تنديد واسع بهدم منزل "صالحية" في حي الشيخ جراح بالقدس

تنديد واسع بهدم منزل
الأربعاء ١٩ يناير ٢٠٢٢ - ١١:٠٢ بتوقيت غرينتش

نددت العديد من الدول والمنظمات والأوساط بالجريمة التي اقترفها الكيان الاسرائيلي بهدم منزل محمد صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وأعتقلته وعددا من أفراد عائلته والمعتصمين قرب المنزل.

العالم - فلسطين

وقالت حركة "حماس"، إن هجوم الاحتلال فجر اليوم على المواطنين الآمنين المتمترسين في منزل آل صالحية في حي الشيخ جرّاح، هو استمرار لحرب الاحتلال الشعواء ضد القدس وأهلها.

ووصفت الحركة على لسان المتحدث باسمها في القدس محمد حمادة في تصريح صحفي، إخلاء الاحتلال وهدم منزل آل صالحية في حي الشيخ جرّاح، واعتقال المتضامنين معهم، بأنه "جريمة وتصعيد خطير لحرب الاحتلال المستمرة ضدّ مدينة القدس والمقدسيين".

ورأى "حمادة" أن هذه الجريمة الصهيونية لن تكسر عزيمة الصمود لأهل القدس، وقالت إنها لن تزيد أهل القدس إلا وقودًا لاستمرار المواجهة مع الاحتلال، وتصعيد المقاومة بكل أشكالها.

ودعا أهل القدس إلى النفير وحماية المنازل المهددة بالهدم عبر الرباط فيها، والتصدي لآلة الحرب الإسرائيلية.

وقال "حمادة" إن هذا السلوك الإجرامي للاحتلال ضد أهلنا في القدس، يضع أمتنا العربية والإسلامية، وكل المنظمات الإنسانية، وأحرار العالم، أمام مسؤولية كبرى لوقف هذه الجريمة، كما يتطلّب وقفة جادة وتحرّكًا عاجلًا على المستويات والأصعدة كافة؛ لرفض هدم بيوت المقدسيين، والضغط على الاحتلال ليوقف جرائمه ضد القدس وسكّانها.

كما ندّدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالجريمة، وقالت الخارجية في بيان " ندين بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات وشرطة الاحتلال في هدم منزلين لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح، وسط إجراءات وحشية وعقوبات جماعية فرضتها على المنطقة حيث استخدمت العنف الشديد والقنابل الصوتية واعتقلت جميع النشطاء المتضامنين المتواجدين في المكان بعد أن نكلت بهم" ،

واضافت ان هذه الإجراءات تأتي ضمن العديد من الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال وميليشيات وعناصر المستوطنين في القدس بهدف استكمال اسرلتها وتهويدها وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم بما يخدم رواية الاحتلال، وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي، بشكل يترافق مع استمرار عمليات التطهير العرقي والتهجير القسري وضرب مقومات صمود المواطن المقدسي في مدينته لدفعه للابتعاد عنها وهجرها.

وجاء في بيان الوزارة انه سواء ما يتعلق بالتصعيد الحاصل في هدم المنازل وإجبار المواطنين المقدسيين على هدم منازلهم بأنفسهم وتوزيع المزيد من الاخطارات بالهدم التي تتهدد آلاف المنازل الفلسطينية خاصة في سلوان والشيخ جراح، أو التصعيد الحاصل في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك كما حدث صباح هذا اليوم واستهداف المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، أو اغراق القدس ومحيطها بمدن واحياء استيطانية ضخمة من شأنها فصل البلدات والاخبار الفلسطينية بعضها عن بعض وتحويلها إلى جزر معزولة تغرق في محيط استيطاني كبير، هذا بالإضافة للعقوبات الجماعية وعمليات القمع والتنكيل التي تمارسها قوات الاحتلال ضد المواطنين المقدسيين وإبعاد الآلاف منهم إلى خارج المدينة المقدسة بهدف ضرب الوجود الفلسطيني بالقدس وتحقيق أغلبية يهودية كبيرة فيها.

الى ذلك حذّرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، من خطورة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ مخطط التهويد والهدم بحي الشيخ جراح في مدينة القدس، داعيةً إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها ضد الاحتلال.

واعتبرت الشعبيّة في بيان لها أنّ تغيير التكتيك الاحتلالي بالاستهداف الجزئي والقضم البطيء بحي الشيخ جراح يستهدف إضعاف واجهاض التضامن الأممي والمحلي الذي يرفض المخطط التهويد للحي.

