هل تقود واشنطن ليبيا نحو التقسيم عبر 'العشرية الجديدة'

هل تقود واشنطن ليبيا نحو التقسيم عبر 'العشرية الجديدة'
الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠٢٢ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

عادت الولايات المتحدة بقوة مرة أخرى للملف الليبي، لكن هذه المرة عبر ما أطلقت عليه "الاستراتيجية العشرية"، والتي يمكن أن تقود ليبيا نحو السيناريو الأسوأ، حسب الخبراء.

العالم ـ ليبيا

والعشرية الأمريكية المقترحة التي تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مطلع أبريل/ نيسان الماضي، تعني أن واشنطن تعمل على مدى 10 سنوات قادمة على إنهاء الصراع في ليبيا وتأهيل البلاد من أجل استقرار مستقبلي، وأن بلاده تعمل مع الحكومات الشريكة والمجتمع المدني لبناء القدرة على "الصمود" في كل من ليبيا وهاييتي وموزمبيق وبابوا غينيا الجديدة وساحل غرب أفريقيا، وفق بلينكن.

وتعليقا على الخطة العشرية الأمريكية وموضع ليبيا منها، قال عضو المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، أشرف عبد الفتاح، إن العشرية الأمريكية المُقترحة "ظاهرها فيه الرحمة وباطنها العذاب".

وأوضح عبد الفتاح، أن أمريكا دائما تنمق أعمالها وتغلفها بمصطلحات "الديمقراطية"، مستدلا بأحداث التاريخ وكيف سوقت لاحتلال العراق ونشر معلومات غير صحيحة بما يملكه من أسلحة دمار تخرب العالم.

وتابع: "الولايات المتحدة هي من كانت تملك أسلحة الدمار الشمال، وتحكم من منطلق قوة القانون"، ولفت إلى أن موقف روسيا الصلب ومنع تمدد واشنطن ناحيتها عبر أوكرانيا انعكس على ليبيا حيث أصبحت تلعب دورا هاما لدى الإدارة الأمريكية، لما تتمتع به من نفط وموارد طاقة بديلة تبحث عنها الولايات المتحدة"، على حد تعبيره.

وبحسب عبد الفتاح، استنكر المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية محادثات السفير الأمريكي مع محافظ البنك المركزي الليبي، وطلبه لبيانات شفافة ودقيقة حول إيرادات الشعب الليبي "فما علاقة السفير الأمريكي بهذا".

وبخصوص سعي واشنطن لإعادة الأمور لنقطة الصفر خوفا من وجود نجل القذافي في المشهد مرة أخرى، أكد عبد الفتاح، أن مسألة تقسيم ليبيا "خط أحمر"، وأن أمريكا لا ترغب أبدا في استقرار الأزمة، قائلا "كنا نعتقد وأصبح لدينا قناعة أن من عمل على تأخير الانتخابات في ديسمبر/ كانون الثاني الماضي هم الأمريكيون".

وفي السياق ذاته، أكد منسق الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، والمحلل السياسي، عثمان بركة، أن النظام الفيدرالي هو نظام إداري ومالي لا علاقة له بالعمل السياسي، موضحا أن الخطورة في هذا النظام تتمثل في عملية التوظيف.

ولفت المحلل السياسي أن ليبيا كانت حذرة باستمرار من إشكالية التقسيم، حتى قبل تولي الملك إدريس، وأن كل الحركات الوطنية في الخمسينيات كانت تخاف التقسيم.

وأوضح أن "المطالبة بالفيدرالية ليست مطلبا شعبيا، وإذا ترك الأمر للشعب الليبي فلن يذهب للتقسيم إلا وفق مخطط أُجبر عليه".

ورأى بركة أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، هو صراع للسيطرة على المال والمناصب وليس صراعا أيدلوجيا، موضحا أن "التخبط مقصود فلا أمريكا ولا الأمم المتحدة ترغب في الحل حتى أن ادعوا ذلك.. بل الرغبة في إدارة الأزمة".

ورجح أن الإدارة الأمريكية لا تبحث عن القيادات الوطنية بل يبحثون عن عناصر تنفذ لهم مخططاتهم الفاسدة والفاشلة، وهذا ما ينفذه السفير الأمريكي، وفق كلامه.