ما يراه اعضاء حكومة بينت رأي العين وينكرونه 

ما يراه اعضاء حكومة بينت رأي العين وينكرونه 
الخميس ٢٠ يناير ٢٠٢٢ - ٠٩:٣٢ بتوقيت غرينتش

منذ اللحظة التي تم فيها الاعلان عن فكرة صفقة (الاعتراف بالذنب ) والتي ستؤدي الى خروج بنيامين نتنياهو من الحياة السياسية في "اسرائيل" وكل عضو في حكومة نفتالي بينت يتحسس رأسه ورأس من بجانبه لعلمه أن حدوث الأمر يعني بأن مبررات بقاء هذه الحكومة تكون قد انتهت ولم يعد لوجودها من حاجة، وعلى كل عضو فيها أن يتهيأ لمعركة انتخابية جديدة عنوانها ما بعد هالة نتنياهو .

العالم - قضية اليوم

الحكاية بدأت فعليا مع تناقل وسائل الاعلام الاسرائيلية عن صفقة قد يعقدها محامو نتنياهو مع النيابة العامة بحيث يقوم بالاقرار بالذنب مقابل اغلاق الملفات المفتوحة له ومغادرته الحياة السياسية والعمل العام لعدة اعوام، منذ اللحظة الاولى للاعلان عن هذه الاحتمالية بدأ الحديث في اوساط السياسيين الاسرائيليين والنخب عن سقوط حكومة نفتالي بينت واللجوء لانتخابات عامة ستتغير فيها الخارطة السياسية الاسرائيلية بشكل كامل، لاسيما وأن من اجتمع لاجل ابعاده اشد الخصوم يكون قد غادر العمل العام ولم يعد منافسا على الساحة، مما يعني أن الخصوم الذين تجاوزوا الخلافات بشكل مؤقت سيعودون لخلافاتهم التي تعالوا عليها لهدف واحد وحيد اسمه ابعاد نتنياهو عن سدة الحكم ، وعلى الرغم من انكار كل طرف في حكومة التناقضات انها ستسقط في اثر نتنياهو الا ان المنكرون بدأوا يعملون مبكرا ويستعدون لمرحلة ما بعد نتنياهو ولعودة الامور الى نصابها ، الرؤوس الثلاث في هذه الحكومة بدأ كل منهم العمل على الارض لاثبات انه الاقدر على قيادة المرحلة المقبلة ومنافسة من سيخلف نتنياهو في رئاسة حزب الليكود ، وقد يكون لقاء بيني جانتس مع رئيس السلطة الفلسطينية ومن ثم لقاءه بالملك الاردني ليس بعيدا عن جو المنافسة الذي سينطلق قريبا وخاصة ان عدم تمرير قانون التجنيد الذي سقط في الكنيست اعطى مؤشرا عميقا على استحالة التجانس بين مكونات هذه الحكومة ، جانتس كما يبدو بدأ يطرح نفسه كبديل مقبول دوليا واقليميا بالاضافة الى محاولته تسويق نفسه محليا بين الاسرائيليين كخليفة لاسحق رابين ، وليس بعيدا عن الرجل يقف يائير لبيد الذي يحاول ان يكون وجها دبلوماسيا مقبولا من خلال تصريحاته بأنه يحاول اقناع الشركاء بضرورة التفاوض مع الفلسطينيين وفتح الابواب مع العرب وترسيخ فكرة توفير الامن عبر التفاهم مع الاقليم برعاية ادارة بايدن ، اما بينت فجمهوره مختلف تماما وعليه فتصريحاته تقريبا تعتبر مستنسخة عن سلفه بنيامين نتنياهو لاداركه ان جمهور نتنياهو من اليمين القومي والديني هم المستهدفين بالنسبة له وهم القادرون على ابقاءه في مكانه وعليه فجل تصريحاته تتعلق بالتوسع والاستيطان وتجاهل اي لقاء مع الفلسطينيين والاستمرار بطرح خطط اقتصادية وامنية في العلاقة معهم لا اكثر ، وبالطبع البقية الباقية من رؤساء الاحزاب المشاركين في حكومة بينت كل منهم بدأ يخطط لامكانية تواجده في الحكومة المقبلة من خلال قدرته على كسب مقاعد اكثر في الكنيست تؤهله لان يكون مؤثرا وفارضا للشروط ، في مقدمة هؤلاء افيغدور ليبرمان رئيس حزب اسرائيل بيتنا وميراف ميخائيلي رئيسة حزب العمل وقد يكون الأمر وصل بالنسبة الى هؤلاء للتفكير بالحليف الاصلح للمرحلة المقبلة ، النفي في معادلة حكومة بينت تعني التاكيد وما يبديه السياسييون الاسرائيلييون من ان هذه الحكومة الهشة مستمرة ، في قرارة انفسهم واثقون ان عمرها لن يكون طويلا وانهم مقبلون بسرعة نحو ساعة الصفر ولذلك كل منهم يستعد لمنافسة الليكود بعد نتنياهو ومنافسة حلفاءه الحاليين واكثر من ذلك كل منهم بدأ يغازل جمهوره المحتمل في الانتخابات المقبلة .

فارس الصرفندي