وأكدت أنّ استمرار التغوّل الإسرائيلي من خلال الاستناد لقرارات المحاكم الصهيونيّة والتي تشرّع عمليات الهدم والتهويد وهدم المنشآت والممتلكات، يستدعي من المجتمع الدولي العمل على انفاذ القانون الدولي وما صدر من قرارات ذات صلة بالحقوق الفلسطينيّة.

ودعت الجبهة الشعبية الفصائل الفلسطينيّة كافة وخاصّة حركتي فتح وحماس إلى توفير البيئة المطلوبة لإنجاح الجهود الجزائريّة الجارية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنيّة.

واعتبرت أن ما جرى من هدمٍ لمنزل عائلة صالحية فجر اليوم بحي الشيخ جراح واعتقال المتواجدين فيه يجب أن يكون حافزًا لإنجاح حوار الجزائر، وتحشيد كل الطاقات لمقاومة المخطط الاسرائيلي إزاء الحي والحقوق الفلسطينيّة.

أما محافظة القدس فقد اعتبرت هدم منزل محمود صالحية في حيّ الشيخ جرّاح وتشريد أفراد عائلته في مثل هذه الأجواء شديدة البرودة، جريمة حرب جديدة بشعة ومقززة بحق أبناء شعبنا وحق الإنسانية جمعاء.
وقالت المحافظة في بيانها : تصر إسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال أن تكشف لنا كل يوم عن وجهها العنصري اللا إنساني البشع بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل إلا من إرادته وعزيمته وعنفوانه، ودعت إلى التدخل الدولي الفوري لوقف هذه العملية المسعورة التي ستطال جميع منازل الحيّ والتي بدأتها آليات الاحتلال صباح اليوم بمنزل صالحية.
وعبرت المحافظة في بيانها عن شديد غضبها واستنكارها من هذا الصمت العربي والدولي إزاء كل ما تقوم به حكومة اسرائيل من جرائم حرب بحق أبناء شعبنا والتي كان أخرها ما ارتكب بحق أهالي حيّ الشيخ جرّاح صباح اليوم، داعية أبناء شعبنا المقدسي إلى عدم ترك أهالي الشيخ جرّاح وحدهم وإلى الالتفاف حولهم والرباط في منازلهم لمنع آلة البطش الإسرائيلية من أن تطال المزيد من المنازل وأن تشرد المزيد من السكان.

من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن جريمة هدم منزل "محمود صالحية" في الشيخ جراح، يستهدف الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة

وقال أ.طارق عز الدين المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن الضفة الغربية :"إن قيام قوات الاحتلال بهدم بيوت أبناء شعبنا في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، والتي كان اَخرها فجر اليوم هدم منزل عائلة "صالحية"، يمثل عدواناً خطيراً يمس بكل أبناء الشعب الفلسطيني."

وأضاف عز الدين:"لقد قدمت عائلة صالحية نموذجاً مشرفاً في الصمود والرباط والتحدي لقوات الاحتلال. "

وحذر من تصاعد عمليات الهدم والمصادرة التي ينفذها الاحتلال في مدينة القدس، ونؤكد أن ما جرى هو جزء من مشروع الاٍرهاب والمخطط الاستيطاني الصهيوني الذي يستهدف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة.

كما دعا عزالدين، أبناء شعبنا في القدس والضفة المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل، لتعزيز تواجدهم في الأماكن المهددة بالهدم والمصادرة، للدفاع وحماية إرثنا التاريخي، فشعبنا الثائر لن يسمح أن يمر هذا المخطط الذي تنفذه حكومة بينت المتطرفة.

واستنكر، بشدة صمت وعجز المجتمع الدولي وبعض الأنظمة العربية التي تعطي الغطاء لحكومة الاحتلال، لتنفيذ مخططات التهجير بحق الشعب الفلسطيني، معتبرين أن الهرولة والتطبيع سبب في تمادي الاحتلال بحق أبناء شعبنا.

وأكد، أن قضية القدس، حاضرة في بؤرة المواجهة والمقاومة ومركز الصراع والتصدي أمام هذا الاحتلال المتغطرس، داعين كل الأصوات والمنابر الحرة لإبقاء قضية القدس حية لا تقبل التغييب أو المساومة، وأن واجب تحريرها وتطهيرها واجب شرعي ووطني وإنساني على العرب والمسلمين وأحرار العالم.

ووجه، تحية الإجلال والإكبار لأبناء شعبنا الصامدين في القدس وحي الشيخ جراح وخاصة لعائلة "صالحية" على تحديهم البطولي في الدفاع عن وجودهم بأرضهم.