في ذكرى الجريمة الغادرة.. لا مكان لقتلة سليماني والمهندس في العراق

في ذكرى الجريمة الغادرة.. لا مكان لقتلة سليماني والمهندس في العراق
الإثنين ٠٣ يناير ٢٠٢٢ - ٠٨:١٦ بتوقيت غرينتش

قبل عامين، وفي مثل هذا اليوم تحديدا 3 كانون الثاني / يناير، يصل قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني، الى العراق في زيارة معلنة ورسمية، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، ويستقبله في مطار بغداد الدولي نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي القائد أبو مهدي المهندس، وعند خروجهما من المطار، يتعرضان لهجوم غادر جبان، تنفذه القوت الامريكية الارهابية في العراق، في إستهتار صارخ بالقانون الدولي، وانتهاك فاضح لسيادة العراق، وبعدها  بلحظات خرج الرئيس الامريكي القاتل دونالد ترامب على العالم ليعلن انه هو الذي أمر بتنفيذ الجريمة.

العالم كشكول

الأرعن ترامب كان يعتقد، او هكذا أقنعوه، ان بإمكانه ان يحول العراق الى "دويلة" تلعب وتمرح بها القوات الامريكية، والموساد الاسرائيلي، كما في باقي الدول الاخرى في المنطقة، اذا ما تخلص من القائدين سليماني والمهندس، اللذان أفشلا أخطر وأكبر حلقات التآمر الامريكي ضد العراق، المتمثلة بـ"داعش".

الدولة العميقة في امريكا، والتي تأتمر بأومر الصهيونية العالمية، استشعرت الخطر على القوات الامريكية في العراق، بعد القضاء على "داعش"، فهي بذلك فقدت "شرعيتها" المزيفة، التي كانت تبرر بها تواجدها غير القانوني في العراق، وهو تواجد ما كان ليستمر مع وجود قوة شعبية كبيرة، قامت على اساس فتوى دينية، وهذه القوة ليست سوى الحشد الشعبي، الذي كان المهندس من اكبر قادته.

امريكا، كانت تعتقد ايضا، انها ومن خلال التخلص من قادة النصر على "داعش"، ستحُدث فجوة في امتداد محور المقاومة، عبر فصل العراق عن هذا المحور، وبذلك ستخفف من الضغوط على ربيبتها "اسرائيل"، وهو ما اعترف به رئيس الوزراء السابق للكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما تبجح ان ترامب عمل بنصيحته بالتخلص من الشهيد سليماني، وشكره على جريمته!.

اليوم وبعد مرور عامين على تلك الجريمة النكراء، ادركت امريكا انها ارتكبت خطأ فادحا بقتلها قادة النصر، فلا أمن ولا أمان لجنودها في العراق، فأبناء الشهيدين سليماني والمهندس، عقدوا العزم، على الانتقام لدمائهما الطاهرة، وهو إنتقام لا ينتهي الا بطرد القوات الامريكية من العراق والى الابد، وهذه الحقيقة تكشفت، من خلال الاعتراف الصريح للمجرم ترامب، بأن نتنياهو هو الذي ورطه في هذه الجريمة.

المراقب للحشود المليونية في العراق، وهي تحيى ذكرى اغتيال قادة النصر، والشعار الموحد الذي رفع في جميع تلك المراسم، وهو شعار اخراج القوت الامريكية، من العراق، يدرك جيدا، ان امريكا التي ارادت التخلص من سليماني والمهندس، نراها اليوم تواجه عشرات الالاف من العراقيين السائرين على نهج سليماني والمهندس، لا هدف لهم الا طرد الامريكيين من العراق، بعد ان انتهكوا سيادته وقتلوا خيرة ابنائه.

عندما تعلن محافظات بغداد والبصرة وبابل وذي قار وواسط وديالى وكربلاء المقدسة والديوانية والنجف الاشرف والمثنى والانبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك و..، تعطيل الدوام الرسمي لاحياء ذكرى اغتيال قادة النصر، فهذه رسالة قوية ومباشرة لامريكا المجرمة، مفادها ان الشعب العراقي لن يغفر لها جريمتها، التي لن تمر دون عقاب، وان سليماني والمهندس مازالا يقودان هذه الحشود بعزم اكبر وارادة لا تلين، حتى طرد آخر جندي ارهابي من العراق.

سيدرك الامريكيون عاجلا، ان "الشهيد سليماني" و "الشهيد المهندس" باتا يهددان وجودهم غير المشروع في العراق، اكثر من الفريق سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس!.