تصريحات نارية للمستشارة الخاصة في الرئاسة السورية حول العلاقات الخارجية

تصريحات نارية للمستشارة الخاصة في الرئاسة السورية حول العلاقات الخارجية
الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠٢٢ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

أكدت المستشارة الخاصة في الرئاسة السورية لونا الشبل أن الزيارات المتبادلة بين الجانبين السوري والروسي لم تتوقف ومنذ سنوات طويلة وقالت “أنا مكلفة من الرئاسة السورية بإجراء بعض اللقاءات مع بعض المسؤولين الروس وهذا الكلام ضمن عمل دولة ككل وليس فيه أي شيء خاص”.

العالم - سوريا

وشددت الشبل في لقاء مع قناة روسيا اليوم على أن الحصار الاقتصادي ضد سوريا هو حرب وأن كسره هو إحدى الوسائل الدفاعية التي تقوم بها الدولة السورية لمواجهة هذه الحرب.

وأوضحت الشبل أن الدولة السورية في حالة حرب وأن الحصار الاقتصادي الغربي الجائر ضدها هدفه شلل الاقتصاد واستهداف الحياة المعيشية للمواطنين مشددة على أن ما تقوم به الدولة السورية هو محاولة كسر هذا الحصار حيث استطاعت تحقيق ذلك بعدة طرق وتأمين احتياجات المواطنين الأساسية.

وقالت إن الإجراءات أحادية الجانب المفروضة على الشعب والدولة السورية هي حرب وكان من المتوقع أن الدول الغربية التي دعمت الإرهابيين وشنت حرباً على سوريا ستفشل بتحقيق أهدافها وتنتقل إلى الوضع الاقتصادي وهذا ما قامت به وبالتالي الحصار هو حرب وكسر الحصار هو إحدى الوسائل الدفاعية لهذه الحرب.

وبينت الشبل رداً على سؤال حول الدعم الاقتصادي الروسي لسوريا أنه من الطبيعي أن تطلب سوريا أقصى ما يمكن لها من الحليف الروسي الذي بدوره قدم ولا يزال أقصى ما يستطيع أن يقدمه سواء أثناء الحرب أو الآن في الوضع الاقتصادي وأن الدور الروسي كان فاعلاً في رفع أو تخفيف المعاناة عن الشعب السوري سواء بالدعم المباشر أو في التبادل التجاري بين البلدين وقالت لكن بالنتيجة لا يمكن لأي اقتصاد خارجي أن يحل محل دور الدولة السورية التي قامت أيضا بما تستطيع أن تقوم به.

وقالت الشبل رداً على سؤال حول العلاقات مع الدول العربية ومساعدتها لسوريا اقتصادياً..علاقاتنا دائما كانت مفتوحة ونحن دائماً نسعى لعلاقات جيدة مع جميع الدول لكن العلاقة سواء مع الإمارات أو مصر أستطيع أن أسميها جيدة.. لكن فلنكن منصفين أي دولة ستدخل معك الآن وأنت في حالة حصار وعقوبات ستتعرض للضغوط وبالتالي ليس من السهل على هذه الدول أو غيرها أن تكون مبادرة بالتعامل أو تستطيع كسر هذا الحصار لأنها ستعاقب مع وجود قانون “قيصر”.. فنحن نتفهم حجم الضغوط التي ستمارس على أي دولة تحاول أن تفتح علاقات اقتصادية مع سوريا لكن بالمقابل علاقات جيدة عادية مقبولة لا نطلب أكثر من ذلك.

وأكدت المستشارة الخاصة رداً على سؤال أن العلاقات السورية الإيرانية متجذرة وتاريخية وهي موجودة منذ أربعة عقود لأنها تعتمد على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والمبادئ الكبرى وعدم التدخل في شؤون الآخرين كما أن إيران وقفت إلى جانب الحقوق العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية موضحة أن هذه العلاقات لم تتأثر بكل الأزمات التي مرت بالمنطقة.

وقالت الشبل “العلاقة مع إيران علاقة وفية وتاريخية.. إيران وقفت إلى جانب الشعب والجيش العربي السوري في هذه الحرب وبالتالي سوريا لا تقابل الوفاء بالغدر.. سورية تقابل الوفاء بالوفاء” موضحة أن الغرب والولايات على وجه الخصوص هم من يتنصلون من حلفائهم.

وشددت الشبل على أن وجود أية قوات على الأراضي السورية هو قرار سوري سيادي لا يتدخل به أحد ولا يحق لأحد أن يطلب أو أن يملي على سوريا هذا الأمر فهي من تقرر من يجب أن يكون موجوداً على أراضيها برغبتها ومن لا تريد أن يكون موجوداً عليها موضحة أنه ليس هناك أية قوات إيرانية على الأراضي السورية والوجود الإيراني هو استشاري مع الجيش العربي السوري وقالت “نحن في حالة حرب وبحاجة لأي مساعدة عسكرية طبعاً”.

وأكدت الشبل أن التفاهم بين سوريا وروسيا وإيران متماسك وهو تفاهم على المبادئ الكبرى رغم وجود اختلاف ببعض وجهات النظر وهذا صحي وقالت “البعض لديه ذعر من كلمة اختلاف في وجهات النظر وهذا يغني ولا يفسد للود قضية.. لكن طالما الثبات بالمبادئ والمصالح فلا خوف من ذلك”.

