العالم - قضية اليوم
خبراء الاقتصاد في تل ابيب يقرأون الارقام بانها مذهلة.. ونحن نتحدث عن عام واحد فقط، وقد تكون عين هؤلاء على صندوق الاستثمار الذي انشأته الامارات للاستثمار في عدد من القطاعات في (اسرائيل ) وهو بقيمة عشره مليارات دولار مما يعني أن هذا الصندوق سينعش قطاعات مهمة وقد يكون القطاع الأهم الذي يريد الاسرائيلييون انعاشه هو قطاع الزراعة لاسيما أن الصادرات الزراعية للامارات ستكون الاكثر من غيرها لأنه لا مقارنة بين تطور الزراعة في (اسرائيل ) بالدول العربية ويطمح المستثمرون في قطاع الزراعة من الاسرائيليين ان تستغني الامارات في السنوات الخمس المقبلة عن الكثير من الدول الاوروبية وغير الاوروبية في استيراد الخضار والفواكه وان يحتكروا السوق الاماراتية في المستقبل وهم قادورن على ذلك.
ما يهم الاسرائيلييون في العلاقة مع الامارات هو الفائدة الاقتصادية التي سيتم جنيها وغير ذلك تبقى تفاصيل تخضع للتقييم الآني، لكن بالمقابل هل ستحقق الامارات فائدة اقتصادية من هذه العلاقة كما هو متوقع؟ واضح تماما أن الامارات لن تحقق ما تصبو اليه اقتصاديا من خلال هذه العلاقة خاصة وان اتفاق خط انابيب النفط الذي تم توقيعه في زمن حكومة نتنياهو والذي كان سينقل النفط الاماراتي الى اسواق اوروبا واسيا بتكلفة اقل من نقله عبر قناة السويس من خلال مينائي عسقلان على البحر المتوسط وايلات على البحر الاحمر، يثار حوله جدل كبير في حكومة بينت.
ويطالب وزراء من العيار الثقيل في حكومة الاحتلال الغاءه لتاثيراته البيئية. اخر الذين طالبوا بالغاء الاتفاق بعد وزيرة البيئة كان الشريك الثالث في الحكومة بيني جانتس وزير الحرب والذي انضم الى ثلاثة ورزراء اخرين وجمعيات بيئية تطالب بالغاء الاتفاق وعدم الاستمرار به. وبما ان القرار بيد نفتالي بينت فإن الاتفاق من المحال تنفيذه خاصة وان حكومة بينت لا تحتمل اي هزة في هذه المرحلة ولم يذكر احد.
اذا كان الرجل اثناء زيارته لابوظبي قد اثار الموضوع ام لا لكن واضح تماما ان الامارات وجدت نفسها بعد تعليق اتفاق انابيب النفط كمن قدم كل شيء ولم يحصل على شيء. اذا ما هو ظاهر ان زيارة بينت طغى عليها الجانب الاقتصادي وهو ما تفضله تل ابيب اما التحالف العسكري بين الطرفين فليس هذا مقامه لكن في كلمة صغيرة بعد ان رفعت الولايات المتحدة يدها من الشرق الاوسط فإن الحلف الاسررائيلي الاماراتي كما قال يوسي ميلمان لا ضرورة له .
فارس الصرفندي