ألا يتعب مجلس تعاون الخليج الفارسي من إصدار بيانات معادية لإيران؟

ألا يتعب مجلس تعاون الخليج الفارسي من إصدار بيانات معادية لإيران؟
الخميس ٠٢ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٩:١٢ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه 

العالم - الخبر واعرابه

الخبر : أصدر وزراء خارجية دول مجلس تعاون الخليج الفارسي مساء الأربعاء بيانا معاديا لإيران في اجتماعهم الـ 152.

الاعراب :

-التأمل في اجتماعات مجلس تعاون الخليج الفارسي يظهر أنه في هذه الاجتماعات ، تم استبدال القضايا الأساسية للعالم الإسلامي والمنطقة بقضايا هامشية. ففي حين وعلى مر تاريخ تشكيل وتفعيل هذه المؤسسة الإقليمية، كانت قضية عداء "إسرائيل" للمسلمين هي القضية الأكثر مركزية في العالم الإسلامي والمنطقة، فإن البيانات الصادرة عن هذه الاجتماعات هي بشكل عام تركز حول قضايا روتينية وبالطبع غير مجدية مثل إنكار سيادة إيران على الجزر الثلاث في الخليج الفارسي، وتركيز هذه الدول على طلب مكرر وواهي الا وهو المشاركة في المفاوضات النووية بين إيران والغرب، والإدانة المتكررة والعقيمة لإيران لدعمها الإرهاب وانعدام الأمن الإقليمي ، وما إلى ذلك.

-نتيجة هذه اللقاءات غير المجدية، التي يخرج ثمنها المباشر من جيوب شعوب هذه الدول وتذهب لصالح الكيان الاسرائيلي، هي محاولة فاشلة لاستبدال الكيان الصهيوني بعدو جديد اسمه إيران.

-في الوقت الذي تزداد فيه قوة الدبلوماسية الإيرانية في العلاقات القوية مع بعض هذه الدول، يبدو أن تصريحات مجلس التعاون تتلخص في مركز أبحاث سعودي ويتم ترديدها من حنجرة اجتماعات المجلس. وتؤكد ذلك الزيارات المتبادلة الأخيرة التي قام بها مسؤولون إيرانيون وقطريون وعمانيون وكويتيون وإماراتيون رفيعو المستوى.

-ان يقوم مجلس تعاون الخليج الفارسي في مثل هذه الظروف والوضع الخاص وبالطبع بشكل متسرع، باصدار بيان معاد لإيران يعود لعدة تطورات. أولاً، يبدو أن ابن سلمان مستاء من تفاعلات دول مجلس التعاون مع إيران، ولا يزال يحاول الحفاظ على موقع السياادة والقيادة المزعومة لبلاده على الأعضاء الآخرين، ويستعرض ذلك علنا. ففي حين لم يستوعب ابن سلمان بعد رحلة مستشار الامن الوطني الاماراتي طحنون بن زايد إلى إيران، واجه زيارات الرئيس الإيراني إلى عُمان وقطر ورحلة أمير قطر إلى إيران وما إلى ذلك. ثانيًا ، بعد قرابة 4 سنوات من فرض الحصار على قطر ، وبالطبع فشل سياسة العزل لهذا البلد ، اضطرت السعودية وحلفاؤها الثلاثة الى التنازل واستقبال أمير قطر لاستئناف العلاقات. في الواقع ، أدى انسحاب قطر من المجلس إلى تحويل هذه المؤسسة إلى جثة متحركة. الآن، وبعد عودة قطر إلى مجلس التعاون، يحاول السعوديون التعويض عن الماضي من خلال اخراج مثل هذه المسرحيات الباهتة. ثالثًا ، في ضوء مواجهة المحادثات النووية الإيرانية الغربية لبعض العقبات من جهة، والتسريبات الإخبارية حول التقرير السلبي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران من جهة اخرى، يبدو ان السعودية شعرت بأنه يمكنها استغلال هذه الظروف على افضل وجه من خلال إضعاف إيران لمصلحتها وذلك على اعتاب انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات واحتمال استئناف العلاقات بين البلدين، لتحضر خلف طاولة المفاوضات باوراق رابحة.

-النقطة الرابعة هي أن السعودية تبدو وكأنها تحاول من خلال منصة مجلس تعاون الخليج الفارسي حرف الراي العام عن خطواتها الخاصة الأخيرة على صعيد تطبيع العلاقات مع "اسرائيل". ففضلا عن وصول الطائرات الإسرائيلية الى المطارات السعودية، تستضيف المملكة هذه الأيام مجموعة إسرائيلية أمريكية تسعى لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية بحجة مناقشة موضوع جزيرتي "تيران" و "صنافير".

-المسألة الخامسة هي الروح العاطفية والنرجسية لابن سلمان، الذي يرى نفسه، على اعتاب زيارة بايدن للمنطقة، والازمة الاوكرانية وحاجة الغرب الملحة للطاقة، انه المنظر للسياسات العامة في المنطقة.

-أخيرا، النقطة الأخيرة التي يجب التامل فيها، تركيز بيان مجلس التعاون على القضية اليمنية وعلاقات هذا البلد بإيران، وعدائه لأنصار الله كجماعة إرهابية. من الواضح أن توحيد وجهات نظر مجموعة متشرذمة على موضوع واحد، في اطار خلق عدو مشترك، هو سياسة سعودية فاشلة يعود عمرها لـ 8 سنوات في اليمن. طبعا، هذا البيان المعادي لليمن يطمع في جوانب منه الى استمرار وقف إطلاق النار في اليمن، وييتابع تحقيق مخطط خروج السعودية من المستنقع اليمني بشكل يحفظ ماء وجهها في ظل تضخيم التهديد المشترك لدول المنطقة والعالم.

-- كل هذا ياتي في حين ان جميع الجهود السعودية، وكما فشلت في اليمن، فانها اصطدمت دائما بحواجز فولاذية فيما يخص ايران. لكن النقطة التي تلفت النظر والسؤال الأساسي هو، لماذا لا يتخلى ابن سلمان عن كل هذا الجهد غير المجدي؟ الجواب واضح: يجب على ابن سلمان أن ينفس عن طاقته الشبابية في مكان ما، وأين أفضل من إيران؟ إيران التي يعرف ابن سلمان أفضل من غيره انها تؤمن بأنه : يجب منح ابن سلمان الفرصة ليتمتع بطيش شبابه ! .