هل تعجز أمريكا حقاً عن إنقاذ محمد بن نايف من قبضة إبن سلمان؟

هل تعجز أمريكا حقاً عن إنقاذ محمد بن نايف من قبضة إبن سلمان؟
الأربعاء ١٢ يناير ٢٠٢٢ - ١٢:٤٤ بتوقيت غرينتش

مرة اخرى تسلط الصحافة الامريكية، الضوء على جوانب من الاستبداد الذي يمارسه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ضد كل من يعتقد انه يشكل حجر عثرة امام وصوله الى العرش، وهذه المرة تم تسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يمر بها الامير المعتقل محمد بن نايف، ولي العهد السعودي السابق، وكيف تعامل معه ابن سلمان في قسوة كانت صادمة لكل من لديه ادنى اطلاع عن المكانة التي كان يتمتع بها في النظام السعودي.

العالم كشكول

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت في عددها الصادر يوم الأحد 9 يناير/كانون الثاني 2022 ، نقلاً عن مصادر مطلعة، ان محمد بن نايف تعرض لتعذيب شديد في محبسه الانفرادي، حيث عُلِّق بالسقف من كاحليه، وانه يعاني من أضرار دائمة في رجليه، ولا يمكنه المشي بدون عصا. وممنوع من مشاهدة التلفاز أو استخدام أي أجهزة إلكترونية، ولا يتلقى سوى زيارات محدودة جداً من أسرته.

اللافت هو ما كشفت عنه الصحيفة الامريكية عن ان ابن سلمان لم يكتف باعتقال ابن عمه، لابعاده عن الاضواء، بل أمر بتعذيبه، وحرمانه من النوم، وتعليقه بالمقلوب، الامر الذي يؤكد ان ابن سلمان لن يتوانى عن تقطيع معارضيه بالمنشار واذابتهم بماء النار وحرقهم بالافران وتعليقهم بالمقلوب، حتى لو كانوا اعمامه او ابناء عمومته.

اللافت ايضا، انه كلما يتم الكشف عن جانب من جوانب استبداد ابن سلمان، الذي تجاوز كل الحدود، من قبل الصحافة الامريكية، نرى تأكيدا من هذه الصحافة ايضا على ان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليست على مايرام مع ابن سلمان بسبب جرائمه بحق المعارضة وبحق من يعتبرهم تهديدا له، لذلك، كما نرى هذه الصحافة، نؤكد على ان بايدن "يرفض حتى الآن، التعامل الشخصي مع الأمير ابن سلمان"، وترى في "الأمير محمد بن نايف أقل تهورا واكثر خبرة".

من الصعب جدا تصديق موقف امريكا من حليفها الاوثق في السعودية محمد بن نايف، فهي تستطيع وبسهولة انقاذه من قبضة ابن سلمان، الا انها لا تريد ذلك، لانها تحاول، من خلال التغاضي عن استبداد ابن سلمان، وفي نفس الوقت اظهار نفسها على انها غير راضية عن تصرفاته، الابقاء على ولي العهد السعودي في حالة من عدم يقين من الموقف الامريكي، وبذلك يمكن ان تستغله بسهولة لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، وفي مقدمتها قيادة "قافلة أعراب التطبيع"، ومحاربة محور المقاومة، وإلا فان استبداد ابن سلمان او تقطيعه للصحفي جمال خاشقجي، و تعليقه ابن نايف بالمقلوب، هي ممارسات مألوفة في السعودية، وليس هناك اي استثناء بين ملوكها وامرائها، وبقيت الادارات الامريكية المتعاقبة تتجاهل كل تلك الممارسات القمعية، واحتفظت بعلاقاتها مع النظام السعودي، الذي كانت ومازالت امريكا تعتبره من اوثق حلفائها في المنطقة.