إستراليا تصنف حزب الله "منظمة إرهابية".. إستقلالية قرار أم تبعية عمياء؟

إستراليا تصنف حزب الله
الأربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٥٢ بتوقيت غرينتش

من دون ان تذكر طبيعة التهديد الذي يمكن ان يشكله حزب الله على استراليا، زعمت وزيرة الداخلية الاسترالية كارين اندروز، إن الحزب يواصل التهديد عبر تنفيذ الهجمات وتقديم الدعم لمنظمات ارهابية، ويشكل تهديدا لاستراليا، لذلك تم تصنيف الجناح السياسي للحزب كمنظمة "ارهابية"، وليس الجناح العسكري فقط كما كان سابقا، وبذلك يكون الحزب وكامل مؤسساته المدنية بات تحت نطاق العقوبات الاسترالية.

العالم – كشكول

في حين لم توضح الوزيرة الاسترالية الأسباب التي دفعت حكومتها الى اتخاذ هذا القرار، الا ان الصحافة "الاسرائيلية" تكفلت بذلك، حيث كشفت صحيفة "معاريف" "الاسرائيلية"، ان القرار الاسترالي بتصنيف حزب الله "منظمة ارهابية" بشكل كامل بعدما ان كانت تحظر جناحه العسكري فقط، جاء نزولا عند طلب اسرائيلي، وكتبت تقول:"ان رئيس وزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت طلب من نظيره الأسترالي سكوت موريسون تصنيف حزب الله اللبناني بشقيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية بشكل رسمي، وذلك خلال اللقاء الذي جرى بين رئيس وزراء اسرائيل نفتالي بينيت وبين رئيس وزارء استراليا سكوت موريسون، على هامش قمة غلاسكو للمناخ، في بريطانيا".

الصحافة "الاسرائيلية" ذكرت ايضا، ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بينيت، أثنى على قرار الحكومة الأسترالية وقال: "أشكر الحكومة الأسترالية وصديقي، رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، عن إعلان حزب الله منظمة إرهابية".

وبهذا القرار تنضم استراليا الى امريكا وكندا وبريطانيا والمانيا وهولندا والنمسا اضافة إلى مجموعة من دول أميركا اللاتينية، وذلك خلافا للاتحاد الاوروبي ودول اخرى التي اكتفت بحظر الجناح العسكري وأبقت جناحه السياسي خارج إطار العقوبات، وذلك لصعوبة التعامل السلطات اللبنانية، في حل اتخذت مثل هذا القرارا، نظرا الى ان حزب الله مكون أساسي في لبنان، وممثل في الحكومة ومجلس النواب ويلعب دورا مهما ورئيسيا في مختلف جوانب الحياة اللبنانية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

بات واضحا ان استراليا اتخذت هذا القرار، تنفيذا لأوامر "اسرائيلية"، وطاعة عمياء للسياسة الامريكية، فحزب الله، لم ولن يشكل يوما اي تهديد لاستراليا، بل على العكس تماما، تعيش في استراليا جالية لبنانية كبيرة، ولحزب الله شعبية كبيرة في اوساطها، دون ان تُسجل اي حادثة امنية في وسط هذه الجالية، يمكن ان تُتخذ ذريعة للقرار الذي اتخذته كامبيرا ضد لبنان وحزب الله والجالية اللبنانية في استراليا.

القرار الاسترالي يأتي في سياق الحرب التي تقودها امريكا و"اسرائيل" والغرب والرجعية العربية وعلى راسها السعودية والامارات، ليس ضد حزب الله فحسب، بل ضد لبنان كدولة وكشعب، فهذا التصنيف يعني معاقبة الشعب اللبناني، اقتصاديا ومحاربته في لقمة عيشه، انتقاما لاحتضانه مقاومته التي اذلت "اسرائيل" وفرضت توازن الردع و الرعب عليها، وحيدت بذلك كل ما تملكه "اسرائيل" من قوة عسكرية، ولم تعد تفكر الف مرة قبل ارتكاب اي حماقة ضد لبنان فحسب، بل باتت تخشى هجوم مقاتلي حزب الله في اي لحظة على منطقة الجليل وتحريرها، وكذلك باتت ترتعد من غابات الصواريخ التي باتت محيطة بها من كل جانب.

الحرب النفسية التي تُشن ضد حزب الله في داخل لبنان، عبر مرتزقة امريكا و"اسرائيل"، واخرها كمين طيونة الغادر، والهجمة التي يتعرض لها لبنان من قبل الرجعية العربية، بذريعة تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي، واليوم تصنيف حزب الله ك"منظمة ارهابية" من قبل بعض الدول الغربية، ماهي الا محاولات من اجل انقاذ "اسرائيل"، من قبضة محور المقاومة التي باتت تضيق على رقبة "اسرائيل"، التي تدعي امتلاكها "جيشا لا يقهر"، بينما رأها العالم كيف ترتعد فرائصها، امام بضعة آلاف من الشباب المؤمن، الذين لا تؤثر كل هذا الضغوط والحروب النفسية، على ارادتهم المصممة على تدفيع هذ الكيان الغاصب ثمن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والشعب السوري وباقي شعوب المنطقة.