سنة بايدن الأولى..نتائج السياسة الخارجية الأميركية

الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠٢٢ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

جردة حساب للسنة الأولى من الولاية الرئاسية الأولى لجو بايدن، تحمل في طياتها إخفاقات وإنجازات داخلية، كما تحمل ملامح سياسة خارجية على المستويين الدولي والإقليمي.

العالم - في البيت الأبيض

من تبعات الخروج المثير للجدل من أفغانستان، والنقاشات الكثيرة حول مصلحة الأمن القومي الأميركي، وكذلك صورة واشنطن المهتزة على الساحة الدولية، ومصداقيتها لدى حلفائها الغربيين.

إلى المواجهة الأهم والأخطر مع كل من الصين وروسيا، حيث الهاجس الأكبر من المنافسة مع التنين الصيني تجاريا وتقنيا، والمواجهة مع الدب الروسي سياسيا وعسكريا.

إقليميا، يحضر الملف الإيراني عبر المفاوضات النووية، والأسئلة حول قدرة إدارة بايدن على إنهاء تبعات سياسة ترامب وإصلاح ما أفسدته الإدارة السابقة في الإتفاق النووي.

أما عربيا، يبقى الإنتظار سيد الموقف بالنسبة للدول الحليفة لواشنطن، التي انتظر زعماؤها سنة كاملة دون أن يتلقوا دعوة لزيارة البيت الأبيض..فماذا عن السنة الثانية من عهد بايدن؟

واستعرض البرنامج تغريدات عديدة على مواقع التواصل حول سنة بايدن الأولى في الحكم، نبدأ بتغريدة من 'روب ستورتمان' الذي كتب. كانت السنة الأولى لبايدن غير ملهمة. بهذا المعدل ، أشك في أن يكون الحماس لفترات منتصف المدة كافيا. بعد ذلك ، سيكون من المستحيل إنجاز أي شيء قبل عام 2024.

وانتقل البرنامج الى تغريدة أخرى من 'فرانك أنتوني' الذي انتقد بايدن. إذا كان لدى الطرف الآخر سنة رئاسية أولى مثل بايدن، لكان قد خضع لأربع عمليات عزل. لكن الآن، أتركوا الأمر للديمقراطيين ليقودونا إلى الحرب، إقرأوا التاريخ لتعرفوا الحقيقة.

وأخيرا مع 'مارسيا' الذي علقت مدافعة عن بايدن. بدلا من تقييم السنة الأولى لبايدن بذكر ما لم ينجزه حتى الآن، أنظروا إلى المشاريع الكبيرة لديه (خطة الإنقاذ والبنية التحتية)، أنظروا إلى جميع أوامره التنفيذية، بالإضافة إلى أكثر التعيينات الوزارية والقضائية الأكثر تنوعا في التاريخ.

كما استعرض برنامج "البيت الابيض" الرسوم الساخرة ايضا كانت عديدة، نبدأ بالرسم الذي يظهر حجم الخراب في الولايات المتحدة بعد سنة من رئاسة بايدن. وبايدن فوق هذا الخراب يقول هل تصدقون انها سنة واحدة فقط؟ ورسم يظهر حفلة بمناسبة مرور سنة على رئاسة بايدن، ومفاجأة في هذه المناسبة تتمثل بأزمة الحدود وأسعار الفيول، وتراجع شعبية بايدن وأسعار الغذاء والأزمات الخارجية منها افغانستان، كل ذلك سينعكس على المرحلة المقبلة كما يظهر الرسم الأخير لدينا. سفينة بايدن غرقت في مياه الأزمات، وهو ومعه الحزب الديمقراطي يقول رؤية ضبابية بالكامل قبل الانتخابات النصفية.

كما ناقش البرنامج موضوع انقضاء عام كامل على رئاسة جو بايدن للولايات المتحدة، دخلها بتاريخ حافل من الخبرة في القضايا الخارجية، خبرة لم تساعده على ما يبدو في ادارة هه الملفات بالشكل المرجو حتى الآن.

فعلى الرغم من أن التحديات التي يواجهها بايدن هي نفسها التي واجهها سلفت دونالد ترامب، إلا أنه يحاول انتهاج أسلوب مواجهة مختلف، ففيما يخص القوة العسكرية الروسية والمخاوف الغربية من اجتياح روسي لأوكرانيا، لا تزال ادارة بايدن تصر على رفع مستوى التخوفات، رغم التطمينات الروسية بعدم وجود نوايا لاجتياح كييف.

أما التحدي الأكبر فهو القوة الاقتصادية الصينية الصاعدة وبسرعة، والتي تعتبرها مراكز القرار في واشنطن تحدٍ وجودي لها، لم تلق الكثير من الاختلاف في اسلوب المواجهة، فقد أبقى بايدن على مباني الحرب التجارية مع بكين، ولم يلغ قرارات سلفه بزيادة التعرفة الجمركية.

اسلوب مختلف تماما عن سلفه يحاول بايدن انتهاجه في ادارة الملف النووي الايراني، عبر اصراره على مواصلة الدبلوماسية للعودة الى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب، مع ارتفاع صوت التقارب، وانتهاج الطرف الاوروبي لسلوب اكثر عقلانية وفق طهران، واعلان واشنطن استعدادها للمحادثات المباشرة مع طهران، وشروط الاخيرة البراغماتية.

وبعد الصدمة الكبرى لحلفاء واشنطن من طريقة انسحابها من أفغانستان، لا يجد بايدن أمامه سوى طمئنة حلفائه والأصدقاء الاوروبيين والاقليميين، عبر زياراته الى أوروبا، فيما عاد بايدن إلى الاسلوب التقليدي الساعي للتهدئة لا للتقدم على المستوى الاقليمي، لا سيما فيما يتعلق بالقصية الفلسطينية، ودعم حل الدولتين بدل نهج التصعيد الترامبي ضد الفلسطينيين.

فيما فشل بايدن حرفيا في تنفيذ اغلب وعوده الانتخابية، ومنها انهاء العدوان على اليمن، وتجريم السعودية رغم تعهده بانتهاج سياسة تشددية ضدها. ومع نهاية عامه الأول في الرئاسة، يبدو ان اكبر نجاحات بايدن، سيكون ازاحة ترامب عن المشهد السياسي في البلاد.

ضيوف هذه الحلقة :

- سكوت بنيت باحث في الشؤون الامريكية.

- حسين الموسوي محرر الشؤون الامريكية في قناة العالم.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...