حماس ارهابية، ولاسيما وان حركة حماس تعتبر من ركائز المقاومة الفلسطينية الاساسية.

ولفت الى ان رسالة عملية القدس هي ان المقاومة مستمرة مهما مورس من ضغوط على حركات المقاومة، خاصة وان العملية وقعت في قلب فلسطين المحتلة في ظل اجراءات امنية عالية جداً، ولتشكل استمراراً لنهج المقاومة التي تواجه الاحتلال منذ بعيد.

من جانبه، اكد القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان، ان عملية باب السلسلة في القدس المحتلة، قد وجهت ضربة قاصمة لعصب الامن الصهيوني المشدد داخل الكيان ولمنظومته الامنية العسكرية.

وقال رضوان: ان عملية القدس اثبتت قدرة المقاومة الفلسطينية على التكيف مع الاجراءات الامنية المشددة الصهيونية ومقدرتها على تسديد ضرباتها في المكان والزمان متى شاءت، في وقت تتصاعد فيه حملة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني والتحريض على حركة حماس وعلى المقاومة الفلسطينية، مشيراً الى ان المستهدف ليست حماس لوحدها، بل المستهدف هي المقاومة باعتبار ان حماس رأس حربة للمقاومة على ارض فلسطين.

واعتبر رضوان، ان وضع حركة حماس على قوائم الارهاب البريطانية يأتي في سياق تجريم المقاومة في الاخلاقيات المنقوصة من قبل بريطانيا الاستعمارية العنصرية الداعمة للكيان الصهيوني على حساب الحقوق الفلسطينية، في الوقت الذي يعاني الاحتلال من عزلة بعد تغيير في الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية بسبب معركة سيف القدس وصعود تيار المقاومة على ارض فلسطين ومحور المقاومة في المنطقة، وتزامناً مع تصاعد الهجمة الصهيونية في الضفة الغربية وفي القدس حيث الاستيطان والهرولة والتطبيع والدعم البريطاني الامريكي للكيان الصهيوني.

وبين رضوان، ان عملية القدس تؤكد على ان القدس كانت وستبقى عربية اسلامية وان المقاومة هي الخيار الامثل والاقصر لاستعادة القدس وتحريرها. كما انها جاءت في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال ضد الاقصى واهالي القدس وحي الشيخ الجراح، ولتقول للاحتلال ان بيتك أوهن من بيت العنكبوت، ولا تعبأ بقرارات بريطانيا، مشدداً على ان رسالة العملية رداً لمن يريد وضع المقاومة على قوائم الارهاب وتجريمها.

بدوره، اعتبر الخبير في الشأن الاسرائيلي حسن حجازي، عملية القدس في باب السلسلة بانها مثلت صفعة لكيان الاحتلال الاسرائيلي في موقع حساس يحيطه بمختلف الاجراءات ويحاول ان يطور هذه المنطقة بكافة الحواجز وعمليات التفتيش لحماية المستوطنين الذي يتحركون ذهاباً واياباً من حائط البراق الى المسجد الاقصى لتدنيسه.

وقال حجاي: ان الفلسطينيين كانوا دائما بالمرصاد لهذه المحاولات سواء على مستوى التصدي من قبل المصلين، او من قبل من يقومون بمختلف اعمال المواجهة للاحتلال والمستوطنين، مشيراً الى انه سبقت عملية باب السلسلة في القدس، عملية الشيخ عمر ابو عصب في باحات المسجد الاقصى الذي حاول طعن جنود صهاينة في احدى الممرات وقد ادت العملية الى استشهاده.

واوضح حجازي، ان عملية القدس جاءت لتتوج استمرار حالة المقاومة باساليب جديدة لم يستطع الاحتلال من مواجهتها ومنعها، مشيراً الى ان الاوساط الصهيونية باتت تتحدث عن نمط جديد لعمليات المقاومة عبر اطلاق النار وليس عبر عمليات الطعن وغيرها، وهناك سؤال كبير يطرح كيف تمكن الشهيد فادي ابو شخيدم من تنفيذ عملية القدس واستعمال سلاح ناري والاشتباك مع الجنود الصهاينة واسقاط العديد من الاصابات من بينهم احد الجنود القتلى.

واضاف حجازي، ان السؤال الثاني يطرح ما هو القادم بعد سلسلة عمليات للمقاومة، حيث اجمعت الاوساط الاحتلالية بان هناك قلقا وخوفا من موجة عمليات جديدة وان ذلك قد يبشر ببداية نوعية جديدة من المحاكاة لهذا النوع من العمليات خصوصاً وان الاحتلال قام الاونة عن باعتقال مجموعات قال انها كانت تعد لعمليات نوعية في الضفة والقدس.

واكد حجازي ان الاحتلال يستنفر الآن كل طاقاته على المستوى العسكري والاستخباري لكنه يواجه اخفاقاً كبيرة في هذا المجال، والتي تؤكد بان ارادة المقاومة لدى الفلسطينيين اقوى من اجراءات الاحتلال، ورسالة للصهاينة بألا تبحثواعن امنكم ومستقبلكم ووجودكم لا في الكيان المحتلة ولا على شواطئ عواصم التطبيع، وان محاولات الاحتلال لانتزاع الشرعية من المقاومة لن تنفع، لان اصل المقاومة هي ارض فلسطين بشعبها وبمقاومتها.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/5911323