طائرة سفير طهران وامكانية استئناف المفاوضات الايرانية السعودية 

طائرة سفير طهران وامكانية استئناف المفاوضات الايرانية السعودية 
الأحد ١٩ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٣:٥٣ بتوقيت غرينتش

وساطة انسانية قام بها العراق، خرقت اجواء الجمود في العلاقات بين ايران والسعودية.

العالم - مقالات وتحليلات

الوساطة اسفرت عن نقل السفير الايراني في صنعاء "حسن إيرلو" الى بلاده لتلقي العلاج اللازم، بعد اصابته بفيروس كورونا منذ ايام.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية ألإيرانية سعيد خطيب زاده أن السفير يخضع حالياً للعلاج، مشيرا الى أن الخارجية اجرت اتصالات ومشاورات مع بعض الدول في المنطقة، ساعدت على مغادرة السفير، معربا عن تقديره للدول المشاركة في هذا العمل الذي وصفه بالإنساني نافياً من جهة اخرى صحة التكهنات التي أطلقتها بعض وسائل الإعلام عن ان مغاردة السفير جاءت بسبب خلافات بين صنعاء وطهران.

حيث نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين سعوديين ان مغادرة السفير الايراني صنعاء تؤشر الى وجود "خلاف كامن" بين حركة انصارالله وطهران.

وقد ذهب بعض المسؤولين الإقليميين ( على ذمة الصحيفة) الى الادعاء بإن السفير الايراني بات "مشكلة سياسيّة تزيد الأعباء على كاهل حركة انصار الله، بالنظر لنفوذ السفير الكبير في اليمن".

بدوره أعلن المتحدث باسم حركة أنصار الله في اليمن محمد عبد السلام، ان نقل السفير الايراني جرى لظروف صحية، بعد "تفاهم ايراني سعودي عبر وساطة عراقية"، مشيرا الى ان كل ما يرد في الإعلام من روايات وتكهنات، عار عن الصحة.

وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مسؤول سعودي رفيع المستوى أن السفير الايراني لدى اليمن غادر صنعاء السبت بطائرة عراقية، سمحت لها المملكة بالهبوط والإقلاع من مطار صنعاء، مضيفا أن موافقة الرياض على السماح برحيله، صدرت بعد وساطة عراقية وعُمانية بين حركة انصار الله والسعوديين.

كذلك نقلت الوكالة نقلت عن مسؤول سعودي اخر، ان الايرانيين ابلغوا الرياض عن طريق العُمانيين، أن سفيرهم مريض بفيروس كورونا وانه يجب ان يخرج لتلقي العلاج".

يأتي هذا الخرق في جدار العلاقات الايرانية السعودية، بعد تعليق المحادثات التي بدأت في بغداد برعاية عراقية، وحققت بعض التقدم، الا انها توقفت، عند بدء البحث بالملفات الاقليمية حيث ابلغت الايرانيون السعوديين، ان "ايران لا تفاوض عن حلفائها، بل هي تساعد فيما يخدم مصلحتهم".

وكانت مصادر ايرانية مطلعة اكدت ان وفدا سعودية امنيا زار طهران بين جولات المحادثات، تحضيرا لاطلاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى قائم بالاعمال اولا، الا ان تعليق المفاوضات، اوقف الاجراءات. وفيما نفت الرياض زيارة الوفد، لم تؤكد الخارجية الايرانية لوم تنف الخبر.

على وقع الحدث الانساني الجديد بين طهران والرياض، هل ستستأنف المفاوضات بين الطرفين في ظل متغيرات اقليمية ودولية تفرض على الجميع اعادة النظر بالسياسيات الخارجية وخارطة التحالفات السياسية الخارجية؟

هل سيدفع الدخان الابيض "الايجابي" المتصاعدة من مواقد مفاوضات النووية بعض الاطراف الاقليمية الى تدارك نتائج ما بعد فيينا؟

وهل ستغير معركة مأرب من معادلات ومقاربات السعودية للوقائع الجديدة؟ اما ان الارتجال والانفعالية في المواقف، سيبقيان يتحكمان بعقلية بعض حكام المنطقة ؟

الايام القليلة المقبلة، يجب ان تحمل الاجابات سلبا ام ايجابا

د حكم امهز خبير في الشؤون الايرانية