"اسرائيل" ومفاوضات فيينا .. التلويح العسكري ام المظلة النووية

الخميس ٠٢ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

مع استمرار مفاوضات الجمهورية الاسلامية ومجموعة 4+1 في فيينا، هناك تحريض وبكاء ونواح وزمجرة وانذار وتحذير وتهديد وتبادل معلومات امنية بشكل مستمر وغير منقطع بين "اسرائيل" وبعض القوى الغربية ومنها امریکا عن تسريع ايران بعمليات التخصيب وتشغيل اجهزة الطرد المركزية.

العالم – قضية اليوم

يبدو ان حكومة بينت – لبيد في استراتيجتها في التعامل مع البرنامج النووي الايراني لم تستطع ان تكون خلاقة وباتت تستخدم ذات الاسلوب الذي كان يستخدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنيايهو في التهويل، وابراز العنتريات الفارغة بامكانية قواته الجوية من توجيه ضربة عسكرية للمنشات النووية الايرانية.

اليوم حكومة بينت وهي الاضعف من بين حكومات الاحتلال المتعاقبة منذ سبعين عاما تحاول ان تستنسخ عنتريات نتنياهو بالتلويح بالقوة العسكرية رغم ادراكها انها غير قادرة على هذه الخطوة من الناحية العملية وحتى غير قادرة على تسويقها سياسيا في ظل التحذيرات الامريكية لها من مغبة الاقدام عليها.

الامنييون المتقاعدون في تل ابيب والذين يعمل كثير منهم في مراكز الابحاث الاستراتيجية يحاولون ان يضعوا الامور في نصابها ومن بينهم يوسي ميلمان الذي قال في تغريدة قبل ايام ان "اسرائيل" لا تملك القدرة على مواجهة الجمهورية الاسلامية عسكريا وان عليها ان تقبل "بمظلة نووية" تمنحها لها الولايات المتحدة في مواجهة الجمهورية الاسلامية.

وعلى ما يبدو فان رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية افيف كوخافي يحاول ان يستعرض عضلاته ولو بشكل زائف من اجل ان يضمن لنفسه موقعا سياسيا في المستقبل خاصة وانه سيودع موقعه قريبا، كوخافي الذي اعلن عن تكثيف استعداد قواته من اجل احتمالية مهاجمة ايران مشددا على انه يسرع بخططه المعدة للهجوم على الجمهورية الاسلامية لم يتحدث عن احتمالية نشوب حرب شاملة على عدة جبهات وغير تقليدية.

وكما يبدو فان خطط كوخافي لم تحسب حساب المفاجات التي قد تطرأ لو انطلقت المواجهة وتحولت المعركة من معركة في السماء الى معركة على الارض يخوضها الجندي الاسرائيلي الغير مستعد لها. هل الامر فقط يتعلق بالقدرة الجوية لدى "اسرائيل"، لو كان الامر كذلك لكانت المواجهة نزهة مدتها عدة ساعات. التجارب العسكرية الاسرائيلية السابقة كما يتحدث الامنييون الاسرائيلييون السابقون لم تكن مشجعة على العكس بل كانت مخيبة للامال وهذا بحد ذاته يفرض على تل ابيب ان تقبل بالواقع الجديد وكذلك الحلفاء الجدد من العرب الذين اقنعهم نتنياهو في السابق انه سيشكل لهم درعا حصينا في مواجهة الجمهورية الاسلامية هم ايضا عليهم ان يتعاملوا مع ما ستحمله الايام المقبلة دون الانزلاق لمعركة عسكرية الولايات المتحدة ليست معنية بها وليست في واردها اصلا. في الختام رئيس الموساد السابق تامير باردو كان الاكثر عقلانية بحديثه قبل ايام لصحيفة جيروسالم بوست عن ضرورة ان تعمل حكومة بينت من خلف الكواليس، وان تمتنع عن التلويح بالحرب لانها لا تملك استراتيجة حقيقة لمواجهة ايران.

فارس الصرفندي