لبنان..برلمان 2022 يعقد اول جلسة اليوم لانتخاب رئيس

لبنان..برلمان 2022 يعقد اول جلسة اليوم لانتخاب رئيس
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠٢٢ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

يواجه البرلمان المنتخب، اليوم الثلاثاء ، أول استحقاقاته الدستورية بانتخاب رئيسه ونائبه وهيئة مكتبه ولجانه.

العالم - لبنان

بعد صراع عَدّ الأكثريات الذي اندلع عقب إعلان نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، من المحسوم أن رئاسة البرلمان ستكون معقودة لمرشح الثنائي نبيه بري، ومن شبه المحسوم أن موقع نائب الرئيس سيذهب إلى مرشح التيار الوطني الحر الياس بوصعب!

تكتمِل اليوم الصورة النهائية لبرلمان 2022، مع انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأمينَي السر و3 مفوّضين، ومن ثمّ تشكيل اللجان البرلمانية وتوزيع رئاساتها على القوى الأساسية، في جلسة ستشكل الاختبار الأول لمدى التغييرات التي طرأت على التوازنات الداخلية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، قبل أن تنتقل الأنظار إلى المرحلة الثانية من الاستحقاقات الأكثر تعقيداً والمتمثّلة بتأليف الحكومة.

و كتبت صحيفة الاخبار عشيّة الجلسة، بلغت الاتصالات ذروتها لتأمين عدد وازن من الأصوات يتيح انتخاب المرشح الوحيد نبيه بري لولاية سابعة من الدورة الأولى. وقد نجحت هذه الاتصالات، بحسب مصادر مطّلعة، في تأمين بين ٦٥ و٦٧ صوتاً، بعدما كان العدّاد الأوّلي يشير إلى ٥٤ صوتاً فقط، بعد تأكيد نواب «التغيير» والكتلتين المسيحيتين الأكبر، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، عدم التصويت لمصلحة بري.

رغم ذلك، الاتصالات مستمرة حتى الدقائق الأخيرة قبل انعقاد الجلسة، في وقت تشير فيه معلومات إلى تغريد عوني خارج السرب قد يؤمّن لبري بين ٣ أو ٤ أصوات. وهو ما يؤكده نقاش داخل كتلة لبنان القوي حول فكرة أن يصوّت نواب التيار بعبارة معينة ما يصعّب على أيّ منهم خرق الإجماع، الأمر الذي تم رفضه لتفادي مزيد من التشنج، علماً بأن المحسوم، حتى الآن، هو صوت المرشح لموقع نائب الرئيس النائب الياس بوصعب، الذي زار عين التينة السبت الماضي، وبدا في أكثر من محطة كما لو أنه مرشح مستقل ويقوم بحملته وحيداً.

وهو التقى أمس التكتل الوطني المستقل الذي سيصوّت له وفق ما أعلن النائب طوني فرنجية. كما أكدت مصادر قريبة من بري أن كتلة التنمية والتحرير ستعطي أصواتها لبوصعب، وخصوصاً أن الأخير سيصوّت لبري، ونفت وجود أي مقايضة في ذلك مع النائب جبران باسيل.

وأوضحت المصادر أن تفضيل بري لبوصعب على أيّ مرشح آخر يعود إلى العلاقة القوية التي تربطهما، إضافة إلى أن التفاهم والتنسيق بينهما سيكون سهلاً، على عكس ما سيكون الوضع عليه في حال فوز مرشح قريب من القوات أو قوى الاعتراض.

وعلى جبهة النواب التغييريين والمستقلين، كثف هؤلاء اجتماعاتهم في اليومين الماضيين في فندق سمول فيل/ بدارو للوصول إلى تفاهم مبدئي حول التوجهات العامة التي يجب أن تتبع خلال الجلسة. ومع أن الحاضرين أجمعوا على التصويت بورقة بيضاء في الاقتراع لرئيس المجلس بعدما أثار أحدهم التصويت بأسماء شهداء انفجار المرفأ، إلا أن التباينات لا تزال قائمة في ما يتعلق بانتخاب نائب الرئيس وهيئة المكتب.

وأكدت مصادر هؤلاء أنهم سيدخلون جلسة الثلاثاء متفاهمين بالحد الأدنى على اسم مرشح منهم لموقع نائب الرئيس، مع سلّة أسماء لعضوية اللجان، فيما أشارت معلومات إلى طرح اسم النائب الياس جرادة، بعدما تبنّى اللقاء الديموقراطي، أحد أطراف المنظومة، ترشيح سكاف. بينما اعتبرت أوساط أخرى بينهم أن السير بجرادة أو بالنائب ملحم خلف قد يشتّت الأصوات لمصلحة بوصعب، وهو ما تحاول القوات اللبنانية الترويج له بقوة بين النواب «التغييريين» والسياديين.

مصادر نيابية أشارت إلى أنّ الجلسة النيابية ستكون عادية جداً، وسيثبت النواب الذين أعيد انتخابهم، كما النواب الجدد، أنّهم على قدرٍ كبيرٍ من المسؤولية والانضباط، رغم التناقضات الكبيرة التي ستكون موجودة، والتوجّس المتبادل بين النواب.

وفي انتظار نتائج هذا الاستحقاق، الذي لن يغير الكثير من الوقائع في البلاد في ظل امتلاك بري لمفاتيح اللعبة البرلمانية، وفي ظل فقدان اي من القوى السياسية للاغلبية في البرلمان الجديد، بدأ العمل بعيدا عن الاضواء لايجاد تسوية ينجز من خلالها الاستحقاق الرئاسي في موعده كيلا تدخل البلاد في فراغ طويل الامد في انتظار نضوج الحلول الاقليمية التي ليست في متناول اليد بعد.

كلمات دليلية :