لماذا استهدفت "اسرائيل" اللاذقية هذه المرة ؟!

لماذا استهدفت
الثلاثاء ٠٧ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش

في العدوان الاخير على سوريا لم يستهدف الكيان الاسرائيلي قواعد صاروخية او مطارات عسكرية أو طائرات مسيرة بل استهدف حاويات الارز والسكر واللباس والاقمشة، وعلى الفور رأى رئيس وزراء الاحتلال في الاعتداء الخسيس "محاربة للقوى الهدامة"!

العالم - كشكول

الكيان الاسرائيلي الذي يهدد ليل نهار بمهاجمة ايران وهو يعلم ان حتى سيده الامريكي لايمكنه هذا، استهدف اليوم الارز الهدام والقمصان والبناطيل الهدامة، وأثار سخرية القاصي والداني، بل وحاول الافتخار بالعدوان السخيف.

اراد الاحتلال الاسرائيلي القول انني استهدف اسلحة نوعية في ميناء اللاذقية، لكنه في الواقع يستهدف لقمة الشعب السوري لانه هو عدوه الحقيقي، وإلا لما كان هذا "السلاح" المزعوم ليرعبه كل هذا الرعب، ولما كانت المقاومة الاسلامية في لبنان لترعبه ولا المقاومة الفلسطينية في غزة، ما يرعب الاحتلال هو روح المقاتل المؤمن بقضيته وهذا لن يستطيع نزعه من السوريين او اللبنانيين او الفلسطينيين كما لم تستطع امريكا ومعها كل الدول الغربية انتزاعه من نفوس الشعب الايرانيين الذين صمدوا على مدى اكثر من 40 عاما من استهداف غربي شامل.

الاستهداف الاسرائيلي وان كان حقيرا في النتائج وخسيسا في الهدف فإنه تزامن مع عدة أحداث مهمة:

ارتفاع العمليات الفدائية الفردية في فلسطين المحتلة ضد قوات الاحتلال وتصاعد العمليات في سوريا ضد قوات الاحتلال الامريكي، وعجز أمريكي وكذلك اسرائيلي عن التصدي لإيران في ما تحققه الاخيرة من تطور ملحوظ في برنامجها النووي وما تظهره من صلابة وحذاقة في مفاوضات فيينا مع القوى العظمى. الاستهداف اذن جاء للتنفيس عن الداخل الاسرائيلي مع تصاعد الضغوط، ومن يمكنه القيام بعدوان في قمة الجبن سوى الجوقة الاسرائيلية الفاشلة الحاكمة حاليا سواء بينيت او غانتس.

ثانيا: الرعب الاسرائيلي من عودة العلاقات الطيبة بين ايران وجيرانها العرب، وهنا شكل ميناء اللاذقية هدفا للاحتلال للقول بأنه ليس آمن كمركز تجاري خاصة مع تزامن زيارة المستشار الاماراني طحنون بن زايد الى ايران وكذلك وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وهنا نقصد محاولة افشال الملف الاقتصادي من جهة ورسالة امتعاض اسرائيلية من التوجه الاماراتي من جهة أخرى.

ثالثا: تواجه ملفات التطبيع الاسرائيلية مع الحكومات العربية رفضا شعبيا كبيرا سواء في المغرب او الاردن، رغم المساعي الامريكية الحثيثة لانجاح هذا التطبيع، وهنا كانت رشالة القوى الهدامة، فمن خبر الحقد الصهيوني على المسلمين يعرب ان ضرب حاويات الطعام رسالة حقد لجميع الشعوب المسلمة وان كان انتقاء سوريا والشعب السوري كون الامور معقدة في هذا البلد وليس شجاعة صهيونية وإلا لما تجرأ الكيان الاسرائيلي على هكذا خسة وعدوان.

رابعا: أراد قادة الاحتلال الجبناء الذين يكثرون هذه الايام من الصياح والعويل مع غياب الفعل بسبب المفاوضات النووية الايرانية، أرادوا إظهار الهجوم وكأنه يستهدف أسلحة نوعية قد تكون قد وصلت من ايران الى الحليف السوري وهو ما سعت وسائل اعلامهم سواء العبرية او العربية العميلة ترويجه، لكن أكياس الغذاء التي ظهرت بعد العدوان وهي تحترق أكبر فشل يمكن ان يتلقاه هؤلاء الحثالة.

سرعة العمل السورية من اطفاء للحريق الذي اشتعل في موقع الاعتداء الاسرائيلي في ميناء اللاذقية وإعادة العمل بسرعة الى هذا الموقع من الميناء بعد التأكد من عمل الرافعات والآلات العاملة هناك اظهر دون شك سخف العدوان الاسرائيلي ودناءة قادته.