"مسرحية المخدرات"... إقرار ضمني بهزيمة المحور الأمريكي في سوريا

الإثنين ٠٦ ديسمبر ٢٠٢١ - ١٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

يبدو ان المحور الامريكي "الاسرائيلي" العربي الرجعي، لا يكف عن محاولاته الفاشلة في تعامله مع سوريا، فهو لا يخرج من فشل الا ويدخل في آخر، منذ ان فرض الحرب على هذا البلد قبل اكثر من عقد من الزمن، والذي بقي حتى هذه اللحظة، رغم كل ما واجهه من مؤامرات ومكائد وضغوطات، متمسكا بالثوابت العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ودعم محور المقاومة، ورفض التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، ووقف في وجه الهيمنة الامريكية.

العالم كشكول

بعد الفشل الذريع الذي مني به المحور الامريكي في حربه الاجرامية على الشعب السوري، ونجاج الجيش السوري وحلفائه في تحرير اكثر من 80 بالمائة من اراضي سوريا من العصابات الاجرامية التي تأتمر بأوامر هذا المحور، وبعد فشل السياسة الارهابية الامريكية في تجويع الشعب السوري عبر تطبيق قانون "قيصر" سيىء الصيت، وفشل باقي المسرحيات التي وقف وراءها هذا المحور، مثل مسرحية "الهجمات الكيميائية" والتي كانت من بطولة "اصحاب الخوذ البيضاء"، العملاء التكفيريين، خرج علينا هذا المحور يوم امس الاحد بمسرحية جديدة عنوانها "سوريا تهرب المخدرات" الى السعودية!!.

اللافت في المسرحية الجديدة، هي الجهات التي تقف وراءها، فهي ذات الجهات التي كانت تقف وراء جميع المسرحيات الفاشلة السابقة، حيث تبدأ من الصحافة الامريكية، ويطبل لها الاعلام السعودي و العربي المسعود، فمسرحية المخدرات او حبوب الكبتاغون، بدات من "نيويورك تايمز" الامريكية، ومرت بقناة "الحرة" الامريكية، وانتهت بقناة "العربية" السعودية، وباقي شقيقاتها الخليجيات.

بداية روجت صحيفة "نيويورك تايمز" للمسرحية الجديدة، حيث جاء في مقدمة الاعلان لهذه المسرحية، انها اعتمدت على "معلومات جهات انفاذ القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين"، وهي ذات المصادر لباقي مسرحيات المحور الامريكي، ولكن اللافت في مسرحية "تصدير المخدرات من سوريا" ان النص جاء ساذجا جدا، فالمحور الذي يقف وراء هذه المسرحية، ضم فيها جميع اعدائه مرة واحدة؛ "الحكومة السورية" و "الجيش السوري" و "حزب الله" و "جميع المنافذ التي تتنفس منه سوريا"، بهدف تحضير الارضية امام عمل قد يُتخذ من قبل المحور الامريكي.

نقرأ سوية جانبا من تقرير "نيويورك تميز" والذي روجت له "الحرة" والعربية"، وعندها يتضح لنا سذاجة وغباء من يقفون وراء هذه المسرحية. يقول التقرير:" إستخدم أقارب رئيس النظام السوري بشار الأسد الأردن لتصدير أقراص الكبتاغون المخدرة إلى السعودية.. أن صناعة المخدرات، خاصة أقراص الكبتاغون، يديرها أقارب رئيس النظام السوري مع شركاء أقوياء.. ان قسطا كبيرا من الإنتاج والتوزيع لحبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة مدرعة في الجيش السوري، وهي وحدة النخبة بقيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر لرئيس النظام.. ان سوريا تملك كل المقومات اللازمة لنجاح تجارة المخدرات، إذ يتوفر خبراء لخلط الأدوية، علاوة على مصانع لتصنيع المنتجات التي تخبأ فيها الأقراص، بالإضافة إلى إمكانية الوصول لممرات الشحن في البحر المتوسط، وطرق التهريب البرية إلى الأردن ولبنان والعراق.. ومن بين اللاعبين الرئيسيين في هذه التجارة المربحة، وفق التحقيق، رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالحكومة، وجماعة حزب الله اللبنانية".

من الواضح ان التقرير اُعد على عجل وبطريقة غير مهنية، فهو يستهدف العلاقات التجارية بين سوريا والاردن وباقي الدول العربية، والرئيس السوري والحكومة السورية والجيش السوري ، الذين افشلوا جميع المخططات الامريكية الاسرائيلية العربية الرجعية ضد سوريا، ويستهدف حزب الله الذي اذل المحور الامريكي الاسرائيلي، اينما حل وخاصة في سوريا، كما انه يدعو الى محاصرة سوريا ومنع جميع السفن التجارية من الوصول الى موانئها بحجة مكافحة تهريب المخدرات.

الشيء المهم الذي سكت عنه التقرير، والذي يعتبر احد اهم اهدافه، هو محاولة تبييض صفحة الحليف السعودي، الذي تورط العديد من امرائه في تجارة المخدرات وخاصة الكبتاغون ، وهي محاولة في غاية الصعوبة، فهناك قصص لاحصر لها لفضائح هؤلاء الامراء المهربين، في مطارات العالم، التي لا يمكن التغطية عليها بمثل هذه المسرحية المتهافتة.

من المؤكد ان هذه المسرحة السخيفة، لا تعكس عجز وضعف واحباط المحور الامريكي، امام محور المقاومة، وخاصة سوريا وحزب الله فحسب ، بل انها إقرار ضمني من قبل المحور الامريكي بفشل مخططاته في سوريا، بعد ان شهد العالم، العديد من الدول العربية التي تورطت بالامس في الحرب ضد سوريا، وباتت اليوم الان تحج الى دمشق، سرا وعلانية.