العالم - من طهران
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية ببرنامج"من طهران"، وبسؤال السفير کاظم جلالي حول وثيقة التعاون العشرينية التي يتم العمل عليها بين طهران وموسكو وعن آخر المستجدات حول هذه الوثيقة ومستقبل هذه الوثيقة، قال کاظم جلالي:
"في عام 2001 تمّ إقرار وثیقة تعاون في مجلس الشوری الإسلامي بین الجمهوریة الإسلامیة وروسیا الإتّحادیة، وذلك لمدّة عشرین سنة، أي إلی سنة 2021، وفي وثیقة التعاون تلك کان هناك بند یقول إذا لم تکن لدی أيّ من طرفي الوثیقة قبل سنة من إنقضاء مدّتها وجهة نظر بشأنها فأنّها تتمدّد بصورة آلیة لمدّة خمس سنوات أخری، إذاً نحن الآن لدینا مع روسیا الإتّحادیة وثیقة تعاون إلی سنة 2026.
وأضاف جلالي:"ولکن في خضمّ هذه الأمور، توصّل زعیما البلدین إلی نتیجة مفادها وجوب تحدیث وثیقة التعاون هذه بشکل تتناسب مع مستوی وحجم العلاقات المتقاربة بین الجمهوریة الإسلامیة في ایران وروسیا الإتّحادیة.
وأكد جلالي:"أصبحت مسودّة الوثیقة الجدیدة جاهزة وسوف توضع أمام الطرف الروسي، بالطبع هذه المسودة نُظّمت من قبل الجمهوریة الإسلامیة في ایران، وبإمکان الجانب الروسي إبداء وجهة نظره في هذا السیاق وطرح وجهات نظره بشأن الوثیقة، لربّما هناك حاجة إنشاء لجنة مشترکة من البلدین بهدف ایصال مسودة هذه الوثیقة إلی مرحلتها النهائیة کي یوقّع علیها مسؤولو البلدین وإعادتها إلی برلماني البلدین".
س: متى سيتم التوقيع على هذه الوثيقة؟
أشار کاظم جلالي الى أنه:"لایمکن تحدید زمن محدّد للوثیقة، لکنّنا نسعی بکلّ جهدنا کي یُتمّ إنجاز هذا العمل ولکن لایمکن تحدید فترة زمنیة محدّدة، والسبب أنّ دراسة الطرف الروسي لمسودة وثیقة التعاون لاتزال باقیة".
س: هل لهذه الوثيقة صلة بالوثيقة المشابهة المبرمة مع الصين؟
أوضح کاظم جلالي :"توجد بعض الإختلافات أو الفروق، والسبب هو أنّ ما کان یوجد بین الصین وایران من وثیقة للتعاون، یمکن تسمیتها بمذکّرة تفاهم والتي عملت علی أساس أنّها خارطة طریق ووثیقة تعاون، علی هذا الأساس لم تکن بحاجة لموافقة البرلمان في بلادنا، إلا بالنسبة لوثیقة التعاون هذه مع الروس فقد إتّفقنا علی أن تبقی هذه الإتّفاقیة لأنّها حاصلة علی موافقة برلماني البلدین، ومن الناحیة العملیة یجب الموافقة علی هذه الوثیقة في برلماني البلدین علی أساس أنّها إتّفاق".
س: برزت علاقات التعاون بين طهران وموسكو في المنطقة في الملف السوري، كيف يتم التعاون وعلى اي مستوى في هذه الأيام بين طهران وموسكو في الملف السوري؟
لفت کاظم جلالي قائلا :"حسناً، علی أیّة حال، وکما أشرتم أنتم فیما یخصّ سوریة، فإنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران وروسیا الإتّحادیة دُعیتا بشکل رسمي من قبل النظام الشرعي والقانوني في دمشق لمحاربة الإرهاب.
واستطرد جلالي قائلا:"شخصیاً أعتقد أنّ التعاون بین الجمهوریة الإسلامیة في ایران وروسیا الإتّحادیة في مجال مکافحة الإرهاب في سوریة کان ناجحاً جدّاً وبإمکانه أن یُصبح انموذجاً علی جمیع الأصعدة.
