أي انعكاس لإنفتاح الإمارات على ايران على واقع المنطقة؟

الثلاثاء ٠٧ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

اكد الكاتب والمحلل السياسي ناجي صفا، ان الامارات تدرك موقع ايران المحوري في المنطقة وتدرك قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية وتعلم ان الدور الايراني الطليعي الذي تلعبه في المنطقة لا يمكن تجاوزه.

وقال صفا في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان زيارة مستشار الامن القومي الاماراتي طحنون بن زايد الى طهران، تنسجم عن التوجهات التي عبر عنها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي منذ انتخابه بتشديد الرغبة في تحسين العلاقة مع دول الجوار وكررها في اكثر من مناسبة.

واوضح صفا، ان العلاقات الايرانية الاماراتية مرت في منعطفات لاسيما مع تشديد الحصار على ايران، شكلت الامارات منفذاً لباب تجاري اقتصادي لايران، معتبراً ان زيارة بن زايد نوع ربط نزاع في محاولة اماراتية عبر الحالة الاقتصادية، مشيراً الى ان هذا ما ركز عليه بن زايد خلال لقائه مع المسؤولين الايرانيين بالتركيز على التبادل التجاري وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ولفت صفا الى ان الميزة الرئيسة لزيارة طحنون بن زايد لطهران، هي توجيه دعوة رسمية للرئيس الايراني لزيارة الامارات، وحذر من الدور الاماراتي الذي تلعبه الان في المنطقة ولاسيما بعد تطبيعها مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، ووصف العلاقة الاماراتية الايرانية شرٌ لابد من ذلك اذا جاز التعبير، بحكم الجوار والحاجة المتبادلة، مشيراً الى ان دعوة ايران الدائمة بضرورة التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون يأتي من اجل قطع الطريق على التدخلات الخارجية.

من جانبه، اكد الباحث في العلاقات الدولية محمد قادري، ان هناك نقاطاً مهمة فيما يتعلق بزيارة مستشار الامن القومي الاماراتي طحنون بن زايد لطهران.

وقال قادري: ان اولى النقاط هي ان الزيارة تأتي في سياق نهج السياسة الخارجية لحكومة رئيسي فيما يخص تنمية التعاون مع دول الجوار، وعدّ زيارة بن زايد بانها شكلت نقطة انعطاف للعلاقات الاماراتية الايرانية، والتي كانت متوترة خلال السنوات الماضية، واعتبرتها طهران بانها زيارة مهمة.

واوضح قادري، ان النقطة الثانية هي تزامن زيارة بن زايد لطهران مع مفاوضات ايران النووية الجارية مع الغرب لرفع الحظر في فيينا، ولذا تريد الامارات ان تقوي مكانتها في المنطقة وترى ايران لاعباً مهما في غرب آسيا ولا مناص لها غير تنمية العلاقات مع ايران، معتبراً ان الخطوة الاماراتية بالجيدة لان ايران جادة في الحصول على اتفاق جيد من خلال المفاوضات مع الغرب، تسعى فيها الامارات ان تكون السباقة لاقتناص انجازات نتائج المفاوضات الايرانية مع الغرب.

واضاف قادري: ان هناك نقطة ايجابية اخرى، وهي ان الامارات يبدو انها حصلت على ضوء اخضر امريكا كي توسع علاقاتها مع ايران، وتعلم ان ايران لها اليد العليا في المجال السياسي والعسكري والميداني في غرب آسيا ولذا تعتبرها الامارات نقطة ايجابية بان تحصل على مكانة جيدة في غرب آسيا من خلال هذه العلاقات.

بدوره، رأى الباحث والكاتب السياسي ملاذ المقداد، انه لم يعد هناك حديث على ان امريكا موجودة بقوة وان هناك دولا وظيفية تعمل معها، ولذا يمكن رؤية زيارة مستشار الامن القومي الاماراتي طحنون بن زايد لطهران بانها تصب في مجال .

وقال المقداد: انه في حالة اشتداد غياب الرؤية الشاملة الامريكية في المنطقة والعالم كان لابد وان تبحث بعض دولها عن مصالحها، كما اشار بذلك وزيرا خارجية ايران وسوريا خلال لقائهما في طهران، بان المنطقة مقبلة على مرحلة استحقاقات مهمة تصب لصالح دول المنطقة وليس لصالح دول تبعد عنها آلاف الكيلومترات، واعتبر زيارة بن زايد لطهران بالمهمة جداً في اطار تعزيز امن المنطقة اولاً، وتعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي في المنطقة.

واوضح المقداد، ان الشعب السوري يؤكد دوماً على الحلف المتين بين ايران وسوريا وانه سيبقى جسراً اميناً للعرب وللايرانيين وهذا ما كان قبل الحرب وخلال الحرب وفي المستقبل.

واكد المقداد، ان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حمل رسالة الى الرئيس الايراني تدعوه لزيارة سوريا، مشيراً الى ان الوزير المقداد كان قد اشار في زيارة لطهران، على الدور الكبير الذي لعبه الشهيد القائد قاسم سليماني في محاربة الارهاب في سوريا وفي دعم وتقديم الخبرات العسكرية لسوريا.

ودعا المقداد دول المنطقة الى التعاون مع بعضها خاصة مع اعلان امريكا بانها تريد الخروج من المنطقة وليس ترك المنطقة، وقال ان امريكا تمارس الفوضى الخلاقة في المنطقة والعالم، مثلاً صحيح انها تركت افغانستان ولكن ظلها موجود العصابات الارهابية وكتلة النار التي تريدها الولايات المتحدة الامريكية ان تطال كل الدول المحيطة بافغانستان، كما تريد فعل ذلك في سوريا وغيرها، لذلك على دول المنطقة تحصين نفسها من هذه الحالة من خلال التعاون فيما بينها وكسر حاجز المخاوف من الجار لمواجهة التربص الامريكي والاسرائيلي للمنطقة.

واكد المقداد، ان الامارات تريد تقديم نفسها كوسيط دبلوماسي نشط وتعمل على اكثر من مستوى عربي عربي وعربي ايراني، والذي يصب في خدمة امن المنطقة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/5935113