قانون سعودي صادم حول جريمة التحرش بالنساء!

قانون سعودي صادم حول جريمة التحرش بالنساء!
الأربعاء ١٩ يناير ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

من الصعب تصوره ولكن هذا ما يجري في السعودية، فقد هددت النيابة العامة في هذا البلد، الموطنين الذين يصورون بهواتفهم النقالة، جرائم التحرش الجنسي بالنساء في السعودية، واعتبرت التصوير بمثابة "ترويج للشائعات"، وجريمة تصل عقوبتها الى السجن خمس سنوات وغرامة ثلاثة ملايين ريال (810 آلاف دولار أميركي)، ومصادرة الأجهزة والأدوات المستخدمة.

العالم – كشكول

وكالة الانباء السعودية نقلت عن مصدر في النيابة العامة السعودية قوله انه "رُصدت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بإنتاج وترويج شائعات لا أساس لها من الصحة تتعلق بإحدى الفعاليات أخيراً، بتنسيق ودعم من جهات معادية خارجية، وان النيابة العامة استدعت أشخاصا شاركوا في الترويج لهذه الشائعات، وتُستكمل الإجراءات الجزائية بحقهم".

وحذر هذا المسؤول ، من أن "نشر الشائعات والأكاذيب حول أي أمر من الأمور المتعلقة بالنظام العام، أو الترويج لها، أو المشاركة فيها بأي طريقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً تلك التي يكون منشؤها جهات معادية تُدار من الخارج، يعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، وفقاً لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية ونظام الإجراءات الجزائية".

يأتي هذا التحذير من السلطات السعودية بعدما انتشرت في الأيام الأخيرة تقارير على شبكة الإنترنت، حول تعرض شابات للتحرش الجنسي، في طريق عودتهن إلى منازلهن، إثر إلغاء حفلة لفرقة "ستراي كيدز" الكورية الجنوبية، في اللحظة الأخيرة من مساء 14 يناير/ كانون الثاني الحالي، بسبب الرياح الشديدة. وعانى المعجبون في إيجاد وسيلة للعودة إلى بيوتهم من مكان الحفلة في ضواحي العاصمة الرياض.

اللافت ان الكثيرين داخل السعودية رأوا في هذا الاجراء، بمثابة ضوء اخضر للمتحرشين، الذين سيتمادون بأفعالهم دون خوف من رقيب او حسيب، وسيشعرون انهم في حماية الدولة. في المقابل سيجد من يرصد مثل هذه السلوكيات، بانه مطارد من قبل الدولة ، التي ستتعامل معه كمروج للشائعات ويهدد السلم الاهلي.

وانتشرت في الاوانة الاخيرة تقارير، توثق ان التحرش الجنسي أصبح سمة من سمات الأحداث الترفيهية الكبرى في الرياض وغيرها من مدن السعودية ، وتداول مستخدمون لمواقع التواصل مقاطع مصورة لمجموعات من الرجال يتحرشون بنساء.

نساء سعوديات كشفن لموقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنهن لا يعتقدن أن السلطات تقوم بما يكفي، وكثيرات منهن قلن إنهن إما تعرضن للتحرش مباشرة، أو يعرفن، أو سمعن عن فتيات تعرضن للأمر. وقالت إحداهن، انه لم يكن هناك سوى القليل من الاهتمام من السلطات عندما كانت الضحية امرأة سعودية، في مقابل احتجاج شديد وعقوبات قاسية عندما كانت الضحية سائحة.

كما نقلت "بي بي سي" عن إحداهن قولها إن: "النساء السعوديات لا يتمتعن بأي حماية حقيقية، إذ ينتشر شعور عام بأنهن متواطئات، بل وحتى مذنبات بطريقة ما، لمجرد الذهاب إلى الفعاليات الترفيهية العامة". ورأت " أن التحذير الأخير الذي أصدره الأمن العام السعودي ضد التصوير بالهواتف المحمولة في أماكن الترفيه كان يهدف إلى منع توثيق حوادث التحرش".

يبدو ان السلطات السعودية تتعامل مع جرائم التحرش، بطريقة تختلف كليا مع تعامل الدول الاخرى، التي تتعامل بصرامة مع هذه الآفة الاجتماعية، لاسيما عندما تكون هناك افلاما وصورا توثق هذه التصرف غير السوي، حيث يتم ملاحقة الجناة ومعاقبتهم على فعلتهم ليكونوا عبرة لغيرهم، من الذين يهددون امن واستقرار المجتمعات، لا ان يُترك المنحرفون ليفعلوا ما يحلوا لهم، بينما يتم مطاردة من صوّر فعلتهم النكراء.