وقال جلالي :"بالطبع مواجهتنا للإرهاب في هذا البلد تمّت بالتنسیق الجماعي، ونحن جمیعاً علی معرفة بتاریخ سوریة حیث قام العدید من الدول بتقدیم المساعدات للإرهابیین داخل الأراضي السوریة، ولکن عملیاً بسبب شجاعة وصمود الجمهوریة الإسلامیة في ایران وقیادة الشهید العظیم أمیر القلوب اللواء سلیماني لم ینجح الإرهابیون في مساعیهم الدنیئة، وبصورة عملیة وقفت روسیا الإتّحادیة إلی جانب الجمهوریة الإسلامیة في ایران حیث نجحنا سویّاً في دفع هذه المواجهة إلی أمام".
وأكد جلالي:"هذا التعاون فیما بیننا مستمر، أنتم تعلمون من أنّ إطار هذا التعاون بموافقة البلدین ینبع من تعاون"آستانا"والذي یضمّ ترکیا أیضاً، لهذا فأنّ الدول الثلاث وأعني الجمهوریة الإسلامیة في ایران وروسیا الإتّحادیة والجمهوریة الترکیة تتعاون معاً في المواضع التي تخصّ سوریة، وقریباً سوف یُعقد إجتماع للخبراء التابعین لإتّفاقیة آستانة، ونحن کلنا أمل أن یتبلور ویتحقّق ما نصبو إلیه ویسعی إلیه الشعب السوري وقیادته من السلام والحفاظ علی وحدة الأراضي السوریة ونجاح الشعب السوري في تقریر مصیره بنفسه".
س: بحسب بعض المصادر كانت هنالك زيارة لوفد روسي الى طهران الذي أبلغ الجانب الإيراني بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تغادر سوريا قريبا، هل تؤيدون هذا الخبر أم لا ؟ وإذا كان الخبر صحيحا ، ماذل يعني التنسيق الروسي الإيراني حول خروج الولايات المتحدة الأمريكية وانسحابها من سوريا؟
قال جلالي :"نعم، أنّ الأمریکیین تحدّثوا في هذا الخصوص وأعلنوا أنّهم سیغادرون سوریة بطریقة ما، بالطبع فأنّ سبب هذه التصریحات وهذا القرار واضح للعیان، لأنّ الأمریکیین فشلوا عملیاً في تحقیق أهدافهم داخل سوریة، والإستراتیجیة التي سعوا إلیها کانت ولاتزال غامضة، ویطرحون مثل هذه الإستراتیجیة في العراق وبعض الدول أیضاً، والتي تتمثّل في حجم قواتهم التي یبقون علیها في دولة ما، وماهو عدد العسکریین الذین سیغادرون، لاتزال هذه الأسئلة تُطرح من دون إجابة واضحة، لهذا فأنّ الأمریکیین یفتقدون لآلیة محدّدة وواضحة في هذا المجال".
وأضاف جلالي قائلا:"ولکن علی أیّة حال، ماهو واضح بالنسبة لسوریة هو أنّ تواجد هذه الدول في هذا البلد غیر شرعي وغیر قانوني، والسبب أنّ الأمریکیین لم یکن لدیهم أيّ سبب للتواجد في سوریة، إضافة إلی أنّ الأمریکیین ومن معهم من حلفائهم لم ینجحوا في تحریر قریة واحدة في سوریة أو أنّهم واجهوا الإرهابیین مباشرة في عملیة ما. وعلی العکس تماماً، توجد وثائق تثبت دعم الأمریکیین وحلفائهم للإرهابیین بصورة کاملة.
وقال جلالي:"حسناً، الیوم وبجهود الجمهوریة الإسلامیة في ایران وثبات وصمود الشعب السوري والجیش السوري وبمجهود الروس الذین تواجدوا علی الأراضي السوریة والتنسیق الذي تبلور بین الأطراف المواجهة للإرهابیین ومن یقف خلفهم، یمکنني القول أنّ التیّار الإرهابي والإرهابیین قد تمّ القضاء علیهم.
بالطبع فانّ آمالنا ورغباتنا القلبیة أن یسود السلام في سوریة، وأن یتمکّن الشعب السوري الذي تحمّل الکثیر من الخسائر بسبب تواجد الإرهابیین علی أرضه ووطنه والحرب المفروضة علیه أن یسیّر أموره بنفسه".
