وحثّت أبناء الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجودهم في الضفة المحتلة وقطاع غزة والداخل المحتل والشتات على النفير العام الجمعة تحت شعار "الأسيرات خط أحمر".
وشددوا على وجوب إعلان الغضب تجاه جرائم الاحتلال المتواصلة في السجون، التي يرسف فيها نحو 5500 فلسطيني.
وأدان عدد من علماء الأمة الإسلامية ما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات مؤخرا، من اعتداءات وحشية ومضايقات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في "مؤتمر علماء الأمة لنصرة الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني"، الذي عقد ظهر الأربعاء، عبر تقنية الزوم.
ووجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ علي القره داغي، رسالة للأسيرات قال فيها: "إن كانت أجسادكن في الأسر فأرواحكن عالية".
وأضاف أن "دعم أخواتنا والكفاح لأجلهن، وبذل كل الجهود المادية والبدنية والإعلامية لتحرير الأسرى والأسيرات فريضة شرعية، وعلى الأمة أن تسعى بكل السبل لتحرير هذه الأرض المباركة، وهذه النفوس المباركة".
وأشار إلى التوجه لإصدار بيان عاجل يدعو لتنفيذ مطالب الأسرى، وأن تكون خطبة الجمعة القادمة حول الأسيرات الفلسطينيات، وتحمل عنوان "الأسيرات خط أحمر".
وختم حديثه بتوجيه التحية للأسيرات والدعاء لهن بالتحرير، وأن "يهلك الله عدونا وعدوهن، ويجعلنا من المشاركين في تحرير أراضينا المحتلة، وفك أسر هذه النفوس المباركة التي تقبع في سجون الطغاة"، وفق قوله.
ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، ومسؤول ملف الأسرى زاهر جبارين: إن "أبناء أمتنا يثبتون دائمًا أنهم بجانب الأسرى والأسيرات".
وأضاف: "هيبة الاحتلال وعنجهيته كُسرت مرتين مؤخرا، في معركة سيف القدس، وعند خروج الأسرى الستة من السجن، ومع كل ما يحدث في الضفة الغربية، يحاول الاحتلال أن يضع صورة نصر واهية، ظانًّا أن الأسرى والأسيرات بالأخص هم الضلع الأضعف".
وأشار جبارين إلى أن "ممثلة الأسيرات باكير ونائبتها ما زالتا معزولتين منذ 14 يوما، ونقلتا إلى غرف تحتوي كاميرات".
وبيّن أن إجراءات إدارة السجون الأخيرة ضد الأسيرات، تمثلت بمنعهن من الزيارات منذ أكثر من 4 أشهر، وحرمانهن من الاتصالات مع ذويهن منذ أكثر من عامين.
وأضاف: "تم وقف جميع زيارات أهالي أسرى حماس وهم أكثر من 1200 أسير، واعتدت قوات القمع على الأسيرين محمود عيسى، وإبراهيم حامد، بشكل متعمد، كونهما قامات لدى الأسرى".
ولفت جبارين إلى "إضراب الأسرى عن الطعام وعودتهم لاحقا، وإبلاغ قيادة الأسرى إدارة السجن عدم مسؤوليتها عما يحصل ردا على السلوك الإجرامي للإدارة".
بدوره، قال رئيس مركز تكوين للعلماء، العلامة الموريتاني محمد حسن ولد الددو: "إننا نخاطب روح الأمة وضميرها وشبابها ونخوتها وكل حريص وغيور فيها، أن من العار والعيب على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تبقى بناتها وأمهاتها ومرابطاتها ومجاهداتها أسيرات في أيدي الأعداء".
وأكد أن ما وصفه بـ"العيب والعار" لا يمكن غسله إلا بتحرير الأرض جميعها من أولها إلى آخرها، ولا يمكن أن تتحرر الأمة الإسلامية من هذا العار إلا بتحرير فلسطين كلها، دون تجزئة ولا تقسيم ولا تفصيل".
وأضاف الددو أن "تحرير الأسرى جميعًا، وتحرير المسجد الأقصى، فريضة بإجماع علماء المسلمين، لا يختلف فيها اثنان، ويجب على كل مسلم ومسلمة أن يشارك فيها بما يستطيع".
وتابع "ما يتعلق بالأسيرات خصوصًا، فهو موضوع مرتبط بالشرف والعرض والكرامة والعزة".
وشدد الددو على ضرورة "تحرك الساسة والقانونيين والحقوقيين، وكل من يمتلك مالاً، بمناصرة قضية الأمة المركزية".
وقال: إن "على الأمة كلها، أن تسلم الراية للمقاومين الأبطال بقيادة محمد الضيف، الذين عندما دعتهن مرابطات الأقصى استجابوا، كاستجابة المعتصم".
بدوره، قال هشام أبو محفوظ، نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج: إن "الأسرى والأسيرات خط أحمر، لا يجوز المساس بهم أو الاعتداء عليهم"، داعياً فلسطينيي الخارج والشتات وأحرار العالم، لجعل الجمعة القادم يوم غضب جماهيري عارم.
ودان أبو محفوظ، في تصريح لـ"قدس برس"، العدوان الإسرائيلي على الأسيرات الفلسطينيات، مؤكداً "أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، يسعى للتحرك في إطار القانون الدولي، لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في المحاكم الدولية".
ودعا المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية، إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه ضد الأسرى الفلسطينيين، خاصة ما تتعرض له الأسيرات في معتقل الدامون من تنكيل وإرهاب إسرائيلي، وممارسات همجية ولاإنسانية.
وأضاف أن "استمرار انتهاكات الاحتلال بحق شعبنا، يستلزم من الكل الفلسطيني في الداخل والخارج، العمل على تشكيل جبهة نضال موحدة ضد الاحتلال ومشاريعه، وجمع مختلف الجهود النضالية، وتصعيد المواجهة مع الاحتلال، وفضح ممارساته العدوانية بحق شعبنا".
وتنفذ إدارة سجون الاحتلال عمليات قمع متتالية بحقّ الأسيرات على مدار أيام، رافقتها عمليات تنكيل ممنهجة واعتداءات غير مسبوقة، وعزل ثلاث منهن، وفرض مجموعة من العقوبات بحقّهنّ.
في المقابل يواصل الأسرى في سجون الاحتلال خطواتهم الاحتجاجية، رفضًا للهجمة الممنهجة التي تشنها إدارة السّجون بحقّ الأسيرات والأسرى في سجن نفحة، وتحديدًا في قسم (12).
وفي وقت سابق، شددت فصائل المقاومة الفلسطينية، على أن الجرائم والاعتداءات الظالمة التي تمارسها إدارات السجون بحق الأسيرات والأسرى لن تفلح في كسر إرادتهم وعزيمتهم
وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ما يجرى في السجون، وعليه تحمل تبعات ذلك.
ودعت فصائل المقاومة جماهير شعبنا إلى تصعيد المواجهة مع العدو الإسرائيلي وإشعال الضفة المحتلة لهيبا في وجه الاحتلال.
وأكدت أن الانتفاضة والثورة هما سبيل الخلاص من الاحتلال.