قائد الثورة : اوکرانيا هي ضحية سياسة اثارة الازمات الامريكية

الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠٢٢ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

قال قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي ان اوكرانيا اصبحت ضحية سياسة الولايات المتحدة الامريكة القائمة على تأجيج التوتر مؤكدا اننا نرفض الحرب والدمار في اي منطقة في العالم وان سياستنا الثابتة هي رفض القتل وهدم البنى التحتية.

العالم - ايران

وشدد قائد الثورة الاسلامية في كلمته اليوم الثلاثاء بمناسبة المبعث النبوي الشريف قائلا ان امريكا هي نظام يعيش على الازمات التي ينشرها وهي نظام يقوم على المافيا الاقتصادية والتسلح وصناعة الاسلحة واصبحت اوكرانيا اليوم ضحية للسياسة الامريكية ومايجري فيها يرتبط بهذه السياسة .

وهنأ قائد الثورة الاسلامية الامة المسلمة و الشعب الايراني واحرار العالم بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف واضاف ان بعثة النبي الاكرم ص تمثل هدية لكافة ابناء البشر.

ورأى قائد الثورة الإسلامية أن بعثة رسول الله (ص) هدية الله المتعالي إلى البشرية، وقال: «كان من أهم شعارات النبي الأكرم (ص) وتوجيهاته التصدي للجاهلية».

ولتبيين الجاهلية التي قبّحها القرآن مراراً، قال سماحته: «المقصود من هذه الجاهلية ليس الأمية والجهل فقط، فالخُلقيات الدنيئة هي أيضاً جزء من هذه الجاهلية... إن التصرفات المؤذية للناس والقتل والسرقة والاعتداء وقتل الضعيف، التي كانت كلها شائعة بين أهل الجزيرة العربية، هي جزء من تلك الجاهلية نفسها، وكذلك الابتذال الجنسي، والابتذال الأخلاقي... لقد تصدّت البعثة النبوية لها كلها».

وأشار الى أن عدداً من تلك الرذائل الأخلاقية الشائعة في زمن جاهلية العرب موجودة اليوم في ما يسمى العالم الغربي المتحضر، على نحو أكثر تنظيماً وشدة. وقال: أصلاً أساس الحياة في الحضارة الغربية هو الحرص والطمع، وركيزة القيم الغربية كلها اليوم المال، والسياسة الرائجة للحكومات هي كلها في خدمة التمييز.

امريكا هي النموذج الواضح للجاهلية الحديثة

وقال اية الله خامنئي نحن في مواجهة هذه الجاهلية الحديثة وان النموذج الواضح لهذه الجاهلية الحديثة هي اميركا التي تروج للاخلاق الرذيلة وان التمييز العنصري يزداد فيها يوما بعد يوم.

وشدد بالقول انه امريكا هي نظام يعيش على الازمات التي ينشرها وهي نظام يقوم على المافيا الاقتصادية والتسلح وصناعة الاسلحة و اصبحت اوكرانيا اليوم ضحية ومايجري فيها يرتبط بالسياسة الامريكية وقال : امريكا أوصلت أوكرانيا إلى هذا الوضع جراء التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وتحريك التجمعات ضد الحكومات، وتنفيذ حركة مخملية وانقلاب ملوّن، ووضع هذه الحكومة وإزاحة تلك.

ومضى قائد الثورة في تأكيد الموقف الأساسي والثابت للجمهورية الإسلامية في معارضة الحرب وقتل الناس في مختلف أنحاء العالم، قائلاً: نعارض الحرب والدمار في كل مكان في العالم. هذا موقفنا الثابت. نحن نعارض قتل الناس وتدمير البنية التحتية للدول في كل مكان، ولا نؤيد ذلك. نحن لسنا مثل الغربيين إذْ يلقون قنبلة على قافلة زفاف في أفغانستان فنراها حرباً ضد الإرهاب وليست جريمة!.

