أردوغان يحتكر ورقة اللاجئين السوريين

أردوغان يحتكر ورقة اللاجئين السوريين
الأربعاء ٠٤ مايو ٢٠٢٢ - ٠٥:٢٠ بتوقيت غرينتش

عندما كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، يشارك في الحرب الامريكية المفروضة على سوريا لتدميرها، ومحاولاته لقضم اراض من سوريا بحجة الدفاع عن أمن تركيا، وتكرار هذه السيناريو في شمال العراق، وارساله الاف المرتزقة الى ليبيا، والتدخل في شؤونها، وكذلك بناء قواعد عسكرية خارج تركيا وخاصة في قطر، و..، لم يدر في خلده، ان هذه المغامرات سترتد سلبا على الداخل التركي وتضرب اقتصادة وتقلص شعبيته.

العالم - كشكول

من اكثر الاوراق التي لعب بها اردوغان خلال العقد الماضي، وتمكن من خلالها، فرض نفسه كلاعب رئيسي في الازمة السورية، واستخدامها في تحقيق اهدافه في الشمال السوري، وابتز بها الاوروبيين، كما استعملها في تسويق نفسه كزعيم للعالم السني، هي ورقة اللاجئين السوريين.

اللافت ان ورقة اللاجئين التي استخدمها اردوغان بذكاء خلال السنوات الماضية، ضد خصومه في الداخل والخارج، يبدو انها تحولت الى ورقة بيد منافسيه في المعارضة، وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، الذي تعهد بإعادة جميع اللاجئين السوريين إلى بلادهم، حال فوزه في الانتخابات القادمة، وفتح صفحة جديدة مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد ان حمّل بعض الاتراك، السوريين جانبا من مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية في تركيا، رغم ان لا دور لهم في هذا التضخم والانهيار غير المسبوق للعملة التركية.

اردوغان في المقابل إستشعر الخطر، فقام بحركة استباقية لسد الطريق على المعارضة، وحرمها من اللعب بورقة اللاجئين، عبر احتكارها، فقرر ان يلعبها هو، من اجل الاحتفاظ بقاعدته الشعبية التي بدات تنحسر، ولضمان فوزه بالانتخابات عام 2023، لذا اعلن انه يحضر لمشروع جديد، يتيح العودة الطوعية لمليون شخص من السوريين الموجودين في تركيا الى بلادهم.

اردوغان الذي كان يحمل شعار الدفاع عن اللاجئين السوريين بات ينافس المعارضة، في كيفية التعامل معهم، فوزير داخليته سليمان صويلو، لم ينتظر اعلان اردوغان مشروعه بإعادة مليون لاجىء سوري الى بلاده، منع وبشكل مفاجىء السوريين الذين ذهبوا لسوريا لقضاء إجازة العيد من العودة الى تركيا!!.

لو سلمنا جدلا بفوز اردوغان بالانتخابات الرئاسية القادمة، ترى ما الذي سيبقى من اردوغان وشعاراته التي رفعها على مدى عقدين من الزمن، بعد ان أدار ظهره للاخوان المسلمين واحتضن ابن زايد وابن سلمان، وبعد ان ترك الفلسطينيين ورافق "الاسرائيليين"، وبعد ان استخدم اللاجئين السوريين كورقة سياسية؟، وهل يا تُرى يستحق كرسي الرئاسة كل هذا الثمن الباهظ؟.