'وكر عوكر' الاميركي في لبنان.. هل هو سفارة أم مستوطنة!

'وكر عوكر' الاميركي في لبنان.. هل هو سفارة أم مستوطنة!
الأحد ٢٨ نوفمبر ٢٠٢١ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

تستمر أعمال البناء في مشروع مبنى السفارة الأمريكية الجديد في منطقة عوكر شرق العاصمة اللبنانية بيروت، والذي يعد ثاني أضخم سفارات الولايات المتحدة في المنطقة بعد تلك الموجودة في العاصمة العراقية بغداد.

العالم - نبض السوشيال

المريب في هذا المشروع هو ضخامته، والمبلغ المرصود لعملية البناء والتي تقدر بمليار ومئتي مليون دولار حسب وثيقة لوزارة الخارجية الأميركية، أي ضعف الميزانية التي رُصدت لبناء السفارة في بغداد (600 مليون دولار)، إضافة لمواصفات المشروع الجغرافية والهندسية، ما يضع العديد من علامات الاستفهام، حول ما يخطط لهذه السفارة من أدوار مستقبلية، ستكون شديدة الخطورة على لبنان في الدرجة الاولى.

وفي هذا السياق، تؤكد العديد من المعطيات، أن هذه السفارة ستكون بمثابة مركز قيادة عمليات عسكرية وأمنية تنسق الوجود الأميركي العسكري والاستخباري في لبنان وسوريا والمنطقة، وأحد المؤشرات التي تشي بهذا الدور أنه مع وقوع أي حدث أمني في لبنان، قبل أو خلال أو بعد وقوع الحدث يُلاحظ حركة نشطة للمروحيات بين السفارة ومطار حامات، وقبرص وفلسطين المحتلة.

وبدأت عمليات البناء بعد احتفال وضع حجر الأساس لهذا المشروع في العام 2017، وستنتهي عام 2025، وتبلغ مساحة العقار 174 ألف متر مربع أي أقل من مساحة عقار الجامعة الأمريكية بقليل (247 ألف متر مربع)، نصف المساحة تقريباً سيستغل لتشييد المباني والنصف الآخر سيترك لأي مشاريع توسع مستقبلية!!

ويقع العقار على ارتفاع 200 متر، ويشرف على منطقة بيروت التي يبعد عنها 6 كيلومترات تقريبا، ويبعد موقع المشروع عن موقع السفارة القديم حوالي 250 مترا، مع الإشارة إلى أن القديم يحتوي على مهبط لطائرات الإقلاع والهبوط العامودي VITOL، كالتي استخدمت في تهريب العميل عامر الفاخوري.

ومن أهم الأسباب التي تدعو للشك في دور هذه السفارة بلبنان وما يمكن أن يسهله هذا التوسع، هو وجود التعاون الإستخباري الوثيق بين أمريكا والكيان الإسرائيلي، ضمن إطار التنسيق الإستراتيجي بين الدولتين. فهما ينسقان الأدوار فيما بينهما، للحصول على أي معلومات تتعلق بحركات المقاومة وخصوصاً حزب الله.

ففي العام 2011، كشف الجهاز الأمني للمقاومة، عن معلومات تتعلق بنشاطات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في لبنان، مبيناً بالتفصيل الهيكل التنظيمي لمحطتها في لبنان، ذاكراً تفاصيل شبكاتها بالأسماء الحقيقية والحركية، وموضحاً آلية العمل وأهداف التجنيد.

وأعلن هوية رئيس المحطة وقتها "دانيال باتريك ماكفيلي"، والذي يعمل تحت صفة موظف دبلوماسي، في السفارة الأميركية بعوكر.

وفي هذا السياق يواصل وسم #وكر_عوكر_صار_قلعه التصدر في قائمة "ترند" بمواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، حيث غرد تحت هذا الوسم العديد من النشطاء الذين يتساءلون ويتحدثون عن الهدف الاصلي لهذا المشروع.

"علي" طرح مقارنة بين مبنيي السفارة الاميركية في لبنان وفي الصين، ونشر صورتين لهما تبين مساحتهما قائلا إن الصين يبلغ عدد سكانها مليار و400 مليون نسمة، فيما يبلغ عدد سكان لبنان 5 ملايين نسمة!

من جانبه نشر حساب "رصاصة وقلم (عاملي)" صورتين تبينان الفرق بين حجم مبنى السفارة الايرانية في لبنان وبين مبنى السفارة الاميركية في هذا البلد، وسخر من الاتهامات لايران بإحتلال لبنان في مقابل من يحاول اظهار الولايات المتحدة الاميركية كجهة محايدة.

بتول خليل قالت إنه لو تم بناء سفارة ايرانية في لبنان بهذا الحجم فلكم ان تتخيلوا كمية الاعتراضات وشعارات "لا للاحتلال الايراني"!

الإعلامي أحمد ياسين غرد على تويتر قائلا انه لو كان هذا المبنى هو للسفارة الايرانية في بيروت، فماذا سيكون عندها موقف فارس سعيد (سياسي لبناني يهاجم المقاومة ومحور المقاومة وايران) وماذا سيكون موقف المتشدقين بالحياد؟

الإعلامي محمد قازان قال: قامت قيامة السياديين ومرتزقة المجتمع المدني ضد رئيس بلدية الغبيري، لانه اقترح بناء محطة كهرباء بدعم إيراني على أرض تصادرها الطبقة البرجوازية للعب الغولف، ولكن يصمتون على تجريف الأميركيين عشرات آلاف الأمتار في عوكر لبناء مبنى لسفارة أميركا يشبه مبنى البنتاغون.

الإعلامي سهيل دياب اعتبر ان ما كشف عن مساحة محتلة من الارض اللبنانية من قبل السفارة الاميركية والتي تظهر منشأة محصنة هي الاكبر في المنطقة وما خفيَ منها هو الاعظم يُبشر بالدور الخطير الموكل اليها والمتصل بحليفه الاكبر الكيان الاسرائيلي لتكون القاعدة العسكرية التي يتموضع فيها داخل لبنان.

الإعلامي حسين مرتضى تساءل في تغريدة عن الهدف من كل هذا التحصين للسفارة الاميركية وكلفتها التي تقارب نحو مليار ومئتي مليون دولار، وجعلها قلعة أمنية استخبارية، فإذا كانت السفيرة تصول وتجول في تدخلاتها اليومية في الشؤون اللبنانية وترتاد المقاهي وتوزع الكمامات على الطرقات، فلماذا كل هذا التحصين؟

وفي تغريدة اخرى تساءل مرتضى هل ان هذه سفارة ام ستكون مستوطنة؟