خطوة سعد، احتضاراً للحريرية السياسية، أم انسحاب مؤقت؟

خطوة سعد، احتضاراً للحريرية السياسية، أم انسحاب مؤقت؟
الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠٢٢ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

موضوع الاستقالة او تعليق العمل السياسي الذي استخدمه سعد الحريري، وعدم المشاركة في الاستحقاق الانتخابي اللبناني، يبدو انه ليس له علاقة بتيار المستقبل، وكأن هذا التيار لم يستشر في الخطوة التي اقدم عليها بشكل مفاجئ، واصبحت بمثابة املاء لكل الكوادر بأن تحذو حذوه.

العالم- ما رأيكم

ويرى مستشارون في العلاقات الدولية ان غياب سعد الحريري عن الساحة السياسية سيترك ارباكاً كبيراً وسيطرح مجموعة من الاسئلة من الذي سيملأ هذا الفراغ. وعدّوا خطوة سعد الحريري بالانسحاب من المشاركة في الانتخابات وتعليق العمل السياسي، بانها كانت متوقعة منذ عدة اشهر، معتبرين ان قرار الحريري هذا انما هو جاء تكراراً لمسرحية فاشلة التي سبق ان ادّاها في الرياض عندما استقال وقال ان قرار استقالته كان طوعياً، فيما كل الوقائع اثبتت ان الاستقالة كانت بإرادة سعودية.

واوضح هؤلاء، ان تيار المستقبل نشأ بإرادة وتمويل ودعم لتحقيق اهدافا سعودية، وبالتالي عندما فشل رئيسها الحريري في اداء مهمته، ولذا اتخذ القرار باغلاقه الآن، مؤكدين ان هناك دوراً امريكياً سعودياً حقيقياً يقف وراء هذا الامر.

من جانبه، وصف محللون، خطوة الحريري بانها ليست هزيمة سياسية فقط، وانما هي هزيمة اخلاقية. وقالوا: ان الشهيد رفيق الحريري بنى خلال 15 عاماً تيار المستقبل وجاء ابنه سعد ايضاً خلال 15 عاماً من العمل السياسي لهذا التيار الذي دخل المعترك السياسي وشارك في الحكومات اكثر من مرة كرئيس للحكومة، واذا به بلحظة واحدة يتخلى عن كل ذلك ويعود ادراجه، ولا احد يعرف لماذا وكيف جرى ذلك، وأين سيكمل حياته؟

ولفتوا الى ان الحريري ادار ظهره لطائفة مؤسسية بلبنان ورحل، وبالتالي تعتبر هزيمة اخلاقية قبل ان تكون هزيمة سياسية.

على خط آخر، يرى خبراء بالشأن الجيوسياسي ان خطوة سعد الحريري بانسحابه من العمل السياسي والانتخابات، له علاقة ما يعرف بالاملاءات السعودية، واعتبروا ان موقف سعد الحريري، بخطوته هذه، عبّر عن هزيمة اخلاقية من الطبقة السياسية اللبنانية ككل، وان الهزيمة الاخلاقية هي لمن وضع امامه العقبات في امام تشكيل الحكومة الانقاذية الذي حاول جهده تشكيلها في ظل التدخلات والنعوت غير الاخلاقية التي وجهت من قبل فريق السلطة اللبنانية للحريري.

واوضح هؤلاء الخبراء، ان ما يخص الدور السعودي في خطوة الحريري، صحيح ان هناك نوعا من العلاقة غير السوية ومازالت، بين الحريري والسعودية، ولكن الاسباب ليست كما يوصفها البعض بانها كانت تطالبه بتحقيق نوع من الاصطدام مع حزب الله في الشارع وفي الساحة اللبنانية، وانما كان هناك انقساماً سياسياً حاداً في الساحة اللبنانية، اضافة الى التدخلات الاقليمية والدولية.

ما رأيكم..

كيف يبدو المشهد السياسي في لبنان بعد انسحاب الحريري من العمل السياسي والانتخابات؟

هل شكلت خطوته انهاءاً الحريرية السياسية أم هو تعليق ينتظر ظروفاً مناسبة للعودة؟

ماذا عن الدور السعودي ومعه الامريكي في كل ما يحصل لتأمين فوز مشروعهما؟