في علاقته مع "إسرائيل".. أين تكمن مشكلة أردوغان؟

في علاقته مع
السبت ٠٧ مايو ٢٠٢٢ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

"بمناسبة اليوم الوطني لدولة إسرائيل، أتقدم بالتهنئة إلى سعادتكم ولشعب إسرائيل نيابة عني وعن أمّتي. في المرحلة الجديدة من علاقاتنا، والتي بشرت بزيارة سعادتكم لبلدنا في مارس، أعتقد بصدق أنّ التعاون بين بلدينا سيتطور بما يخدم مصالحنا الوطنية المشتركة، وكذلك السلام والاستقرار الإقليميين"، هذا كان جانبا من رسالة التهنئة التي بعثها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى رئيس الكيان الاسرائيلي يسحاق هرتسوغ، بمناسبة يوم النكبة والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، كما أعرب أردوغان في الرسالة عن تمنياته بالصحة والسعادة لهرتسوغ، والرفاهية والازدهار لـ"شعب إسرائيل".

العالم – كشكول

اللافت ان اردوغان وهرتسوغ، بالاضافة الى تبادل رسائل التهنئة بمناسبتي النكبة! وعيد الفطر، تحدثا ايضا هاتفيا مع بعض ثلاث مرات منذ 19 نيسان / ابريل الماضي، منها ان أردوغان اتصل بهرتسوغ، في بداية شهر نيسان/ أبريل الماضي، وأدان في الاتصال العمليات البطولية التي نفذها الشباب الفلسطيني ضد المستوطنين الصهاينة، ردا على الاقتحامات والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للمسجد الاقصى على يد المستوطنين وقوات الاحتلال.

هرتسوغ زار تركيا في آذار/ مارس الماضي، وقال أردوغان في تصريحات لوسائل الإعلام حينها، انه يعتقد ان تلك "الزيارة التاريخية ستكون نقطة تحول في العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وان تعزيز العلاقات مع دولة إسرائيل له قيمة كبيرة لبلدنا".

أردوغان وعدد من وزرائه، تحدثوا عن السبب الرئيسي من وراء التقارب مع الكيان الاسرائيلي، وهو التعاون في مجال الغاز الطبيعي، لا سيما إمكانية نقل الغاز الفلسطيني عبر تركيا إلى أوروبا، والذي سيعود بالفائدة على الاقتصاد التركي.

هناك من يأخذ على اردوغان تخليه عن مواقفه السابقة، بل حتى عن سياسته السابقة، من قضايا كانت محور هذه المواقف والسياسة، مثل دفاعه عن ضحايا تجمع رابعة في القاهرة، ومطالبته بالقصاص من قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، ودفاعه عن القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة، وهي مواقف تكثفت بعد الهجوم الذي شنه كوماندوس اسرائيلي على سفينة مرمرة التركية واسفر عن مقتل عدد من النشطاء الاتراك.

في المقابل هناك من دافع عن اردوغان، قائلا ، ان العديد من رؤساء الدول العربية التي طبعت مع الكيان الاسرائيلي، قدموا التهاني والتبريكات لهرتسوغ، كما تمنوا ل"الشعب الاسرايئيلي الازدهار والرخاء والتقدم"، فاذا كان العرب يتحالفون مع الكيان الاسرائيلي، ويتصلون بهرتسوغ، بمناسبة النكبة، فلم نلوم ونتهم اردوغان؟. والجواب على ذلك بسيط جدا، وهو ان اردوغان، عكس هؤلاء الزعماء، ينتمي الى حزب ديني اسلامي، ويرفع شعار الاسلام، فهل يسمح الدين الاسلامي لأردوغان، الذي يدعي انه اسلامي، ان يقيم تحالفا مع من يحتل مقدسات هذا الدين؟، هل يسمح الاسلام للانسان الذي يزعم الالتزام بأوامر ونواهي هذا الدين، ان يساعد على نهب وسرقة نفط الشعب الفلسطيني المسلم؟، وهل يسمح الاسلام لأردوغان ان يترقب اليوم الذي يزوره فيه قاتل اطفال وشباب فلسطين، العنصري نفتالي بينيت.. هنا تكمن مشكلة أردوغان.

كلمات دليلية :