س: يرى البعض بأنه يتم التضحية في العلاقات بين إيران وروسيا لصالح العلاقات بين روسيا والكيان الصهيوني، وأن روسيا تولي اهتماما أكبر للعلاقات مع الكيان الصهيوني على حساب علاقاتها مع إيران، هل هذا صحيح؟
علق جلالي قائلا :"لاحظ معي، بالطبع للروس علاقات مع الکیان الصهیوني، ولکن بالتوازي مع هذه العلاقات لدیهم علاقات حسنة جدّاً مع الجمهوریة الإسلامیة في ایران ، وطبعاً نحن کنّا ولانزال نتحدّث مع الروس بصراحة فیما یخصّ مواضیع وقضایا الکیان الصهیوني، وهم من جانبهم یقرّون أنّه لایجب علی الکیان الصهیوني الإعتداء علی الأراضي السوریة ، فسوریة دولة مستقلة.
طبعاً یمکن القول أنّ مسار العلاقات الروسیة بالکیان الصهیوني مبني علی أعداد کبیرة من الیهود الروس الموجودین في فلسطین المحتلة، هذا ما یعتمدون علیه الروس في إجاباتهم، بالتأکید لدی الروس وجهات نظرهم الخاصّة بهم، فهم لدیهم علاقاتهم مع الکیان الصهیوني ویمضون في طریقهم، ونحن أیضاً لدینا علاقات مع روسیا الإتّحادیة وهي علاقات حسنة ونتحدّث معهم بشفافیة حینما یتعلّق الأمر بالقضایا الإقلیمیة".
س: هل العلاقة الروسية مع الكيان الصهيوني على حساب العلاقة مع إيران؟
أكد جلالي :"کلا، من وجهة نظري الشخصیة لاتوجد صلة، فهم لدیهم علاقاتهم، والدول حرّة في إقامة علاقات مع من ترید، نحن بدورنا لدینا علاقات مع الکثیر من دول العالم التي لها علاقات مع الکیان الصهیوني.
من وجهة نظري الشخصیة لایجب وضع هذه الأمور بجانب بعضها البعض، ولکن تحدث بعض الأمور الخبیثة علی مستوی وسائل الإعلام ومستویات سیاسیة في بعض الأحیان، نحن دولة مستقلة ومواقفنا التي تخصّ الکیان الصهیوني شفافة جدّاً وبهذه الشفافیة نتحدّث مع الدول الأخری".
س: منذ فترة حمل رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف رسالة من قائد الثورة الإسلامية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، هل يمكن أن تخبرونا عن فحوى هذه الرسالة؟
أوضح جلالي :"نعم، هذه الرسالة کانت مهمّة جدّاً، أقصد الرسالة التي بعث بها قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله إلی السیّد بوتین المحترم. ففي الرسالة المشار إلیها تطرّق قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله إلی موضوعین ، الأوّل فیما یخصّ التعاون الثنائي حیث ذکر القائد حفظه الله عدداً من النقاط المهمّة.
بینما الموضوع الثاني غطّی التعاون الإقلیمي والقضایا التي مرّت علی القوقاز ولاتزال موجودة، إلی جانب تعاوننا في مناطق کسوریة وموضوع إتّفاقیة خطّة العمل المشترك والطاقة النوویة.
هذه هي النقاط المهمّة التي ذکرها قائد الثورة الاسلامیة حفظه الله في رسالته الموجّهة للسیّد بوتین".
س: أشرتم الى التعاون ما بين طهران وموسكو في الملف النووي، حيث نعلم أن هنالك تعاونا بين طهران وموسكو في هذا المجال، حبذا لو تشرحوا لنا هذه العلاقة وهذا التعاون في موضوع الملف النووي.
أكد جلالي:"لاحظ معي، نحن نتعاون في عدّة مجالات، أحدها یختصّ بالطاقة النوویة، حسناً وکما تعلمون فأنّ الروس هم الذین نفّذوا بناء وتشیید محطّة الطاقة النووِظ رقم 1 في بوشهر، وحالیاً یقومون بتنفیذ المحطّتین رقم 2 و 3 ، إذاً یوجد تعاون نووي بیننا وبین الروس علی هذه الصورة.
