العالم - قضية اليوم
لكن لحسن حظه انه لم يأت في زمن رابين وبيغن وغولدمائير بل جاء في زمن نتنياهو الفاسد والمفسد، كل التقديرات الامنية التي تصل الى مكتب نفتالي بينت تشدد على ضرورة عدم المواجهة على الاقل في هذه المرحلة وذلك لغياب قدرة الاحتلال على مواجهة مفتوحة مع عدة جبهات. وقد يكون بينت هو الاكثر انصياعا لتقديرات اجهزة الامن الاسرائيلية في تاريخ كيان (اسرائيل) لكن الرجل في كل مرة ينصاع لهذه التقديرات يخسر من قاعدته الانتخابية في ظل وجود نتنياهو الذي يزاود عليه وبن جفير الذي يتهمه بانه يأخذ اوامره من يحيى السنوار في غزة وانه اي السنوار من يحكم تل ابيب وليس بينت او لبيد ، بالنسبة لاطراف الحكومة الحالية وتحديدا لبيد وجانتس فان تصريحات اليمين لا تؤثر عليهم كثيرا لان قاعدتهم الجماهيرية لن تتغير نتيجة تصريحات او تصرفات بن غفير وغيره بل على العكس ان المواجهة مع اليمين المتطرف من قبل جانتس ولبيد قد تمنحهمها تقدما في قاعدتهم الجماهيريه لان هذه القاعدة هي من تطالبهما بعدم التجاوب مع اليمين سواء الديني او اليمين الاستيطاني ، وعليه فان الاثنين سيحافظان على موقعهما في اي انتخابات مقبلة اما بينت فهو بين فكي كماشة فمن جهة يدرك ان ترك العنان لليمين الاسرائيلي كي يصنع ما يشاء في القدس سيقود الى حرب مفتوحة غالبا ستطيح براسه وراس حكومته ،والصدام مع هذا اليمين قد يحافظ على حكومته لكنه على المدى البعيد سيؤدي الى خسارته الناخب اليميني الذي جاء به من مكتب نتنياهو وجعله يصبح رئيسا للحكومة ، معادلة بينت صعبة وتحتاج الى رجل اكروباتي خطير مثل نتنياهو يستطيع السير على الحبل دون الوقوع نحو اليمين او نحو اليسار وان يحافظ على التوازن بين ما يريده اليمين الاسرائيلي وما يمكن ان يفجر حربا شرسة في وقت تؤكد اجهزة الامن الاسرائيلية على ضرورة احتواء الواقع وعدم فتح المواجهة مع الفلسطينيين لانها ستقود الى ما هو اصعب في المستقبل القريب .
فارس الصرفندي
