لقاءات السلطة بالاحتلال.. البحث عن إنجازات وهمية ومصالح شخصية

لقاءات السلطة بالاحتلال.. البحث عن إنجازات وهمية ومصالح شخصية
الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠٢٢ - ١٠:٤٥ بتوقيت غرينتش

من جديد تضرب السلطة في رام الله بعرض الحائط كل الأصوات الوطنية الفلسطينية المطالبة بوقف اللقاءات بأنواعها بين مسؤولين متنفذين في السلطة بمسؤولين ووزراء صهاينة، الأمر الذي تصفه الفصائل الفلسطينية بالأمر المشين، وهو ما يعني تنازلاً واضحاً وصريحاً من السلطة عن شروطها للعودة للمفاوضات، والعودة للقاءات تعد أمنية بامتياز بعيداً عما كانت تسعى السلطة لتحقيقه من مكاسب سياسية كما كانت تروج لذلك في حينه.

العالم - فلسطين

وأثار اللقاء الذي جمع قبل أيام، رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، مع وزير الخارجية الإسرائيلي، "يائير لبيد"، موجة غضب فلسطينية عارمة، طالبت خلالها الفصائل الفلسطينية بوقف تلك اللقاءات الثنائية التي تتم تحت وقع تصاعد العدوان على الشعب الفلسطيني.

وزعم الشيخ في حسابه، عبر تويتر، أنّ لقاءه بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، بحث قضايا سياسية ومسائل ثنائية، وأكد على ضرورة وجود أفق سياسي بين الطرفين يرتكز على الشرعية الدولية، وفق قوله.

وجاء اللقاء عقب اجتماع رئيس السلطة محمود عباس، مع وزير الحرب الصهيوني "بني غانتس"، قبل نحو شهر في منزل الأخير، بحضور الشيخ، نوقشت فيه العديد من القضايا التي يتصدرها التنسيق الأمني بين الجانبين.

ووصفت الصحافة الإسرائيلية اللقاء بالتاريخي، حيث يُعد هذا هو أول لقاء رسمي يعقده عباس في "إسرائيل" منذ عام 2010، دون الأخذ بالحسبان حضور عباس إلى جنازة الرئيس "الإسرائيلي" الأسبق شيمون بيريز في عام 2016.

المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، قال إن لقاء الشيخ – لابيد، يهدف أساسا إلى تعزيز مكانة حسين الشيخ، الذي كان مستواه لا يرتفع عن الجلوس مع منسق أعمال حكومة الاحتلال في "الأراضي الفلسطينية".

وأوضح الرفاتي لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ "التعزيز الإسرائيلي لحسين الشيخ على أساس أنه المرشح الأفضل الذي يمكنه قيادة السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس بذات النهج، وربما أكثر تنازلا وتماهيا مع الاحتلال" وفق قوله.

وأشار إلى أن أبرز أهداف اللقاء بين الطرفين، هو محاولة إظهار حسين الشيخ وكأنه يحقق إنجازات للمواطنين الفلسطينيين على المستوى الإنساني والاقتصادي، ليصلح أن يكون عراباً لما يسمى تخفيض حدة الصراع مقابل تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين.

وأكّد أنّه ما من شك أنّ اللقاء يمثل دعما لحسين الشيخ ليكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وتولي ملف المفاوضات والعلاقة مع الاحتلال خلفا لصائب عريقات.

وبين المختص في الشأن الإسرائيلي، أنّ السلطة رأت أن تدخل ضمن معادلة إسرائيلية جديدة تعالج فشل إجراء مفاوضات في المنظور القريب على الأقل، تقوم تلك المبادرة على توفير الأمن وملاحقة المقاومة مقابل الحصول على تسهيلات اقتصادية.

ويشير مراقبون ومحللون سياسيون، أنّ السنوات الأخيرة تراجعت فيها اهتمامات السلطة؛ حيث يتركز اهتمامها على الحصول على تسهيلات اقتصادية هنا أو هناك، دون الحديث عن دولة فلسطينية أو حقوق ومكاسب سياسية، لتلفت انتباه الفلسطينيين إلى تحقيق إنجازات، وخاصة تلك التي تتعلق بالحياة اليومية للمواطن.

من ناحيته؛ يعتقد المحلل السياسي والمختص بالشأن الصهيوني عماد أبو عواد، أن خطوة للتغيير داخل كيان السلطة هو بحاجة إلى موافقة إسرائيلية إقليمية أمريكية، وبالتالي هذه اللقاءات تعزز مكانة شخصيات محددة من أجل قبولها كشخوص مركزية في دفة القيادة الفلسطينية.

ويتوقع أبو عواد في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنّه بسبب التهديد الدائم بإمكانية الاستغناء عن السلطة، وتحولها إلى مشروع اقتصادي يدر أرباحاً طائلة على جزء من قياداتها، بات من الأهمية بمكان البحث عن معادلة جديدة تحقق ما يمكن تسميتها إنجازات أو مكاسب اقتصادية تشعر الفلسطينيين بأهمية بقاء هذه السلطة.

وترتفع بين فينةٍ وأخرى، أصوات تدعو إلى حل السلطة الفلسطينية، بعدِّها عبئاً وعائقاً أمام تحقيق الأهداف الوطنية، وتحاول السلطة في الوقت ذاته، الإيحاء للفلسطينيين بأنّ حلها يعني الفوضى وغياب العنوان الفلسطيني، إلا أنّ رغبتها في البقاء يقف خلفها حجم الاستفادة المالية لأبرز شخوصها، واستخدامها الامتيازات والتسهيلات لتحقيق مكاسب شخصية ومصالح محددة.

المركز الفلسطيني للإعلام