ابن سلمان والحيرة بين النظام القبلي والعالم الحديث

ابن سلمان والحيرة بين النظام القبلي والعالم الحديث
السبت ١٦ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٩:١٥ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه


الخبر : باوامر من ولي العهد السعودي الغر محمد بن سلمان تم القبض على تسعة من كبار القضاة السعوديين.

الاعراب :

-تذكرنا خطوة ابن سلمان هذه باعتقال أكثر من 200 من الأمراء السعوديين واحتجازهم في فندق "الريتز" بذريعة مكافحة الفساد وإطلاق سراحهم لاحقا بعد إفراغ جيوبهم. كما تذكرنا ايضا بنأي ابن سلمان لنفسه من جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتحميل أقرب شركائه وأكثرهم ثقة مسؤولية الاغتيال . بهذا الاسلوب هل يمكن لابن سلمان أن يتابع سيناريوهات السجن والتعذيب والقضاء على المعارضة في ظل استغلال مساعديه وزملائه المخلصين؟

-ابن سلمان وفي ظل ما يسمى بالمشروع الإصلاحي ، يحاول في الحقيقة من خلال كسب ودّ الشباب توديع الأسباب التقليدية التي تضفي الشرعية على الحكومة السعودية، وبلورة شكل حديث من الشرعية لحكومته المستقبلية. لكن مثل هذه السلوكيات الزائفة والهائمة بين الروح القبلية السائدة عليه وعلى السعودية - والتي تظهر بين حين وآخر بطريقة غريبة ومذهلة - وحكم القانون ، يشكلان العقبة الرئيسية أمام تحقيق هذا الحلم .

-سلوك ابن سلمان في الحكم هو مثال للمجنون الذي يرمي حجرا في بئر يعجز العقلاء عن اخراجها وتصحيح الخطأ، وهناك مصداق واضح آخر لهذا الامر وهو تورط ابن سلمان في حرب الـ8 سنوات مع اليمن. طبعا وفي الحادثة الأخيرة التي تمثلت بعملية الإعدام الجماعي لـ 81 من المعارضة السعودية في يوم وساعة، يمكننا مشاهدة هذا المصداق بشكل اوضح من سابقاته .

-في الحقيقة ان ابن سلمان وبعد الهجوم الذي تعرض له وحكومته من قبل الراي العام في اعقاب إعدام 81 شخصا، يحاول من خلال اعتقال تسعة قضاة في مقار عملهم، الايحاة بانهم اصدروا احكاما تعسفية وقاسية وفي نفس الوقت تحقيق هدفه الأساسي المتمثل بالفوز على قلوب الشباب وكذلك تهدئة غضب الرأي العام المحلي والدولي حيال عملية الإعدام الجماعي، واخيرا تقديم نفسه على أنه ديمقراطي ومدافع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان بين قبيلة منتهكة للقانون وغير ملتزمة بمفاهيم مثل الحرية والحقوق المدنية وشرعية الحياة للمعارضة.

-في الواقع يجب ان ننتظر ونرى الى متى سيبقى القضاة الموقوفون في السجن، وهل سيتم تعليقهم عن العمل ام لا؟ لكن التجارب السابقة والمنبثقة من سيناريوهات مماثلة شهدتها حكومة ابن سلمان تعزز الشكوك بأن كل هذه الاعتقالات ما هي إلا فصل جديد من مسرحية خداع ابن سلمان، والتي بموجبها ستكون نهايتها آمنة وسعيدة كما حدث في قضية اعتقال الأمراء ومحاكمة قتلة خاشقجي وفقا لنوايا ومآارب ولي العهد الحالي والملك اللاحق.