رواية اسرائيلية لواقع السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية

رواية اسرائيلية لواقع السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية
الأحد ١٦ يناير ٢٠٢٢ - ١٠:٠٥ بتوقيت غرينتش

رأى المُستشرِق الإسرائيليّ، جاكي حوغي، أنّ “ياسر عرفات يتقلّب في قبره: السلطة الفلسطينيّة معزولة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وهي ترسل أيادٍ تتلّمس الطريق طلبًا للمساعدة والعناق من شقيقاتها العربيات، اللواتي ابتعدن عنها بثبات في العقد الأخير”.

العالم - الاحتلال

وتابع حوغي، وهو مُحلِّل شؤون الشرق الأوسط في إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل)، تابع قائلاً في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، إنّه “إذا ثار لديكم احتقار في ضوء وضع السلطة الموصوف هنا، فماذا ستقولون عن الحقيقة البسيطة في أنّ السند الأصلب للسلطة هذه الأيّام هو "إسرائيل". تمسك بعناقها وفي نفس الوقت تلعق جراحها، تمامًا مثل الزواج النكد. ليس بسبب حُبّها لها، بل بسبب التخوف من انهيارها”، على حدّ تعبيره.

ونقلاً عن مصادر إسرائيليّةٍ وفلسطينيّةٍ وازنةٍ أوضح المُستشرِق الإسرائيليّ أنّ “الواحد تلو الآخر فقدت السلطة، في السنوات الأخيرة، معظم ذخائرها. غرقت في فساد سلطوي وفي عدم اكتراث لمصير مواطنيها. وهكذا حظيت أيضًا بعداء الجمهور. لم تعرف كيف تدير علاقاتها مع حماس. وخلدت الانقسام”.

وشدّدّ المُستشرِق حوغي على أنّ”غزة والضفة تداران اليوم كدولتيْن منفصلتيْن، وبين البحر والنهر توجد ثلاث دول للشعبين. هذا الانقسام يُضعِف جدًا المعسكر الفلسطينيّ كلّه وينزل من قيادته أوراق ضغط على إسرائيل”، مُضيفًا في ذات الوقت:”لم يتمكن مسؤولو السلطة من الفهم بأنّ البحرين والإمارات صنعتا السلام مع إسرائيل انطلاقًا من مصلحةٍ وطنيّةٍ حيويّةٍ، وهذا حقهما الكامل. رغم ذلك، وصفوا الخطوة بـ “الخيانة” ونسوا بأنّ لهما أيضًا احتياجات أهمّ من المسألة الفلسطينية”.

وشدّدّ المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّ “ضربات أخرى تلقتها السلطة الفلسطينيّة ليس بذنبها، فقد أخرج ترامب عليها غضبه، منع عنها الميزانية وأوقع عليها (اتفاقات افراهام)، والاتحاد الأوروبيّ علِق في مصاعب مالية وقلص دوره في النزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ”، وفق أقواله.

المُستشرِق أشار في سياق تحليله إلى أنّ “الأنظمة العربية اليوم أضعف بكثير وتعنى بنفسها وليس بالآخرين. عصر الديناصورات انقضى ومعه قدرة عرفات على أنْ يُشغِّل بضغطة زر الرئيس المصري، صدام حسين، معمر القذافي، ملك السعودية وحافظ الأسد”.

ومضى قائلاً إنّ مصر اليوم مشغولة بشؤونها، ورغم تصريحات السيسي الجميلة بأنّ مصر بقيادته تقف إلى جانب الفلسطينيين، إلّا أنّه في السنوات الأخيرة قام الرئيس المصريّ بتحسين علاقاته بالذات مع "إسرائيل"، على حدّ تعبيره.

وأورد المُستشرِق الإسرائيليّ مثالاً آخر عن تنازل الأنظمة العربيّة عن الفلسطينيين حيث قال إنّ “الملك المغربيّ محمد السادس الذي ورث عن والده المكانة الخاصّة كرئيس لجنة القدس في الجامعة العربية، وثق علاقاته ليس مع "إسرائيل" بل ومع جهازها الأمني، فما هو أكثر رمزية من تلك الصلاة لسلامة جنود الجيش الإسرائيليّ التي تمّت من العاصمة الرباط”، كما قال.