قُبيل مفاوضات فيينا.. عنتريات "إسرائيلية" وضوضاء أمريكية أوروبية!

قُبيل مفاوضات فيينا.. عنتريات
السبت ٢٧ نوفمبر ٢٠٢١ - ٠٣:٥٤ بتوقيت غرينتش

وكالات انباء وقنوات فضائية عالمية، وخاصة تلك المرتبطة بالمحور الامريكي "الاسرائيلي" العربي الرجعي، ضخمت ثلاثة اخبار، خلال تغطيتها اخبار المفاوضات النووية التي من المقرر ان تبدأ يوم الاثنين القادم في فيينا، بين ايران ومجموعة 4+1.

العالم كشكول

الخبر الاول هو تهديد الكيان الاسرائيلي بقصف المنشات النووية الايرانية، خاصة تصريح وزير الحرب "الإسرائيلي" بيني غانتس عن أن كيانه يعمل على تطوير قدراته على توجيه ضربة عسكرية ضد برنامج إيران النووي، في حين اعتبر يوسي كوهين، رئيس جهاز المخابرات السابق في الكيان الاسرائيلي، "أن إسرائيل يجب أن تكون قادرة على التعامل بمفردها ضد البرنامج النووي الايراني ، كما فعلنا في السابق مع البرنامج النووي السوري والعراقي".

الخبر الثاني، كان البيان المشترك الذي اصدرته الترويكا الاوروبية، فرنسا وبريطانيا والمانيا، حيث "اتهمت" الدول الثلاث إيران بتقويض قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة برنامجها النووي.

الخبر الثالث، جاء على نفس منوال الخبر الثاني، حيث "هددت" امريكا إيران، بالمواجهة إذا لم تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد زيارة مديرها العام الى طهران رافائيل غروسي.

من الواضح ان هناك تنسيقا وثيقا بين هذه الجهات الثلاث، الكيان الاسرائيلي وامريكا والترويكا الاوروبية ، هدفه ممارسة اقصى الضغوط على ايران، حتى في اللحظات الاخيرة التي تسبق بدء المفاوضات في فيينا، التي وصلها اليوم الوفد الايراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الايراني علي باقري كني.

اللافت ان هذه الجهات الثلاث، التي تتحدث بصوت عال عن الاتفاق النووي وضرورة الالتزام به، والتعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واحترام القانون الدولي، هي اكثر الجهات في العالم انتهاكا للقانون الدولي وللمعاهدات والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها الاتفاق النووي، فالكيان الاسرائيلي الذي يتحدث عن مخاطر السلاح النووي الايراني، غير الموجود اصلا، ويهدد ايران ليل نهار بالقصف، يمتلك ترسانة ضخمة من الاسلحة النووية، ولا يعترف بمعاهدة حظر الانتشار النووي، ولا يوجد مفتش واحد من الوكالة الدولية في هذا الكيان.

أما امريكا التي تطالب المجتمع الدولي بمحاسبة ايران، وتهددها بالمواجهة لعدم تعاونها مع الوكالة الذرية، هي البلد الاكبر في العالم نكوصا ونكوثا للمواثيق والعهود والوعود، والعالم كله راى كيف تباهي رئيسها الارعن ترامب وهو يمزق الاتفاق النووي، والقرار الدولي الصادر عن مجلس الامن 2231 ، ويفرض بعنجهية حظرا احاديا ظالما غير شرعي على الشعب الايراني، دون ان يحرك العالم ساكنا خوفا من سيف العقوبات الامريكية.

أما الجهة الثالثة وهي الثلاثي الاوروبي، فكان الاحرى بها ان تلوذ بالصمت، عندما يتم الحديث عن احترام القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والسيادة في اتخاذ القرار، فهذه الدول، التي تدعي انها كبرى، رأى العالم كيف إستسلمت امام امريكا، وسحبت جميع شركاتها واستثماراتها من ايران، وامتنعت عن شراء النفط الايراني، رغم انها وقعت على الاتفاق النووي، في مظهر يعكس ضعف وعجز هذه الدول "الكبرى"!، امام امريكا، وتبعيتها وذيليتها للسيد الامريكي.

الرد الايراني على تهديدات الكيان الاسرائيلي، لم يأت من قبل قادة القوات المسلحة الايرنية، بل جاء على لسان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الذي اكتفى بالقول :" على الكيان الصهيوني النظر في المرآة ومعرفة حجمه الحقيقي قبل توجيه التهديدات باستهداف وضرب المواقع النووية الإيرانية".

اما رد ايران على تهديدات امريكا فجاء مقتضبا ايضا وهو :"لا يحق لمن انسحب من الاتفاق إبداء وجهة نظره بشأنها"، اما الرد على ترويكا العجز الاوروبي، فهو:"رحم الله من عرف قدره ولم يتجاوز حده"، اما الرد العملي لايران لهذه الجهات الثلاث، سيأتي وبشكل واضح وقاطع يوم الاثنين القادم، وهو رد سيكون بعيدا جدا عن تاثيرات، كل هذا الضجيج والصراخ ، وان غدا لناظره قريب.