بعد حادثة سجن غويران.. الى أين نقلت أمريكا قادة "داعش"؟

بعد حادثة سجن غويران.. الى أين نقلت أمريكا قادة
الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

تثبت احداث سجن الثانوية الصناعية في الحسكة بدون شك، ان الادعاء الأميركي بمحاربة الإرهاب، هو أكذوبة بين حربين. الاولى ان تأذن الولايات المتحدة بتهريب الدواعش الى البادية السورية او العراق، او اعادة خلط الاوراق في المنطقة، لتبرر وجودها في تطورات متلاحقة لا تتوقف، تثبت ان مازال حلم احياء مارد الوهم "داعش" ، مازال الشغل الشاغل لدوائر المخابرات الامريكية والاسرائيلية. 

العالم - كشكول

في الميدان، على مدى ايام يستمر الطيران الامريكي المروحي بقصف عدد من الابنية المحيطة بسجن الثانوية الصناعية، بحجة تحصن بعض الفارين من تنظيم داعش الارهابي، بالتزامن مع حملة تفتيش ومداهمة لحي غويران الغربي، واختطاف عدد من الاهالي، وسط حالة استياء من استمرار حالة الفوضى ونزوح غالبية السكان من منازلهم، الى المناطق الامنة التي يسيطر عليها الجيش السوري.

في ظل تلك الاشتباكات، وخلال ساعات اعلنت قسد تحرير رهائن كانوا لدى تنظيم داعش الارهابي، الجميع وقف مدهوشا من الخبر، وحسب المعطات، جرى تفاوض بين قسد والقوات الامريكية من جهة، وبين ارهابي داعش الذين لم يستسلموا من جهة أخرى.من جهة اخرى، المعلومات اكدت ان المفاوضات استمرت على مدار يومين، انتهت باتفاق يقضي بالحفاظ على حياة الارهابيين من داعش الذين استسلموا والبالغ عددهم ٥٥٠ مسلحاً، وترحيلهم على دفعتين الأولى إلى السجن المركزي في مدينة الحسكة وإلى مناطق تتخذها قسد مناطق عسكرية لها في محيط المدينة، والثانية إلى سجن كامب البلغار شرق مدينة الشدادي جنوب الحسكة ومواقع تابعة لقسد في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، ريثما يتم تسليمهم إلى دولهم أو تقديمهم للمحاكمة حسب الشروط التي قدمها ارهابيوا داعش، في حين يجري ترحيل صغار التنظيم أو ما يعرفون بأشبال الخلافة والبالغ عددهم ٧٠٠ طفل إلى سجن لقسد في تل معروف بريف القامشلي، في مقابل تسليم الدواعش لقسد الرهائن المحتجزين لديهم.

وأكدت المصادر أن الدواعش سلموا قسد حتى الآن ٢٠ رهينة على دفعتين، فيما تبقى المخاوف الكبيرة من نقل الارهابيين الى البادية او قاعدة التنف اكبر القواعد الامريكية في سوريا، والتي تشكل حاضن لعناصر داعش، وتقدم لهم الدعم اللوجستي والتدريب والتذخير، في الوقت الذي تؤكد معلومات خاصة ان القوات الامريكية نقلت قياديين من داعش اثناء فوضى احداث سجن الصناعة، نحو جهة مجهولة يعتقد انها قاعدة الشدادي.

هذه التطورات ترافقت مع معلومات مؤكدة عن دخول قوات بريطانية، الى منطقة الاشتباك في سجن الثانوية الصناعية، قادمة من قاعدتها في في قسرك شمال تل تمر بريف الحسكة، سبق القوات البريطانية ايضا قوات خاصة امريكية مع عربات مدرعة، تشارك في الاشتباكات المتقطعة في محيط السجن، واللافت في التعاطي الامريكي مع مسرحية هروب مسلحي داعش، انها حريصة كل الحرص على عدم المساس بالسجن، وان القصف يستهدف المباني الحكومية والمجمعات الاهلية والبنى التحتية في الاحياء الجنوبية من مدينة الحسكة، وما يفسر عدم التعاطي الامريكي الجدي مع انهاء هذه الازمة، هو ان الامريكي يريد هؤلاء احياء، للاستمثار بهم لاخر درجة، فالمعتقلون من داعش الذين احتجزوا في سجن الثانوية الصناعية بعد معركة الباغوز، هم من قادة الصف الاول والثاني، وخبراء عسكريون ومهندسو تفخيخ، جرى التعتيم الكامل على هوية المعتقلين فيه، وهو السجن الذي يعقد فيه الضباط الامريكيين الاجتماعات مع قادة داعش المعتقلين، ما يؤكد ان ما يجري في محيط سجن الثانوية الصناعية مسرحية تسدل الستار على اخر فصولها، والهدف الحقيقي اعادة تدوير جماعة داعش، وتقوية نفوذ قسد عسكريا، ودعمها سياسيا من خلال فتح الباب امام دول كثيرة للاعتراف فيها، بالاضافة الى التهجير للاهالي من الاحياء الجنوبية للحسكة، وتدمير المنشآت الحكومية والمباني العامة في تلك المنطقة.

إن حالة الفوضى لم تقتصر على محيط سجن الصناعة بل وصلت الى محيط مخيم الهول شرق الحسكة، بعد ان اكدت المعلومات ان حراكا امريكيا ظاهرا كان في داخل المخيم، بعد ان دخل رتل للقوات الامريكية الى المخيم، مكون من عدة عربات مصفحة برفقة عناصر قسد، ومنعوا الدخول الى المخيم، والغريب في الامر ان هذه القوات استخدمت طريق المزرعة الذي يعتبر طريقا عسكريا للدخول الى المخيم، وهذا الطريق يمر من الفيز السابع، ما يعني ان هناك امر يتم تحضريه من قبل الامريكي هناك، بالاضافة الى ذلك تستمر حالة الاستنفار الامني الشديد في محيط مدينة الشدادي، وبالذات في محيط كامب البلغار ومعمل الغاز والذي يعتبر نقطة عسكرية وسجن للقوات الامريكية وقسد ويحتجز فيه اكثر من 1600 معتقل من داعش، وتشير المعلومات المتقاطعة ان القوات الامريكية استقدمت في الايام الماضية اكثر من 400 مسلح الى محيط كامب البلغار ومعمل الغاز، بعد هروب ستة ارهابيين من داعش من سجن كامب البلغار، بعد دفعهم رشوة لعناصر داعش وصلت الى 20 الف دولار.