وتابع : نحن طبعاً نؤيّد وقف الحرب في أوكرانيا، ونريد أن تنتهي الحرب هناك، لكن علاج أيّ أزمة يكون متاحاً حصراً عندما يجري التعرّف إلى جذورها، وجذور أزمة أوكرانيا هي سياسات أمريكا والغربيّين، فهذه هي جذور الأزمة، ولا بدّ من معرفة هذه الجذور والحُكم بناء عليها، وإذا كنّا من أهل المبادرة، نبادر إلى ذلك.

دعم القوى الغربية من الدول التابعة لها ليس إلا مجرد سراب

وبشأن العبر المهمة المستلهمة من القضايا الجارية في اوكرانيا قال أية الله خامنئي ان العبرة الاولى لكافة دول العالم هي ان دعم القوى الغربية من الدول والحكومات التابعة التي تدور في فلكها لها ليس إلا مجرد سراب ولا حقيقة له.

واضاف ان اوكرانيا اليوم وافغانستان في السابق تمثلان نموذجا حقيقيا للحكومات التي اعتمدت على الولايات المتحدة الامريكية واوروبا واضاف ان الرئيس الاوكراني وكذلك الرئيس الافغاني الهارب قالا اننا وثقنا بامريكا والحكومات الغربية إلا انهم تركونا وحيدين.

وحول العبرة المستلهمة الثانية قال قائد الثورة الاسلامية ان "الشعب" يمثل اهم سندا للحكومات ملفتا اذا كان ابناء الشعب خرجوا الى الساحة في اوكرانيا لم يكن وضع الحكومة على الشكل الذي نشهده اليوم إلا ان الشعب لم يكن يقبل الحكومة فلم يدخل الساحة.

واضاف كما هو الحال في العراق عندما لم يخرج الشعب الى الساحة رغم العدوان الامريكي في زمن صدام البائد غير ان الشعب العراقي نفسه وقفوا بوجه تنظيم داعش وطردوه.

وختم سماحة القائد بالقول ان الشعب هو العنصر الاساسي في تحقيق الاستقلال في دول العالم مشيرا بذلك الى تجربة ايران الحلوة في التصدي للبعثيين في عهد نظام صدام البائد الذي كان يدعمه جميع القوى واضاف يجب ان نتحلى باليقظة ونعمل على اساس الفكر الصحيح ونستفيد من العبر.

في سياق متصل، انتقد قائد الثورة الإسلامية المنطق المريض للنظام الأمريكي وقتل الأبرياء باسم مكافحة الإرهاب، وقال: لسنا مثل الغربيين الذين منطقهم أنهم إذا ألقوا قنبلة على قافلة زفاف في أفغانستان وتحول الزفاف إلى حداد، يكون ذلك مكافحة للإرهاب وليس جريمة، فكذلك كان منطقهم في أفغانستان والعراق.

وفي إشارة إلى جرائم أمريكا في أقصى نقاط العالم، طرح سماحته بعض الأسئلة الرئيسية: ماذا تفعل أمريكا في شرق سوريا، ولماذا يسرقون نفط سوريا وأموال أفغانستان، ولماذا يغصبون ثروة أفغانستان الوطنية، ولماذا يدافعون عن جرائم الصهاينة التي ترتكب ليل نهار في غربي آسيا؟ .

بناء على ذلك وصف اية الله خامنئي هذه الممارسات الأمريكية بأنها مثال واضح على صنع الأزمات، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تحدث باسم حقوق الإنسان. وعن موقف إيران، قال: نحن لسنا مثلهم، أي إذا حدث شيء ما في النقطة التي نريدها، نحكم عليه بطريقة ما، وعندما يحدث في مكان آخر، نحكم عليه بطريقة أخرى!.

واستطرد سماحته في وصف المعايير المزدوجة للغرب، فقال: «الشعب اليمني تحت القصف منذ ثماني سنوات والغربيون لا يدينون ذلك، بل يدافعون عنه أيضاً.