أمّا المجال الثاني فیتمثّل في تعاوننا فیما یخصّ المحادثات، حسناً، فالجانب الروسي یقول بوجوب الحفاظ علی إتّفاقیة خطّة العمل المشترك، ویضیفون بأنّ خروج الأمریکیین منها کان خطأ، وعلی الأمریکیین أن یعوّضوا ما ارتکبوه من خطأ في هذا الصدد، الموقف الذي تطرحه السیّدة والسیّدان أولیانوف وریابکوف بصورة مستمرّة داخل روسیا وفي فینّا.
من وجهة نظري الشخصیة فأنّ النقاط التي یطرحها المسؤولون في روسیا الإتّحادیة بنّاءة، کما أنّ تعاوننا مع روسیا الإتّحادیة سواء في مجال الطاقة النوویة أو في الملف الذي شکّله الغربیون بدون وجه حقّ ضدّنا، فمواقف الروس مقبولة ونحن نتعاون سویّاً في هذا المجال.
وشدد جلالي:"المحادثات بیننا کانت جیّدة وهي دائماً في مصلحة البلدین، هناك محادثات تجري علی قدم وساق بین مسؤولي وزارة الخارجیة في بلدنا والمسؤولین في حکومتنا مع نظرائهم الروس، ولدینا تنسیق جیّد في هذا المجال سویّاً".
س: مؤخرا قام السيد باقر كنى كبير مفاوضي إيران في الملف النووي بزيارة الى روسيا، والتقى بالمسؤولين في روسيا هل كانت تلك الزيارة مخصصة فقط للاتفاق النووي أم ان هنالك مواضيع أخرى مطروحة بين الجانبين؟
أشار جلالي الى أن :"السیّد الدکتور باقري کني، هو المعاون السیاسي لوزارة الخارجیة في بلدنا، لهذا فأنّ جمیع العلاقات والمواضیع ذات الصلة بیننا وبین روسیا الإتّحادیة تعود إلیه شخصیاً، فخلال اللقائین اللذین إجتمع فیهما مع الجانب الروسي خلال الأشهر القلیلة المنصرمة، تحدّث السیّد باقري کني مع المسؤولین الروس في القضایا النوویة والتعاون بین البلدین".
س: ماهي أبرز الملفات المطروحة بين البلدين؟
اعتبر جلالي:"نحن لدینا مواضیع متنوّعة، والآن اسمحوا لي، کما أسلفتُ لکم مسبقاً ، هذا الجزء یتعلق بالموضوع النووي، أمّا فیما یخصّ العلاقات الثنائیة علی مختلف الأصعدة، کالمجالات السیاسیة والإقتصادیة والأمنیة والعسکریة والدفاعیة فتعاوننا مع روسیا الإتّحادیة هو تعاون من جانبین، وقد جرت العادة علی أن یتباحث مسؤولونا مع الأصدقاء في مختلف المجالات".
س: إن واحدة من أبرز الملفات المطروحة بين البلدين هو الملف الاقتصادي والتجاري، على هذا الصعيد ماهو تقييمكم للعلاقات بين البلدين، العلاقات التجارية والاقتصادية بين طهران وموسكو؟
کاظم جلالي:"لحسن الحظ فأنّ علاقاتنا الإقتصادیة تزداد وتتّسع یوماً بعد یوم، بالطبع یجب عليّ أن أقول لکم من البدایة أنّ علاقاتنا الإقتصادیة لا تتناسب مع وزن ومستوی الإقتصاد في البلدین، فإقتصاد روسیا الإتّحادیة کبیر جدّاً، سواء في مجال التصدیر أم الإستیراد، ففي قطاع الإستیراد علی سبیل المثال فأنّ السوق الروسیة یبلغ حجمها 270 ملیار دولار، وهذا الأمر ینطبق علی التصدیر أیضاً حیث تتعامل روسیا مع معظم دول العالم.
حسناً، إقتصاد ایران کبیر وقوي أیضاً، خلال السنوات الماضیة نجحنا في إقامة تعاون جیّد مع بعضنا البعض، وأن نزید من مستوی التجارة بین البلدین.
