السعودية بين فضيحتين.. "فيلم الصواريخ" وعملية "حرية اليمن السعيد"

السعودية بين فضيحتين..
الأربعاء ١٢ يناير ٢٠٢٢ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

يبدو ان "الفضائح" تحولت الى "سلاح" بيد السعودية، لمواجهة الصمود الاسطوري للشعب اليمني الذي تمكن، على مدى 7 سنوات، من قبر كل احلام أمريكا و"اسرائيل" في اليمن، فهي لا تخرج من فضيحة الا وتقع في فضيحة اكبر، دون ان تلوح في الافق نهاية لهذه الفضائح.

العالم كشكول

بعد الفضيحة المدوية، للمتحدث باسم العدوان السعودي على اليمن، تركي المالكي، باستخدام مقاطع من فيلم وثائقي امريكي يعود لعام 2007 ، لمواقع صواريخ عراقية، وتقديمها على انها صواريخ "ايرانية موجودة في ميناء الحديدة"، خرج علينا المالكي نفسه بالامس، ليغطي على فضيحته بالقول انها كانت "هامش خطأ" في المصادر!!.

من المؤكد، انه لولا كشف اليمنيين للفضيحة، قبل فوات الاوان، لكان هذا الفيلم الفضيحة سببا في ازهاق ارواح العديد من المواطنين اليمنيين في الحديدة، كما كان سببا في اغلاق آخر ميناء يربط الشعب اليمني بالعالم، عبر تدميره بذريعة وجود صواريخ باليستية فيه.

اقل ما كان يفعله المالكي، عندما ضبطه اليمنيون، وهو يرتكب فضيحته، ان يقدم استقالته ويتوارى عن الانظار، او ان تقيله القيادة السعودية لانه أحرجها امام العالم!!، ولكن الذي حدث كان عكس ذلك تماما، فالرجل وفي نفس المؤتمر الصحفي الذي حاول التهرب من فضيحته المدوية، فاذا به يفجر فضيحة اكبر، بالاعلان عن اطلاق السعودية عملية "حرية اليمن السعيد"، التي انطلقت صباح أمس الثلاثاء، على كافة الجبهات، لـ"نقل اليمن إلى النماء والازدهار" فالشعب اليمني، كما قال المالكي"يستحق حياة"، وان "اليمن يستحق أن يكون في مصاف الدول الخليجية"!!.

لا ندري ان كانت عملية"حرية اليمن السعيد"، التي اطلقتها السعودية، جاءت للتغطية على فضيحة صواريخ الحديدة، ام للتغطية على الوضع المأساوي الذي تعيشه المناطق التي سيطرت عليها مرتزقة السعودية والامارات، فرغم كل الامكانات المادية الهائلة التي تمتلكها السعودية والامارات، الا ان تلك المناطق تفتقر "للحرية والانماء"، ويسودها التضخم و سقوط قيمة العملة اليمنية، وزيادة معدلات الفقر والمجاعة، وتدمير البنية التحتية، والتطبيع مع الكيان الاسرائيلي؟.

اعلان المالكي انطلاق عملية "حرية اليمن السعيد"، التي انطلقت على كافة الجبهات!!، تزامنت مع قصف هستيري عنيف للمناطق المدنية في صعدة ومأرب وشبوة والحديدة، خلف شهداء وجرحى وتدمير كبير في الممتلكات العامة والخاصة، وهو قصف جاء ليؤكد حقيقة واحدة، ان "حرية اليمن السعيد" لن تختلف كثيرا عن "إعادة الأمل" و"عاصفة الحزم" فهي تهدف اولا واخيرا، لتركيع اليمنيين، ودفع اليمن للدخول في حظيرة المطبعين والخانعين العرب، وهو ما لم ولن يحدث ابدا، فالخنوع والخضوع والتبعية، مفاهيم لا وجود لها في قاموس اليمنيين.