العالم - تركيا
معركة تركيا الجديدة؛ تخوضها من أجل لقمة عيش وعمل لشعبها؛ بعد التدهور الدراماتيكي لليرة مؤخرا؛ حيث فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ بداية العام أمام الدولار؛ بل إنها تراجعت بشكل حاد منذ إعلان الرئيس رجب طيب اردوغان الشهر الماضي "حرب الاستقلال الاقتصادي".
وقال أردوغان:"إن نموذج السياسة الجديد القائم على أسعار الفائدة المنخفضة جزء من "حرب الاستقلال الاقتصادي" وهي مستمرة بنجاح. لن أسمح لأسعار الفائدة بسحق المواطنين".
خبراء الاقتصاد بدورهم يصفون هذه السياسة بأنها طائشة؛ وتوقعوا أن يرتفع التضخم إلى أكثر من ثلاثين بالمئة العام المقبل.
في هذه الأثناء تتواصل التظاهرات في مختلف المدن التركية احتجاجاً على التضخم وانهيار الليرة وتردّي الوضع المعيشي.
وفي إضاءة على تفاصيل الحياة اليومية؛ يتنقل فاتح يوكسل شأنه شأن آلاف الأتراك؛ منذ أسابيع؛ من صيدلية إلى اخرى بحثاً عن أدوية لم تعد متوفرة في السوق مع انهيار الليرة.
وقال مواطن تركي:"أعاني مرضاً نادراً من أمراض المناعة الذاتية يسبب صداعاً مؤلماً؛ أحيانا لا أجد أدويتي على الإطلاق وتزداد حالتي سوءاً".
وقال مواطن اخر:"أبحث عن دواء ضد السعال لحفيدي الصغير؛ نحن في وضع بائس. آمل أن يسمعنا المسؤولون".
ويعتبر القطاع الطبي من الأكثر تضرراً بسبب اعتماده على الواردات.
وقال الأمين العام لاتحاد أطباء تركيا فيدات بولوت:"انسحب العديد من الموردين من السوق لأنهم بدأوا يخسرون الأموال، تركيا تمر بأزمة دواء؛ أكثر من 700 دواء انقطع من السوق، لكن السلطات التركية تنفي وجود أزمة".
أمام يأس المرضى الذين يطلبون منهم تأمين أدوية لم تعد متوفرة، يدعو الصيادلة الحكومة لإعادة تقييم أسعار الأدوية ثلاث مرات على الأقل في السنة.