7 سنوات والسواد يخيم على إدلب السورية

7 سنوات والسواد يخيم على إدلب السورية
السبت ٠٩ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٥ بتوقيت غرينتش

سبع سنوات والرايات السوداء الدالة على جبهة النصرة الارهابية ترفرف اعلى مبنى محافظة ادلب وسط مدينتها، قبل سبع سنوات وفي صباح ٢٨-٣-٢٠١٥، بعد معارك عنيفة دامت أربعة أيام، وتمهيد مدفعي وقصف على احياء المدنيين، استمر لأسبوع كامل، من قبل غرفة عمليات عسكرية ضمّت مجموعات عدّة يغلب عليها الانتماء للقاعدة، من أبرزها جبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى، وحركة أحرار الشام التي تدور في المدار ذاته، بالإضافة الى جيش السنّة، فيلق الشام، لواء الحق، وأجناد الشام، لتدخل بعدها تلك المجموعات الإرهابية الى ادلب. 

العالم - كشكول

في وقتها أغمض العالم اعينه عن مأساة العائلات التي خرجت من ادلب، هربا من بطش الإرهابيين، رجال ونساء وأطفال، قطعوا مسافات طويلة مشيا على الاقدام، نجح العديد منهم في الوصول الى مناطق سيطرة الجيش السوري، في المحافظات القريبة، هؤلاء مازالوا يستعيدون حكاية ادلب بأمالها والامها، في ظل معاناة يومية رافقتهم منذ ذلك التاريخ، بدأت بتأمين أماكن إقامة، ولا تنتهي بأبسط الاحتياجات اليومية في ظل الظروف المعيشية الصعبة، جراء الحرب وحصار قيصر.

نالت الحرب بقسوة، من سكان محافظة ادلب، اقتصادياً واجتماعياً، والى الان مازال الأهالي المهجرين خارج المحافظة، يستحضرون الأيام ما قبل اذار من عام 2015، بعد ان خرجوا وتركوا خلفهم كل ذكرياتهم وماضيهم، واستقروا في الداخل السوري في محافظات اللاذقية وحلب ودمشق. يروي عبد السلام الباشا 55 عاماً، احد أبناء ادلب المهجرين منها، ان الأهالي يكابدون مسألتين اثنتين "المسألة الأولى، حسرتنا على فراق مدينتنا، ونزداد شوقا لها يوما بعد يوم" ويتابع " كنا نفكر انها ايام قليلة او سنوات قليلة ونعود، لكنها كرست في ذاكرتنا كثيرا من الألم، ونحن لازلنا نتوقع مزيدا من الأمل الذي يحذو بنا لأن نعود إليها" وأضاف " بالرغم من كل الصعوبات والمعاناة الاقتصادية التي يفرضه هذا الحصار، الذي يعيشه بلدنا بشكل عام، إلا أننا نحن أبناء إدلب نعيش الحصار حصارين، حصار يعيشه السوريون كافة، وحصار من نوع خاص يعيشه أبناء محافظة إدلب، الذين هجروا من مواقعهم قهرا وظلما"

اما حسام الشب قدور، احد أبناء محافظة ادلب، صحفي، اكد لقناة العالم ان " وضع إنساني واقتصادي صعب يعيشه أبناء محافظة إدلب، لاسيما الذين انتشروا في باقي المحافظات السورية، من ناحية الوضع المعاشي الذي يعيشه الأهالي مثلا من أجارات المنازل والبيوت التي يقطنونها باتت مرتفعة جدا، وتشكل عبئا كبيرا على الأهالي، لاسيما الأهالي الذين يسكنون في مراكز المدن السورية، حيث أن أجارات المنازل أصبحت مرتفعة جدا إضافة إلى المعيشة" وحول أوضاع الأهالي في مناطق سيطرة المجموعات المسلحة، رح قدور" أيضا يعاني الأهالي هناك من وضع إنساني سيء للغاية، نتيجة التدهور الاقتصادي الكبير الذي تعيشه تلك المناطق من خلال سيطرة المجموعات الإرهابية، وبالتالي فإن الوضع الاقتصادي سيء، ويرخي بظلاله على الأهالي الذين يقطنون في تلك المناطق"

ووصف حسين الراغب، رئيس حزب الإصلاح الوطني، ممارسات جبهة النصرة في مدينة ادلب، بـ"الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية" وأضاف " المدينة والمدنيين يعيشون في ظروف سيئة، ويعانون من نقص في الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الطبية، وارتفاع مستمر بمعدلات البطالة والفقر، وانتشار الأمية والجهل ،واحتكار التنظيمات الإرهابية خاصة جبهة النصرة المواد الغذائية من سكر وأرز والمحروقات، وكذلك التلاعب بأسعار العملات، وتوقف الخدمات الصحية عن العمل، وارتفاع معدلات الانتحار، وذلك كله بالتواطؤ مع النظام التركي والارهابيين الأجانب خاصة الحزب الإسلامي التركستاني، ومع مايسمى (حكومة الإنقاذ السورية)".

يذكر ان محافظة إدلب تحتل المرتبة الثامنة بين المحافظات السورية من حيث المساحة. تمتدّ على حوالي 6100 كلم2. تحد محافظة إدلب ثلاث محافظات أخرى، هي حلب شرقاً، حماة جنوباً، واللاذقية غرباً. وترتبط بالحدود مع تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي.

* حسام زيدان

كلمات دليلية :