انتصارات وهمية باسماء حقيقية 

انتصارات وهمية باسماء حقيقية 
الخميس ٢٥ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٥٨ بتوقيت غرينتش

خلال الساعات الماضية اعلن الاحتلال الاسرائيلي عن حملة اعتقالات في الضفة الغربية طالت كما قالت اجهزته الامنية عددا كبيرا من عناصر حركة حماس الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات عسكرية في الضفة الغربية .

العالم - قضية اليوم

وجاء في بيان للجيش الاسرائيلي ان حركة حماس تسعى لتنشيط الضفة الغربية وجعلها ساحة صراع جديدة في وقت تدور مفاوضات لتهدئة الاوضاع في قطاع غزة. مباشرة وجهت التهمة من الاحتلال لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الضفة الغربية صالح العاروري ولعدد من المحيطين به ومن بينهم عبد الحكيم الحنيني وموسى دودين و زاهر جبارين وهم قادة عسكريين لحماس ومبعدين في الخارج وكانوا دوما حول العاروري حتى في السجون والغريب ان من بين الذين ذكروا ماهر عبيد وهو قيادي سياسي وليس عسكري.

بكل الاحوال هؤلاء المذكورين يمثلون المكتب السياسي لحركة حماس في الضفة الغربية وتوجيه الاتهام لهم هو محاولة اسرائيلية للتغطية على الفشل الامني الذريع في قضية الشهيد فادي ابو شخيدم الذي نفذ عملية جريئة بالقرب من باب السلسلة المؤدي للمسجد الاقصى المبارك في القدس المحتلة.

في دوائر الامن الإسرائيلية وصفوا العملية بانها خطيرة للغاية لعدة اسباب اولا : لأن المنفذ هو مقدسي وقادر على التنقل في اي مكان يريده ويستطيع ان يصل حتى الى تل ابيب، ثانيا : ان الرجل شخصية محسوبة على حركة حماس ومعروفة لدوائر الامن وثالثا: تخفي الرجل بزي متدين يهودي ووصوله بسهولة الى البلدة القديمه وهو مسلح في وقت تعتبر المنطقة الاكثر مراقبة وتحصينا من الناحية الامنية.

مازاد الطين بلة ان حماس تبنت العملية واعتبرتها نوعية اكدت أن الضفة الغربية والقدس مشتعلتان على الرغم من كل الاجراءات الاسرائيلية المشددة في المنطقتين، لكن من الضروري ان نفهم التوقيت لاعلان الاحتلال عن اعتقال مجموعة لحركة حماس كانت تخطط لتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية وايضا الاعلان عن اسماء قيادات في حماس ترتبط بالضفة الغربية تنظيميا.

الأمن الاسرائيلي اراد ان يبحث عن انتصار بعد العملية حتى ولو كان وهمي والهدف ليس الشارع الفلسطيني وانما الشارع الاسرائيلي الذي اصيب بالصدمة من العملية وجاء بنيامين نتنياهو الذي حرض على الحكومة بقوله انها تتساهل مع حركة حماس فكان لا بد للحكومة الاسرائيلية واجهزتها الامنية ان تذهب نحو هذا الاستعراض الفارغ من المضمون بالاعلان عن اعتقال عدد ابناء حماس في الضفة وربطهم بعدد من قادة حماس في الخارج وكأنها كشفت امرا خطيرا هذه الاستعراضات الفارغة ان دلت على شيء تدل على الخلل في المنظومة الامنية الاسرائيلية والغير قادر على منع فلسطيني واحد ان ينفذ قرارا قد يكون اتخذه قبل ساعات فقط او ايام على اكثر تقدير .

فارس الصرفندي