وشددت المستشارة الخاصة على أن “إسرائيل” هي كيان احتلال عبر التاريخ كما دعم الإرهاب في سوريا وساهم في الحرب ضدها مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تأتي في سياق دعم الإرهابيين وقالت إذا لاحظت و رسمت خطاً بيانياً ستجد أن كل ما كان الإرهاب يتقهقر كلما ازدادت الاعتداءات الإسرائيلية وبالتالي هي لم تدعم فقط بشكل مباشر هي دخلت في الحرب بشكل مباشر عندما أدواتها تعبت على الأرض مشيرة إلى أن ما تقوم به “إسرائيل” حالياً هو محاولة لتدمير ما حققته الدولة السورية في الميدان وفي الاقتصاد فهي كيان مخرب بالمنطقة.

وأوضحت الشبل أنه من يتوقع أن الحرب خيضت ليتغير الموقف السوري تجاه “إسرائيل” هو مخطئ وقالت “سوريا مع السلام قبل الحرب وبعدها.. ووفقاً لقرارات مجلس الأمن التي تؤكد عودة الجولان كاملاً فيما عدا ذلك لن يتغير شيء لا بالميدان ولا في السياسة.. سوريا تحترم قرارات الشرعية الدولية وتطالب دائماً بتطبيق القرار الذي يعيد الجولان كاملاً”.

وحول عودة سوريا إلى الجامعة العربية ومشاركتها في قمة الجزائر المرتقبة أكدت الشبل أن عضوية سوريا جمدت في هذه الجامعة بقرار خاطئ أو مخالف لقوانين الجامعة وعندما يتم التراجع عن هذا الخطأ سوريا تعود بشكل تلقائي وتشارك بالقمة مشيرة إلى أنه حتى الآن ليس هناك أي معلومات حول تصحيح هذا الخطأ الذي قامت به الجامعة أو حول المشاركة بالقمة بالتالي.

وأضافت رداً على سؤال حول إمكانية الحوار مع ميليشيا “قسد: إن اللقاءات والحوارات هي مبدأ لدى الحكومة السورية وليس قضية تأتي وتذهب أو لها وجهان.. أي مبادرة أو حوار مع أي قوى لا تدخر جهداً الدولة السورية فيه.. وبالتالي أيضاً مع هذه المجموعة القضية ذاتها.. اللقاءات مستمرة حتى هذه اللحظة.. لأن الحكومة لا تدخر جهداً.. المشكلة فقط في أن أي حوار يجب أن يكون دون تدخل خارجي.

وتابعت.. نجحنا كثيراً في محلات أخرى عبر المصالحات عندما كان هناك نية.. وعندما كان هناك رغبة وعندما لم يكن هناك تدخل خارجي.. فقط عندما يدخل العامل والتدخل الخارجي يفشل كل شيء.. مثلاً.. هناك امريكي هو من يحرك الجميع يحرك التركي وهؤلاء الانفصاليين الأكراد.. وبالحقيقة إن التركي وهؤلاء يقومون بالدور على أكمل وجه.. الأوامر الأمريكية تنفذ بدقة والأمريكي يعرف من يختار من أدوات.

وبينت الشبل رداً على سؤال حول الفيدرالية في سوريا وعمل لجنة مناقشة الدستور .. أولاً الفدرلة ليست قرار شخصين أو عشر أشخاص أو 100 شخص جلسوا على طاولة وقرروا أنها ممكنة أو غير ممكنة .. الفدرلة لها علاقة بالدستور.. هذا القرار لا يملكه أفراد مهما كان شكلهم عندما يتم هذا الكلام أو يطرح ربما يطرح في الدستور والشعب السوري هو من يقرر إذا نعم أم لا.. الفدرلة برأي الشعب السوري بأغلبيته ضد هذا الكلام لأن النسيج الديمغرافي السوري لا يقبل بها .. فالنسيج الاجتماعي السوري متداخل فلا يمكن أن تنجح فيه الفدرلة .. وأنا لا اتحدث نيابة عن الشعب وهذه القرارات كبرى مصيرية لها علاقة بالدستور .. وبالنسبة للجنة مناقشة الدستور فإن السوريين الأكراد ممثلون فلدينا أكراد داخل اللجنة.

وقالت الشبل: لجنة مناقشة الدستور لماذا تراوح في المكان لأن أي حوار بين أي طرف مع طرف يجب أن يكون دون أي تدخل خارجي وأي شخصية يجب أن تكون ضمن هذا الحوار يجب أن تكون مستقلة عن أي تدخل خارجي من أجل ذلك هي تراوح في المكان مشيرة إلى أنه رغم هذا التعثر فإن سوريا مستمرة بالتعاون فيها لأنها لا تتوقف عن أي محاولة يمكن أن تصل إلى أي مكان قد توقف سفك الدماء أو ممكن أن تصلنا إلى حل مهما كان شكلها ومهما كان نوعها ومهما كان الأمل فيها ضعيفاً.. إلى أن تصل هذه اللجنة إلى شيء حيث سترفع اللجنة المصغرة توصياتها إلى اللجنة الموسعة ومن ثم هناك سوتشي وقبل كل ذلك وبعده رأي الشارع السوري من خلال الاستفتاء وبالتالي سنظل وسنبقى كدولة نحاول أن نصل إلى شيء.

وأوضحت أن من راقب أداء الدولة السورية منذ بداية الحرب يعلم أننا لم نتوقف عن التفاوض مع أي أحد ولكن كل من حمل السلاح ضد سوريا وشعبها وتراجع عن حمل هذا السلاح سويت أوضاعه فالبعض منهم حكم والبعض منهم من دخل الجيش العربي السوري.. لا سلاح خارج إطار الدولة.. وبسبب ظروف الحرب حصل هناك تشكيلات ميليشياوية حملت السلاح وحين تدخل الدولة تحرر الأرض وتفرض سيطرتها الكاملة عليها فيصبح هناك إما مواطن أو أن يحمل السلاح ضمن صفوف الجيش والقوات المسلحة.. وأي سلاح خارج الجيش والقوات المسلحة لترهب به الناس يعني أنت إرهابي إذا.