جريمة إعدام 3 شبان بحرينيين -2017

الجمعة ١٤ يناير ٢٠٢٢ - ٠٣:٢٧ بتوقيت غرينتش

في الـ15 من شهر يناير/ كانون الثاني عام 2017، ارتكب نظام البحرين جريمة كبرى موصوفة بإعدامه لـ3 شبان ابرياء، وكان هذا الاعدام خلاصة تحقيق ومحاكمة خلت من أدلة واستندت الى اعترافات انتزعت من الشبان الـ3 تحت التعذيب وسجلوا شكوى تعذيبهم، كما قال حقوقيون.

العالم - لن ننسى

الا أن نظام البحرين لم يحرك الشكوى وسارع في الاجراءات نحو حكم الاعدام، متجاهلا كل الدعوات الداخلية والخارجية الداعية لوقف عمليات الاعدام هذه.

ولن ينسى البحرينيون تاريخ الـ15 من شهر يناير/ كانون الثاني عام 2017 ، حين أعدم النظام 3 أبرياء هم عباس السميع وعلي السنكيس وسامي مشيمع على خلفية رواية افتقرت الى الادلة وبناء على قرار اماراتي سعودي.

ففي الـ3 من آذار من عام 2014 اعلنت السلطات البحرينية مقتل ضابط اماراتي واثنين اخرين من قواتها في تفجير قالت انه وقع في بلدة الديه، وشكك ابناء الديه في الرواية ونفى عدد منهم ما سمعه صوت التفجير فيما قال اخرون أن الثلاثة قتلوا في قنبلة كانت بحوزة الضابط الاماراتي.

واللافت انه خلال ساعات قليلة اعلنت السلطات اعتقال من سمتهم بالمتورطين في التفجير وعرضت صورهم على التلفزيون الرسمي لكن رغم الادلة التي قدمها محامو الدفاع التي تدحض مزاعم السلطات فانه حكم على المعتقلين الثلاثة بالاعدام.

ففي قضية عباس السميع قدم الفاع وثيقة صغيرة عن المدرس التي عمل فيها مدرسا للرياضة تثبت انه كان في دوامه المعتاد وقت التفجير لكن مع ذلك حكم عليه بالاعدام

اما سامي مشيمع فأفاد 20 شاهدا انه كان في منزله وقت التفجير وحكم عليه ايضا بالاعدام.

اما الفتى علي السنكيس فقد أكدت والدته انه لم يسأل قط عن التفجير وانما اجبر على توقيع اعترافات بمسؤوليته عن الحادث، ومع ذلك حكم عليه بالاعدام.

وقبل يوم واحد من تنفيذ الاعدامات صادق الملك حمد بسرعة على الاحكام وكان يوم الـ15 من كانون الثاني يناير يوما أسود للبحرين.

وكان الشاب السميع قد نشر مقطع فيديو من داخل السجن في يوم النطق بحكم اول درجة قال فيه انه بريء ومن معه من التهم.

وقد اتصلت السلطات البحرينية بعوائل الشهداء السميع والسنكيس ومشيمع للحضور الى مقبرة الماحوز.

وفي ردود الفعل الاولى، اعتبرت المقررة الاممية الخاصة بالبحرين عبر حسابها على «تويتر»: «البحرين اعدمت الشبان بعد تعذيب ومحاكمة غير عادلة وادلة واهية، فهو قتل خارج القانون».

وعقب الإعلان عن إعدام الشبان الثلاثة علت أصوات التكبير في المساجد تعبيراً عن الغضب، وخرجت مسيرات منددة في أنحاء البحرين شارك فيها عشرات الآلاف وسط استنفار أمني كبير وتحليق مروحي منخفض فوق أغلب المناطق. ودعت قوى المعارضة الجماهير إلى العصيان والإضراب والحداد العام.

وقد شهدت مناطق السنابس والدراز وجد حفص وسترة وباربار وسار والديه والقدم وعالي، مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت رصاص الشوزن المحرم دوليا والغاز المسيل للدموع، مما ادى الى سقوط عشرات الجرحى والمصابين. كما شهدت مناطق أرض الفخار، عالي وسترة تظاهرات غاضبة شارك فيها الآلاف استنكاراً للجريمة.

وقد رفع المتظاهرون صور الشهداء مع شعارات ضد حاكم البحرين، وقد أغلق محتجون عدداً من الطرق في البلاد، في حين سجل ناشطون اصابة عدد من المحتجين في مناطق مختلفة باصابات بسلاح الشوزن في المنطقة الاعلى من الجسم.

وفيما تم إغلاق دوار عبد الكريم تحركت مدرعات تابعة للجيش وكمندوز باتجاه الهملة على شارع الجنبية.

وتوافدت الجماهير الغاضبة إلى منطقة السنابس معلنة العصيان الثوري والغضب العارم، كما نزلت الجماهير في بلدتي أبو صيبع والشاخورة إلى الشوارع بصيحات التكبير واشتبكت مع قوات النظام.