وأضاف جلالي:"علی سبیل المثال، في سنة 2020 ، زادت صادرات الجمهوریة الإسلامیة في ایران إلی روسیا الإتّحادیة بنسبة 105% مقارنة بسنة 2019، والآن خلال التسعة أشهر الأولی من عام 2021 فانّ الأرقام التي أعلنتها هیئة جمارك روسیا تبیّن أنّ صادرات ایران إلی روسیا ازدادت بنسبة 28% کما أنّ صادرات روسیا إلی ایران خلال سنة 2021 شهدت زیادة ملحوظة، بالطبع حدثت هذه الزیادة بسبب إدارتنا نحن في الجمهوریة الإسلامیة في ایران، والسبب هو أنّنا قلنا أنّ روسیا الإتحادیة من أکبر الدول المصدّرة للحبوب، فنحن نوفّر إحتیاجاتنا من دول العالم، أمّا الآن فیمکننا إستیرادها من روسیا الإتّحادیة.
وهذا ما حدث علی وجه الدقّة سنة 2021، نجحنا في توفیر نسبة کبیرة من إحتیاجاتنا من الحبوب من روسیا الإتّحادیة، علماً أنّنا لدینا خطّة کي نکون مرکز لتوزیع الحبوب في المنطقة، فقدرة الطحن لدینا عالیة وهي بالمناسبة خالیة في الوقت الحاضر، بإمکاننا إحضار الحبوب الروسیة إلی ایران ونقوم بطحنها وتخزینها ومن ثمّ تصدیرها إلی دول المنطقة، کما یمکننا أیضاً العمل علی أن نکون مرکزاً للحبوب الروسیة في المنطقة ومن ایران تُنقل ترانزیت إلی الدول المختلفة.
علی هذا الأساس، فإنّ علاقاتنا الإقتصادیة تتطوّر وتتّسع ولکن هناك أمور یجب أن نقوم بها نحن أیضاً، أحدها موضوع ممر شمال – جنوب . ففي هذا الموضوع لدینا سکة الحدید من مدینة بندر عبّاس التي تصل إلی مدینة سان بطرسبورغ وخلیج فنلندا، ولکن في قطعة واحدة من مدینة رشت إلی مدینة آستارا لیس لدینا سکّة حدید.
لحسن الحظ، أصبح هذا الموضوع مطروحاً بجدّیة في الحکومة الجدیدة في ایران، ونأمل أن تنتهي هذه القطعة وتجهز وتصل ایران بجمهوریة آذربایجان وروسیا الإتّحادیة، وستکون مربحة للجمیع ، کما أنّ دول شرق آسیا یمکنها الإستفادة من سکّة الحدید لنقل بضائعها إلی أوروبا، لأنّ هذا الخطّ سوف یقلّل الفترة الزمنیة کما سیقلّل النفقات إلی الثلث أیضاً.
أمّا موضوعنا التالي فیتمثّل في الممر الترکیبي ، یجب علینا أن نتمکّن من الإستفادة من بحر قزوین، وفي هذا القسم یجب أن نمتلك سفناً خاصّة بنقل الشاحنات، وإلی جانب هذه السفن یجب أن تصل السکّة الحدید إلی موانئنا، وهذا القسم یؤخذ بشکل جدّي حالیاً من أجل تحقیق الأعمال والمشاریع الکبیرة، هذه بعض الأعمال التي اختصرتها لکم، وبإمکنها إعطاء دفعة قویّة لعلاقاتنا التجاریة.
س: أشرتم الى مجالات التعاون الإقتصادي والتجاري بين إيران وروسيا، ولكن في الآونة الأخيرة انتشرت أخبار حظر استيراد بعض المواد الزراعية من ايران خاصة الفلفل الايراني ما حقيقة هذا الامر؟
کاظم جلالي:"نعم، بخصوص الفلفل الایراني کان للجانب الروسي بعض الملاحظات التي تتعلق ببعض أنواع السموم التي کنّا نستخدمها في الزراعة، وقد صرّحوا بأنّ هذه السموم لم تکن معروفة لدیهم، قمنا بدورنا بالدخول معهم في حوارات ومفاوضات ونأمل بأن یُحلّ هذا الموضوع، فالموضوع تخصّصي بحت ، ونحن نعلم جیّداً وجود منافسین لنا في هذا النوع في روسیا الإتّحادیة.
