محمية الامارات.. عرابة تطبيع التسليح والطاقة وتحلية المياه والخمور

محمية الامارات.. عرابة تطبيع التسليح والطاقة وتحلية المياه والخمور
الثلاثاء ٢٣ نوفمبر ٢٠٢١ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

لم تكتف الامارات بلعب دور القبطان الرائد في ادارة دفة مركب التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني بل تجاوزت المرحلة بمساهمات عملية فعلية تجوهرت في الترويج للبضائع الاسرائيلية وبناء مشاريع الطاقة الشمسية وتحلية المياه وتمرير صفقات التسليح والتمكين المالي والتسليف باموال يسيل لها لعاب الكثير من الدول الفاقدة للمبادئ الاخلاقية، في خطوة تهدف الى جر هذه الدول صوب التطبيع الكلي مع الكيان الاسرائيلي والرضوخ له.

العالم - كشكول

بالامس اشارت صحيفة "Globes" الاسرائيلية المتخصصة في الشؤون المالية، أن المغرب اقتنى نظام (SKYLOCK) الاسرائيلي الدفاعي المضاد للطائرات المسيرة إلى جانب اقتناء 26 دولة أخرى لهذه لمنظومة الاسرائيلية، ضمنها دول في شرق آسيا، "وذلك خلال فعاليات معرض دبي للطيران الذي استمر من 14 إلى 18 نوفمبر الجاري".

ليس هذا فحسب، بل ومن اجل المزيد من ربط المغرب بتالتطبع الصهيوني وربط رقبة هذه المملكة بالارادة الاسرائيلية، من المنتظر أن يتوجه وزير الحرب الصهيوني "بيني غانتس" الى المغرب يومي 24 و25 نوفمبر الجاري (يوم غد الاربعاء وبعد غد الخميس) ، "في أول زيارة لوزير حرب صهيوني إلى المملكة". فيما اشارت صحيفة "هسبريس" المغربية الإلكترونية نقلا عن وسائل إعلام اسرائيلية أن الخطوة تهدف إلى "حماية المجال الجوي المغربي"، بواسطة نظام (SKYLOCK) المضاد للطائرات بدون طيار، وهي جزء من مجموعة (Avnon) الإسرائيلية".

ويوم امس ايضا وقّع كل من الأردن والإمارات وكيان الاحتلال الإسرائيلي، في دبي اتفاق إعلان نوايا للتعاون في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتحلية المياه، في خطوة جديدة تعزّز العلاقات مع حكومة الاحتلال، فيما عزت الامارات الاتفاق إلى "إيجاد حلول عملية لتداعيات تغير المناخ وتأثيراته على أمن الطاقة والمياه في المنطقة"، وفق ما نقلت "وكالة أنباء الإمارات".

وبذلك وحسب الظاهر ان الاردن لم يكتف بالتطبيع اساسا مع كيان الاحتلال الاسرائيلي ضمن ما يعرف بمعاهدة "وادي عربة"، بل ولم يكتف بتوقيع معاهدة تسوية بينه وحكومة الاحتلال الاسرائيلي، على الحدود الفاصلة بين الاراضي الفلسطينية المحتلة وبين الاردن والمارة بوادي عربة في 26 أكتوبر 1994، حيث طبعت هذه المعاهدة العلاقات بين الاردن وكيان "اسرائيل" وتناولت النزاعات الحدودية بينهما.

ترتبط معااهدة "وادي عربة" مباشرة بالجهود المبذولة في عملية التسوية بين الكيان المحتل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي بتوقيعها أصبح الأردن ثاني دولة عربية بعد مصر وثالث جهة عربية بعد مصر ومنظمة التحرير تتصافح مع الكيان المحتل.

أما اليوم فالمساعي الاماراتية المُرغِّبة للدول الخليجية والعربية للتطبيع مع "اسرائيل" تجاوزت الاتفاقات الحدودية والسياسية الى الاتفاقات الاقتصادية.

الجديد في الامر ان الامارات بدأت تروج لعلاقات التطبيع من باب تسويق المشاريع الاسرائيلية وتمويل الراغبين فيها لتسهيل عملية الشراء ومن ثم الامعان في التطبيع الاقتصادي مع افساح المجال للتسهيلات المالية النقدية التي تجر الى الذوبان ثم الغرق في بحر العمالة لهذا الكيان اللقيط الفاقد لاي شرعية في انشاء ووجود كيانه المحتل.

بموجب الاتفاق المذكور يعمل الأردن على مشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بمشاركة الإمارات من خلال تمويل المشروع المذكور ومن المقرّر أن تقوم شركة إماراتية ببناء محطة الطاقة الشمسية في الأردن وفي المقابل يعمل الكيان الاسرائيلي على تحلية المياه لصالح الأردن بما يصل إلى 200 مليون متر مكعب من المياه سنويا.

التوقيع على هذا الاعلان جرى في معرض "إكسبو دبي 2020"، بحضور كل من المبعوث الإماراتي للمناخ ووزير الصناعة، سلطان الجابر، ووزيرة الطاقة الصهيونية، كارين الحرار، ووزير المياه والري الأردني محمد النجار، بحضور الموفد الأميركي للمناخ جون كيري، ما يشير الى ان الاحتلال الاسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من نفوذه الى الدول العربية وهي مرحلة اخطر من سابقتها الاولى (الاحتلال المباشر) ذلك من خلال الاحتلاال الاقتصادي والتجاري والتسليحي وربط "خوانيق" الدول المتورطة بالعمالة بالارادة الصهيونية وبمساعدة المال الاماراتي والدعم الاميركي الدافع المباشر والحاضن الرئيس لمشروع "صفقة القرن" التي تبنتها الامارات .

قال الموفد الاميركي للمناخ جون كيري: "تعتبر منطقة الشرق الأوسط في صدارة المناطق المتأثرة بتبعات أزمة المناخ، ويمكن لدول المنطقة التغلب على هذا التحدي من خلال تعزيز التعاون والعمل المشترك".

وتحت عنوان "الإمارات تتربح من جرائم الحرب الإسرائيلية"، اشار موقع "موندويس" (Mondoweiss) الى تنامي العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، وفتح الأسواق الإماراتية للمنتجات الإسرائيلية، وبينها الخمور المصنعة من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى أن ذلك يساهم في تقويض حقوق الشعب الفلسطيني.

السيد ابو ايمان