وأكدت عائلة الشهيد عباس السميع ان دماء ابنها سوف تشق طريق البحرينيين نحو الحرية والعدالة، وقالت ان «أهم ما في الأمر ان هذه الدماء ستثمر».

وشهدت منطقة السنابس خروج تشييع رمزي لشهدائها الذين تم اعدامهم، بالإضافة إلى خروح مسيرة حداد في الدراز في ساحة الفداء بجوار منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم، بينما بدأ أهالي الشهداء بتلقي العزاء والتبريك على أرواح أبنائهم.

هذا وندد علماء البحرين بقيام السلطات بإعدام الشبان الثلاثة ودعوا في بيان الشعب إلى استنفار جميع الوسائل المشروعة في تصعيد الغضب العام بما يليق بخطورة حرمة الدم المسفوح بغير حق عند الله عزّ وجلّ. وأعلن العلماء الحداد ووقف مظاهر الفرح في البلاد لمدة اسبوع، والعزاء لمدة ثلاثة أيام، وفتح جميع مآتم البحرين.

وقال العلماء في بيان إن الشهداء الثلاثة «ما ماتوا ولن يموت دمهم، إن دماءهم المسفوحة ظلما سائرة بعد تحرّرها بقوة أكبر على طريق ذات الشوكة، تجري في عروق الأحرار والغيارى لتمدهم بإرادة تزول منها الجبال ولا تزول، لتقتلع جذور البغي والطغيان وتلاحق القاتل بالقصاص».

وشدد العلماء على أن «هذا الوطن الذي قدم عشرات الشهداء لن يتوقف عن مسيرة العزة والكرامة حتى لو قدّم أضعاف أضعافهم في سبيل الله وحفظ الدين والوطن. فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا».

وأضاف بيان العلماء «قد شهد العالم أن شبابنا قد قُتلِوا خارج القانون الذي يتغنى به النظام، فالقضاء يتحكم به المدعي، والإعترافات منتزعة تحت التعذيب كما حكم به القضاة الدوليون وعلى رأسهم القاضي المعيّن من نفس النظام (بسيوني)، فأي عدالة باطلة تلك التي حكموا بها؟!».

وتابع البيان ان «الحكم الديكتاتوري قد افتتح مرحلة نهايته، فعلى الشعب أن يتحلى بالصبر الجميل، ويضاعف الجدّ والحراك، ويشحذ روحه الثورية الغيورة، ويستعد لاستقبال النصر والفرج بعد هذه المرحلة الشديدة واجتياز العسر كما هي سنّة الله سبحانه، وإن النصر سيكون كبيرا إن شاء الله تعالى".

وأصدر نائب الأمين العام لـ«جمعية الوفاق الوطني» الإسلامية الشيخ حسين الديهي بياناً نعى فيه «شهداء الإعدامات الجماعية، الشهيد عباس السميع والشهيد سامي مشيمع والشهيد علي السنكيس، الذين أعدموا خارج القانون بدم بارد فاقد لكل قيم الإنسانية».

وأكد البيان أن «هذه الجريمة الدموية البشعة تعبر عن عقلية وسلوك السلطات في البحرين في التعامل مع شعب البحرين بسبب مطالبته بالكرامة والعدالة والديمقراطية، وأن ما جرى يعكس عقلية السلطة بالسير في الخيارات الدموية والأمنية».

كما طالب البيان «بفتح تحقيق دولي في كل جرائم القتل والانتقام والاضطهاد الطائفي والتدمير الحضاري التي لم تتوقف منذ 6 سنوات أمام مرأى العالم»، لافتاً الى أن «القضية التي تم إصدار الحكم فيها وتنفيذ الاعدامات هي قضية تفتقد لأبسط مقومات العدالة والنزاهة، وكل الإجراءات كانت باطلة وهو ما يؤكد خطورة الوضع السياسي والقضائي والقانوني والأمني الذي يعاني منه البحرينيون محملين المسؤولية الكاملة لرأس النظام والدول الداعمة والمساندة".

من جهته اعتبر رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنســان باقر درويــش بأنّ الجريمة النكراء التي ارتكبتها الســلطات البحــرينية بحق الشبان الثــلاثة وتم فيــها انتهاك حق الحياة يتحمل مسؤوليتها حاكم البحرين دســتوريا وقــانونيا، مــطالبا بتجميد عضوية البحرين في مجــلس حقوق الإنسان، وتفعيل مبدأ العدالة الدولية في ملاحقة كبار المسؤولين المتورطين بارتكاب الانتهاكات في المنامة، لافتا إلى أنّ الســلطة القضائية التي أصدرت تعسفا أحكام الإعدام بحق هؤلاء الأبرياء غضت الطرف عن محاسبة المسؤولين الأمنيين والسياسيين في السلطة عن قتل ما يزيد على 100 مواطن بحريني وتعذيب أكثر من 100 بحريني.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...