أهالي النقب الفلسطيني يعلون صوتهم بعد سنوات من الصمت

أهالي النقب الفلسطيني يعلون صوتهم بعد سنوات من الصمت
الخميس ١٣ يناير ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

تتفنّن المؤسسة الإسرائيلية، بأذرعها المختلفة، في التضييق على أهالي النقب المحتلّ عام 48، وسرقة أراضيهم بأساليب قديمة - جديدة، لكنّها فوجئت، في اليومَين الماضيَين، بهَبّة شعبية عارمة في منطقتَي عرب الأطرش وسعوة، في مشاهد أعادت إلى الذاكرة انتفاضة فلسطينيّي الـ48، خلال معركة «سيف القدس» في أيار الماضي.

العالم - فلسطين

أمّا في الضفة الغربية المحتلّة، فتتواصل عمليات إطلاق النار والمواجهات ضدّ قوات جيش العدو والمستوطنين، ويتواصل معها ارتقاء الشهداء، الذين كان آخرَهم المسنّ عمر أسعد، قرب رام الله.

«تحريش أراضي النقب»، هو اعتداء إسرائيلي استيطاني مغلَّف بطريقة ملتوية وبذرائع واهية، يشرف عليه ما يسمّى بـ«الصندوق القومي اليهودي»، المعروف اختصاراً بالعبرية باسم «الكيرن كييمت».

وتبدأ العملية بتجريف أراضي الفلسطينيين في بئر السبع والنقب، ثمّ حراثة الأراضي وتشجيرها وتحويلها إلى أحراش كمقدّمة للاستيلاء عليها، ثمّ تضفي «سلطة الآثار والحدائق» الإسرائيلية صبغة قانونية عليها، عبر الزعم بأن هذه الأراضي هي مناطق خضراء تعود للدولة، ويُمنع الاقتراب منها أو السكن فيها أو إجراء أيّ تعديلات فلسطينية عليها. ويرى نشطاء في النقب المحتلّ أن الهدف من تلك السرقة يتمثّل في منْع تمدّد القرى الفلسطينية، والتضييق على أهلها لإجبارهم على الهجرة مجدّداً إلى مناطق أخرى، علماً أن العدو انتهج، منذ ما بعد نكبة 48، أسلوب «التحريش» في القرى المُهجَّرة لطمس المعالم والآثار الفلسطينية.
خاض الفلسطينيون مواجهات عنيفة في منطقتَي عرب الأطرش وسعوة على مدار يومَين، للتصدّي لتجريف أراضيهم بحراسة شرطة العدو الإسرائيلي. وتخلّل المواجهاتِ إلقاءُ حجارة وعراك بالأيدي، بينما أسفرت، وفق حصيلة وصلت «الأخبار»، عن اعتقال جيش الاحتلال 30 فلسطينياً على الأقلّ، وإصابة 8 من عناصر الشرطة الإسرائيلية، إضافة إلى إحراق مركبة إسرائيلية.

وتظاهَر عشرات الفلسطينيين في النقب، فيما أعاق بعضهم عمل مراسل «القناة 14» العبرية، من خلال تشكيل حائط بشري أمام الكاميرا، ومحاولة طرد المراسل. وأعادت هذه التطوّرات إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الشعبية خلال معركة «سيف القدس»، وهو ما ذهب إليه الصحافي الإسرائيلي، أليؤور ليفي، الذي عبّر عن قلقه من تصاعد مواجهات النقب، وتأجّج الوضع، كما حدث في الرملة واللد في أيار الماضي.
وتشكّل الهبّة الجماهيرية الجارية في النقب، محطّة جديدة وعلامة فارقة في تاريخ المنطقة، كونها تُعدّ الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة؛ إذ ساد الصمت طيلة الفترة الماضية على عمليات تجريف أراضي الفلسطينيين والقرى المسلوبة الاعتراف هناك، واكتفى الأهالي بالتوجّه إلى المحاكم الإسرائيلية، في محاولة لوقْف أعمال سرقة الأراضي أو تجميدها على الأقلّ. ولذلك، مثّلت المواجهات الحالية مفاجأة لدى منظومة العدو.
أمّا في الضفة الغربية، فقد تواصلت عمليات المقاومة أخيراً، ورَاوحت بين مدّ وجزر، لكنّ الهدوء التامّ لم يتحقّق. ونفّذ مقاومون، خلال اليومَين الماضيَين، 4 عمليات إطلاق نار ضدّ جيش الاحتلال في منطقة جنين، واحدة تجاه دورية للعدو قرب الجدار الفاصل في قرية العرقة، وثانية في منطقة باب الخانق قرب بلدة قباطية، وثالثة خلال اقتحام العدو بلدة جبع، ورابعة صوب حاجز الجلمة، فيما ألقى شبّان عبوة محلية الصنع تجاه حاجز «دوتان». وارتقى، قرب رام الله، الشهيد المسنّ عمر أسعد بطريقة وحشية، بعد أن احتجزه جيش الاحتلال في قرية جلجليا لساعات، وقيّده في بناية قيد الإنشاء، ثمّ تركه بعد أن ضربه بوحشية، ليعثر عليه الفلسطينيون شهيداً.
وينذر المشهد في الضفة باستمرار عمليات إطلاق النار، خاصة خلال اقتحامات جيش العدو الليلية، وهذا ما أثبتته الأشهر الماضية، في ظلّ اتّساع ظاهرة «المطلوبين» لدولة الاحتلال، والذين يرفضون تسليم أنفسهم.

الاخبار

كلمات دليلية :