إسبانيا تعلن عدم رضاها من التعاون مع المغرب في مجال الهجرة

إسبانيا تعلن عدم رضاها من التعاون مع المغرب في مجال الهجرة
الأربعاء ١٢ يناير ٢٠٢٢ - ١٢:٥٢ بتوقيت غرينتش

جدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس دعمه لمساعي الأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية، وألمح إلى ضرورة منح مزيد من الوقت لبناء العلاقات مع المغرب لتكون قائمة على “تصور القرن 21″، مبديا عدم رضاه بشأن تعاون المغرب في مجال مكافحة الهجرة السرية خاصة في سبتة ومليلية.

العالم - المغرب

وفي مؤتمر صحافي في العاصمة مدريد، قال الوزير في رد على سؤال حول التاريخ المرتقب لتحسين العلاقات مع المغرب بعد مصالحة الأخير مع ألمانيا، “نحن نبني علاقة القرن 21″، مضيفا “توجد اتصالات مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.. وتتطلع إسبانيا والمغرب إلى بناء علاقة مكثفة وغنية تشمل عددا من القطاعات”.

وأكد الباريس وجود رغبة من الجانبين لتطوير علاقات ثقة، مستشهدا بخطاب الملك محمد السادس يوم 20 أغسطس/آب (ثورة الملك والشعب) حول بناء علاقة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وكذلك الرغبة نفسها التي أعرب عنها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتيش.

وكان رد الوزير الإسباني على جواب حول مستوى التعاون مع المغرب في مواجهة الهجرة وخاصة منع تسلل المهاجرين إلى سبتة ومليلية مثيرا للغاية، وفق ما أوردت وكالة أوروبا برس، إذ قال: “أنا غير راض عن ذلك، علينا الذهاب أكثر”. ويفتح جواب وزير الخارجية الكثير من التأويل، إذ يجري تأويله أن إسبانيا غير راضية على مستوى تعاون المغرب حاليا في مواجهة الهجرة وخاصة بشأن المدينتين المحتلتين وتريد التزاما أكبر منه.

وفي الملف الشائك المتعلق بنزاع الصحراء الغربية، أكد دعم ستيفان دي ميستورا المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في النزاع، وكشف أن مدريد وضعت طائرة عسكرية رهن إشارة المبعوث الخاص الذي سيقوم بجولة على أطراف النزاع ابتداء من غد الأربعاء. وفي رده حول موقف بلاده من النزاع لاسيما بعد الأزمة مع المغرب بسبب الصحراء، قال الوزير إن اسبانيا “تدعم البحث عن حل سياسيا دائم ومقبول من الطرفين في إطار الأمم المتحدة”.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية في نفس سياق الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي التي صادقت عليها الحكومة الثلاثاء الماضي، وتضع إطارا شائكا للعلاقات مع المغرب ينص على ما اعتبرته “احترام سبتة ومليلية” و”التعاون المخلص”.

وتمر العلاقات بين المغرب وإسبانيا بأزمة حقيقية اندلعت بعدما رفضت مدريد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعترافه بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، ثم تساهل المغرب في دخول آلاف المغاربة إلى سبتة في مايو/ أيار الماضي.

ولا يوجد سفير في سفارة المغرب في مدريد منذ مايو الماضي. وكان من المتوقع أن تشهد العلاقات بين الجانبين تحسنا، إلا أن الاتصالات لم تفض حتى الآن عن أي نتيجة ملحوظة بل يستمر كل طرف بالتشبث بموقفه.