الزيارة العقيمة لممثل الامم المتحدة الى السودان! 

الزيارة العقيمة لممثل الامم المتحدة الى السودان! 
الإثنين ١٠ يناير ٢٠٢٢ - ٠٣:٤٤ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

فيما سقط اكثر من 60 شهيدا من المتظاهرين على يد عناصر النظام الحاكم في السودان بعد الانقلاب العسكري في هذا البلد ، قام ممثل الامم المتحدة بزيارة الى السودان اليوم للتقليل من السودانيين العزل والعنف الذي يتعرضون له من قبل الجيش الحاكم بحسب ادعائه .

الاعراب :

-الممثل الاممي اخمد جذوة امل السودانيين الذين كانوا يعقدون الامال عليه وعلى نتائج زيارته حين اعلن في مؤتمر صحفي عقده اليوم ان الهدف من زيارته هو تمهيد الارضية للحوار بين العسكر وممثلي الاحزاب والجماعات المعارضة . كما اعلن بانه لا يحمل اي حل او مقترح للخروج من الازمة التي تسود السودان .

-هنالك ثلاث وجهات نظر حول زيارة المبعوث الأممي للسودان ، أولها وجهة نظر العسكر الحاكم الذي يرى في هذه الزيارة مؤشرا على تعزيز شرعيته ويرحب بها. اما وجهة النظر الثانية فتعود الى الجماعات والاحزاب السياسية التي ترى بانه تم التلاعب بها من قبل العسكر وبانها لم تكن على علم باهداف الزيارة ولكنها لا تنفيها . هذه الاطراف لازالت تعقد الامل على هذه الزيارة ومثيلاتها التي يقوم بها المسؤولون الامميون للخروج من الازمة . واخيرا هناك مجموعة ثالثة تضم الجماهير التي لازالت تؤكد في الشوارع المغطاة بالدماء بعد الانقلاب، على ضرورة تطهير البلاد من الانقلابيين من الجيش ، وبالطبع يؤمنون بحكومة خالية من العسكر وتطالب باقصاء الجيش من الحكم لاسيما "برهان" و "حميدتي" .

-الواقع الذي يسود السودان في هذه الأيام هو أن الجماعات والأحزاب، إن شاءت التقدم او التأخر عن الجماهير المتواجدة في الشارع والمشاركة في التظاهرات المليونية، فسوف تفقد مصداقيتها، خاصة وأن الجماعات التي سبق وان غزت الشوارع بكل شجاعة وبلا اي قيادة ، بدأت تستعيد تنظيمها تدريجيا ونصبت عددا من المتحدثين الرسميين لنفسها في هذه المرحلة .

-تزامنا مع تصاعد وتيرة المعارضة المدنية والشعبية للجيش الحاكم، اشتدت الضغوط من قبل بعض الدول العربية، مثل الإمارات ومصر والسعودية لحماية الحكام العسكريين. الامارات والسعودية تبحثان عن ضمان مصالحهما في السودان، واما حكام مصر فيشعرون بالقلق حيال تكرار هذه الاحداث في بلدهم. الاعتقاد السائد في مصر والسودان هو ان البلدين قبل الانفصال وما بعده، لهما نفس المصير وانهما يتبعان نفس المسار في تجربة الاحداث. ولذلك هناك اعتقاد سائد بين السودانيين وهو أن مصير العسكريين الحاكمين في البلدين يمكن ان يكون واحدا .

-علينا أن ننتظر ونرى أين سينتهي المطاف بالسودان، لكن الامر المؤكد هو أن التجربة الناجحة للشعب في اسقاط حكم البشير الذي دام 30 عاما ، لا تزال ماثلة امام السودانيين وتمثل مخرجا لهم، مع اختلاف وهو أنه إذا نجحت هذه المرحلة فان وعي الناس قد ازداد اضعافا مضاعفة لكي لايتم سرقة انقلابهم من قبل الاخرين . تقديم اكثر من 60 شهيداً شاهد حي وخير دليل على هذا الرأي.