هل تُسقط "الليرة" التركية "السلطان" أردوغان؟

هل تُسقط
الأربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

"حتى لو جاء 10 اقتصاديين حاصلين على جوائز نوبل فلن يتحسن الاقتصاد أبدا من دون رحيل إردوغان"، هذا الكلام هو لزعيم "حزب الديمقراطية والتقدم" المعارض التركي، علي باباجان، رغم ان فيه بعض  المبالغة، الا انه يعكس حجم الازمة التي تعصف بالاقتصاد التركي، دون ان تلوح بالافق اي بوادر حل لها.

العالم - كشكول

الهبوط الحاد لقيمة الليرة التركية، التي وصلت الى 13 ليرة مقابل الدولار، جعل المواطنين يواجهون غلاء فاحشا، في أسعار المواد الغذائية التي يحتاجونها بشكل يومي، وخاصة الخبز، وهو ما دفعهم للنزول الى الشوارع في العديد من المدن التركية، خاصة في انقرة واسطنبول، في تظاهرات حاشدة، وهم يرفعون لافتات كتب عليها شعار "استقالة الحكومة"، وتداول نشطاء اتراك مشاهد فيديو من خروج تظاهرات ليلية في عدد من المناطق التركية للمطالبة باستقالة حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان وتنظيم انتخابات مبكرة، متهمين حزب العدالة والتنمية بسرقة أموال الشعب.

الرئيس التركي اردوغان حاول من خلال تخفيض سعر الفائدة، السيطرة على تدهور قيمة الليرة التركية في مقابل الدولار الامريكي، ومكافحة التضخم، الا ان احزاب المعارضة، اعتبرت اجراءات اردوغان، بانها تزيد من طين الازمة بلة، وستنعكس سلبا على الوضع المعيشي للمواطن التركي.

يبدو ان المعارضة التركية بدأت منذ الان الحديث عن تقديم موعد الانتخابات التي من المقرر ان تجري في حزيران/ يونيو عام 2023، مستغلة الاستياء العام من السياسة الاقتصادية لحكومة اردوغان في الشارع التركي، حيث تشير احصائيات تركية، الى ان معدل البطالة في البلد وصل الى %12.1 ، أما عدد العاطلين عن العمل فتجاوز 4 ملايين عاطل، وهي ارقام ادت الى انخفاض ملحوظ في شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحليفه حزب "الحركة القومية".

اللافت ان الحكومة وفي محاولة لسد الطريق على المعارضة، استخدمت سياسة اقتصادية زادت من تعقيد الازمة الاقتصادية، حيث اعتمدت على الاقتراض من الخارج، مما جعل الاقتصاد التركي رهينة للعلاقات السياسية الدولية، التي لا يمكن الركون اليها، لذلك بات التضخم يتدحرج شيئا فشيئا الى ان وصل الى هاويته السحيقة الان.

يرى اغلب المراقبين للمشهد التركي،ان سياسات أردوغان الخارجية، وتدخلاته في العراق، وسورية وليبيا، وغيرها من الدول، وكذلك تدخله في عمل البنك المركزي التركي، الذي غير ثلاثة رؤوساء له حتى الان، ستزيد المشهد الاقتصادي التركي قتامة، ويرجحون ان تكون نهاية اردوغان السياسية، على يد الليرة التركية.