شاهد..مساعي الرياض لتغيير نتائج الانتخابات اللبنانية

الجمعة ٠٦ مايو ٢٠٢٢ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

معركة تبدو حامية بعيدا عن كواليس اليوميات السياسية اللبنانية، تكاد تكون الابرز للمعركة الانتخابية التي تزدادا وتيرتها مع دخول المرحلة الاولى من الانتخابات في الخارج، على وقع تدخل سعودي لم يعد خافيا على احد.

العالم - خاص بالعالم

فالحرب الضروس بين سعد الحريري وكل حلفائه السابقين تكاد تكون العنوان الأبرز للمعركة الانتخابية والهدف الأبرز رفع نسبة المشاركة السنّية في الانتخابات بعد دعوة الحريري انصاره من تيار المستقبل لعدم المشاركة بالتصويت.

الحريري اشهر سلاح المقاطعة، لكن حلفائه التقليديون من فؤاد السنيورة إلى سمير جعجع وليس انتهاءً بوليد جنبلاط، يذهبون باتجاه التناغم مع الأوامر السعودية، عقاباً لسعد الحريري على التسوية الرئاسية وعدم مواجهة حزب الله، وصولاً ربما إلى إنهاء الحريرية السياسية وتقاسم تركتها،بحسب مصادر متابعة.

وامام انكفاء الحريري عن المشهد السياسي الانتخابي، زادت حركة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الذي اصبح يتدخل علنا في الشؤون الداخلية اللبنانية تحريضا وتجييشا للشارع وبإيعاز اميركي نابع من خوف باطني مما ستؤول اليه نتائج تلك الانتخابات والتي ستفرز واقعا جديدا لا تتمناه واشنطن والرياض مطلقا.

تزامناً، كانت حملة مركّزة من الإعلام السعودي على الحريري، صحيفة عكاظ اعتبرت أن مقاطعة الحريري انقلاب على الطائفة السنية، واتهمته بأنه بات يرتمي في أحضان إيران ومتحالفاً مع التيار العوني ونبيه بري على حد تعبير الصحيفة.

بالمقابل رفض الحريري الاستجابة لكل الدعوات بالعودة عن قرار مقاطعة الانتخابات، مصادر اعلامية لبنانية اوضحت ان الحملة الإعلامية السعودية الواسعة ومواقف مقرّبين من الرياض ضد الحريري، تأتي بعد رفض الأخير تلبية تمنّ سعودي بأن يعود الى بيروت في الأيام القليلة الفاصلة عن موعد الانتخابات، وأن يقوم بجولة تشمل بيروت وصيدا وطرابلس والبقاع وعكار لدعوة أنصاره الى المشاركة في الانتخابات.

ووفقا لتلك الاوساط، جاءت الصحوة السعودية بعد شكوى ثلاثية كانت بمثابة التحريض من قبل وليد جنبلاط، وسمير جعجع، وفؤاد السنيورة، عبر تحميل الحريري مسؤولية خسارة متوقعة للوائحهم في معظم الدوائر التي يشكل فيها السنّة رافعة انتخابية، وعملت تلك الشخصيات على تحريض السفير السعودي الوليد البخاري لاقناع المملكة بالتدخل المباشر للضغط على الحريري بدعوة ناخبيه للاقتراع ضد لوائح حزب الله ودعم لوائحهم، باختصار هذا هو المشهد الانتخابي اللبناني عشية الانتخابات التشريعية التي لم تبتعد عن سياسة الضغوط والمشاريع المشبوهة.