تظاهرات في غزة وبيروت تندد بالسعودية.. لماذا؟

تظاهرات في غزة وبيروت تندد بالسعودية.. لماذا؟
الإثنين ٢٤ يناير ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٩ بتوقيت غرينتش

في تظاهرات شهدتها بيروت ومناطق لبنانية اخرى، وتظاهرات شهدها قطاع غزة، الاولى جاءت دعما لرئيس الوزاء اللبناني السابق سعد الحريري، وذلك بعد قراره العزوف عن الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة في لبنان، والثانية جاءت تنديدا بالعدوان السعودي الاماراتي على الشعب اليمني، والقاسم المشترك بين هذه التظاهرت، هو رفعها شعارات ضد السعودية.

العالم كشكول

وفي هذا الاطار فقد انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر مناصرين لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري وهم يشتمون السعودية خلال تجمعهم امام بيت الوسط (بيت الحريري) في تظاهرة داعمة له، بعد ان قرر العزوف عن الترشح للانتخابات النيابية.

اللافت، انه بالتزامن، مع التظاهرات اللبنانية، او قبل ذلك بفارق ساعات قليلة، كانت هناك تظاهرات اخرى، ولكن في غزة، وذلك بعد ان دعت حركة الجهاد الإسلامي مساء السبت الماضي لوقفة تضامنية مع الشعب اليمني، وطالبت بوقف "عدوان التحالف السعودي على اليمن"، حيث حمل المتظاهرون العلم الفلسطيني إلى جانب العلم اليمني، كما حملوا صور قادة محور المُقاومة، زعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني، والشهيد عماد مغنية، الى جانب صور قادة حركة الجهاد الإسلامي، واطلقوا شعارات تندد بالسعودية وحربها العبثية على اليمن.

يبدو ان السعودية باتت في موقف لا يحسد عليه بالمرة، بسبب السياسة التي تنتهجها والقائمة على التدخل المباشر والعنيف في شؤون البلدان العربية، اما لتغيير سياستها او حتى انظمتها، لتتماشى مع السياسة السعودية، خاصة بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد في السعودية، حيث تراجعت السياسة السعودية التقليدية، التي كان اساسها المال وشراء الذمم والتحرك من وراء الكواليس.

العارفون بالسياسة السعودية ازاء لبنان، منذ صعود نجم ابن سلمان، والذي بدأها باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية واهانته وضربه ودفعه لتقديم استقالته من الرياض، ولم يطلق سراحه الا بعد الموقف القوي للرئيس اللبناني ميشال عون والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبعد توسط الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، الذي سافر الى الرياض ونقل معه الحريري، وأنهاها بتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، عبر إستخدام اصحاب السجل الاجرامي الدموي والطائفي من امثال المدعو سمير جعجع، لاشعال حرب داخلية لبنانية، ودفع لبنان الى الاحتراب والخراب. هؤلاء العارفون لم يتفاجأوا بالشعارات التي رفعها انصار تيار المستقبل ضد السعودية، الامر الذي يؤكد ان اصحاب الذمم الرخيصة، التي يمكن للسعودية ان تشتريهم في لبنان، قلة قليلة جدا، وباتوا في موقف فاضح امام اللبنانيين.

اما الشعارات التي رُفعت، في تظاهرات غزة، ضد السعودية، فجاءت كرد فعل عفوي ازاء الموقف السعودي الجديد الداعم لـ"اسرائيل"، حتى باتت السعودية عرابة التطبيع الاول في المنطقة، فلا يمر يوم الا ويتهجم فيه الاعلام السعودي والصحافة السعودية والذباب الالكتروني السعودي على المقاومة الاسلامية في غزة، التي وضعتها السعودية على قائمتها للارهاب، بل ان هذه الهجمات باتت تستهدف الشعب الفلسطيني مباشرة. كما ان التظاهرت جاءت كرد للجميل لليمن الذي لا يتوانى شعبه عن دعم ونصرة فلسطين، والقدس وغزة بالتظاهرات الحاشدة، وأخيرا التظاهرة الحاشدة التي دعت إليها حركة أنصار الله لدعم صمود أهل غزة في معركة "سيف القدس"، رغم ان اليمنيين محاصرين ومجوعين ويقصفون من البر والبحر والجو، من قبل السعودية والامارات بدعم امريكي وبمشاركة اسرائيلية مباشرة.

على السعودية ان تدرك ان هناك شعوبا ومقاومة واحزابا وشخصيات، لا يمكن شراءها بكل ما في خزينتها من اموال، كما انهم لا يرضخون امام القوة، وعلى السعودية ان تدرك هذه الحقيقة قبل فوات الاوان، فالارواح، عند هؤلاء، ترخص اذا ما استشعروا ان مقدساتهم وكرامتهم وارضهم وعرضهم في خطر.