قرار الحريري بتعليق العمل السياسي، هل ينتظر ظروفاً مناسبة للعودة، أم ماذا؟

الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠٢٢ - ٠٢:٣٨ بتوقيت غرينتش

اكد المستشار في العلاقات الدولية الدكتور قاسم حدرج، ان غياب سعد الحريري عن الساحة السياسية سيترك ارباكاً كبيراً وسيطرح مجموعة من الاسئلة من الذي سيملأ هذا الفراغ.

وقال حدرج في حديث مع قناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان خطوة سعد الحريري بالانسحاب من المشاركة في الانتخابات وتعليق العمل السياسي، كانت متوقعة منذ عدة اشهر، معتبراً ان قرار الحريري هذا انما هو جاء تكراراً لمسرحية فاشلة التي سبق ان ادّاها في الرياض عندما استقال وقال ان قرار استقالته كان طوعياً، فيما كل الوقائع اثبتت ان الاستقالة كانت بإرادة سعودية.

واوضح حدرج، ان الحريري ليس بيتاً سياسياً ولا حزباً عريقاً لبنانيا ولكنه نشأ بارادة وتمويل ودعم لتحقيق اهدافا سعودية، وبالتالي عندما فشل الحريري، ولذا فان الذي انشأ هذا البيت السياسي اتخذ قرارا باغلاقه الآن.

ونوّه حدرج ان ما حصل ليس تعليقاً للعمل السياسي بل تعليقا لحزب تيار المستقبل بحيث لم يعد له وجود على الساحة، واعتبره ان هذا مرهوناً بما ستظهره الايام المقبلة، مؤكداً ان هناك دوراً امريكياً سعودياً حقيقياً يقف وراء هذا الامر.

من جانبه، وصف الكاتب الاعلامي روني آلفا، خطوة الحريري بتعليق العمل السياسي والعزوف عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي بانها ليست هزيمة سياسية فقط، وانما هي هزيمة اخلاقية.

وقال آلفا: ان الشهيد رفيق الحريري بنى خلال 15 عاماً تيار المستقبل وجاء ابنه سعد ايضاً خلال 15 عاماً من العمل السياسي لهذا التيار الذي دخل المعترك السياسي وشارك في الحكومات اكثر من مرة كرئيس للحكومة، واذا به بلحظة واحدة يتخلى عن كل ذلك ويعود ادراجه، ولا احد يعرف لماذا وكيف جرى ذلك، وأين سيكمل حياته؟

واوضح آلفا، ان الحريري ادار ظهره لطائفة مؤسسية بلبنان ورحل، وبالتالي تعتبر هزيمة اخلاقية قبل ان تكون هزيمة سياسية.

بدوره، اشار الباحث في الشؤون الجيوسياسية الدكتور نزيه خياط، الى ان خطوة سعد الحريري بانسحابه من العمل السياسي والانتخابات، له علاقة ما يعرف بالاملاءات السعودية، واعتبرها بالهزيمة الاخلاقية.

وقال خياط: ان موقف سعد الحريري، بخطوته هذه، عبّر عن هزيمة اخلاقية من الطبقة السياسية اللبنانية ككل، معتبراً ان الهزيمة الاخلاقية هي لمن وضع امامه العقبات في امام تشكيل الحكومة الانقاذية الذي حاول جهده تشكيلها في ظل التدخلات والنعوت غير الاخلاقية التي وجهت من قبل فريق السلطة للحريري.

واوضح خياط، ان ما يخص الدور السعودي في خطوة الحريري، صحيح ان هناك نوع من العلاقة غير السوية ومازالت، بين الحريري والسعودية، ولكن الاسباب ليست كما يوصفها البعض بانها كانت تتطالبه بتحقيق نوع من الاصطدام مع حزب الله في الشارع وفي الساحة اللبنانية، وانما كان هناك انقساماً سياسياً حاداً في الساحة اللبنانية، اضافة الى التدخلات الاقليمية والدولية.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/6014108