واستطرد جلالي قائلا:" لاأرید أن نقول أنّ المنافسین لا تأثیر لهم، ولکن علی أیّة حال یجب أن نسعی بکلّ ما أوتینا من جهد علی تحسین جودة منتجاتنا الزراعیة داخل البلاد ، وهذه العلاقة بین وزارة الجهاد الزراعي ووزارة الزراعة الروسیة آخذة بالتحسّن حیث تُعقد إجتماعات من خلال مؤتمرات الفیدیو من أجل الوصول إلی حلّ لهذه المشکلة وغیرها من المشکلات التي لربّما تواجه علاقات الطرفین. نحن نأمل الوصول إلی حلّ من خلال نظرة صحیحة ودقیقة لروسیا الإتّحادیة إلی جانب الدقّة في عمل قطاعنا الزراعي".
س: قلتم أن روسيا بوتين ليست روسيا الاستالينية ولا روسيا القيصرية ما يعني أنه يمكن الوثوق بروسيا الجديدة كيف يمكن تفسير هذا الكلام؟
قال جلالي :"لاحظ معي، في العلاقات الدولیة تصبح الثقة موضوعاً مهماً، ولکن في نفس الوقت تقوم کلّ دولة بالتصرّف وفقاً لمصالحها الوطنیة، والجمهوریة الإسلامیة في ایران لیست إستثناءً في هذا المجال، ونفس الحالة تنطبق علی روسیا الإتّحادیة أیضاً. المعارضون لروسیا داخل ایران طرحوا موضوعین، أحدهما أن یطرحوا موضوع عدم إستقلالیة ایران وأنّها تتبع روسیا بطریقة أو بأخری.
حسناً هذا الکلام غیر صحیح، نحن قمنا بالثورة کي نکون دولة مستقلة ، إذا کان من المفترض أن نعرّف في کتلة ما لما قدّمنا کلّ هؤلاء الشهداء ولما قمنا بکلّ هذا الجهاد، لهذا فأنّ تصرّف وسلوك الجمهوریة الإسلامیة کانا ولایزالان وفقاً للإستقلال. لربّما نقوم بإرتکاب خطأ في مکان ما من سیاساتنا الخارجیة، لا شكّ في هذا، ولکن خطأنا هذا لایجعلنا تحت وصایة دولة ما، وفي الاساس لا تدخل ایران ولا الجمهوریة الإسلامیة في ایران تحت وصایة کائن من کان.
أمّا النقطة الثانیة التي یطرحونها في الداخل تتمثّل في عدم إمکانیة الثقة بالروس، حسناً هل من الممکن الإعتماد علی الغربیین؟ هل من الممکن منح الثقة للآخرین؟ هؤلاء الذین اعتمدوا علی الغربیین ماهي الإنجازات التي حصلوا علیها أو حقّقوها؟؟ الموضوع لایتعلّق بالثقة، بل علی التعاون بین البلدین.
الموضوع هو نجاحنا في الإستفادة من الطاقات والقدرات، ایران دولة مستقلة وروسیا الإتّحادیة دولة شمالیة کبیرة ومتقدّمة في مختلف الأبعاد وعلی مختلف الأصعدة، ولدیها قدرات وطاقات کبیرة ، الأمر المهم یتمثّل في تنظیم علاقاتنا وفقاً لاستقلالنا والحصول علی مصالحنا.
في حقیقة الأمر، فأنّ سیاسة ایران الخارجیة مع روسیا الإتّحادیة والصین تمّ تنظیمها وفقاً للکلام الذي ذکرته قبل قلیل، نحن نتحرّك إلی الأمام بإستقلال کامل لاتشوبه شائبة، کانت هذه الدقّة والبراعة موجودتان دائماً في السیاسات الخارجیة لنظام الجمهوریة الإسلامیة في ایران واللتان تحدّدان مسارنا في عدم الإتّکاء علی أيّ جهة أو دولة.
وخلص جلالي قائلا:" نحن نعتمد علی شعبنا وعلی طاقاتنا وقدراتنا، ونعلم علم الیقین أنّه لا مکان للإعتماد علی الآخرین علی الصعید العالمي، ما یمکن الإستناد إلیه یتمثّل في المصالح الوطنیة والتحرك في اتجاه المصالح الوطنية للبلاد".
التفاصيل في الفيديو المرفق ...