التوازنات القائمة والنتائج المحتملة تمنع واشنطن من خوض أي حرب في المنطقة + فيديو

الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٧:٣٩ بتوقيت غرينتش

لندن (العالم) 15‏/06‏/2022 - قال الإعلامي والباحث السياسي يحيى حرب إن ما يمنع واشنطن من شن حرب في المنطقة هي التوازنات القائمة والنتائج المحتملة لهذه الحرب، بل عمدت إلى نوع جديد من الحروب وهي حروب التوتير، مشدداً على أن الاستراتيجية الأميركية بحرب التوتير لا تصل إلى حرب عسكرية كبرى مدمرة لأنها خاسرة فيها.

العالم - خاص بالعالم

وفي حديث مع قناة العالم لبرنامج "مع الحدث" أشار يحيى حرب إلى أن الأمبريالية الأميركية وربيبتها الصهيونية إنما هي كيانات حرب، وقال: وجود هذه الإمبريالية يبرر الحروب، وهي لا تشعر إلا بالحروب، وهي بالأساس قوة إذلال وإخضاع ونهب وسرقة واستتباع ومنع الحريات والاستقلال، هذه هي الإمبريالية الأميركية، وهذه حالة حرب.

وشدد على أن: ما نشهده اليوم على الواقع وما الذي يحدث في المنطقة الآن من حصارات على الشعوب وتجويع للشعوب ومحاولة إثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات في عدة مناطق في سوريا ولبنان والعراق والجمهورية الاسلامية في ايران، ما تشهده الساحة الفلسطينية بالأساس ماذا نسمي هذا؟ هل هذا سلام؟ هل هذا أعمال إيجابية؟ هذه أعمال عدوانية، هي نوع من الحروب.

وأضاف: أما إذا كان المقصود الحرب بمعناها العسكري الكبيرة وبمعنى الصدام العسكري الكبير.. أنا أؤكد أنه لو كان باستطاعة الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي القيام بهذه الحرب الآن لما أخروها ساعة، و إن ما يمنع الحرب هي التوازنات القائمة والنتائج المحتملة لهذه الحرب.

ولفت إلى أن ما تؤشر إليه التصريحات من البنتاغون وما يدعون إليه من مشاريع لإقامة تحالفات إقليمية من "ناتو عربي" أو تحالفات بين مجموعة من الدول ليس فقط على مستوى المنطقة بل حتى على المستوى الدولي، إنما هي استعداد لحرب، وشدد على أن: أميركا تريد الآن حروباً.. ولكنها تريد حروبا صغيرة مضبوطة يمكن السيطرة عليها.

وفي جانب آخر من اللقاء أكد يحيى حرب أن ما يجري في المنطقة في الشرق الأوسط لا يمكن فصله عما يجري في العالم، وقال إن: الولايات المتحدة الأميركية الآن في حالة حرب جديدة اخترعتها، وهي حرب التوتير وحرب الفوضى أو الفوضى البناءة التي نظروا لها منذ فترة.

وشدد على أن واشنطن لا تريد حرباً عسكرية كبرى، لأن موازين القوة ووضعها الداخلي لا يسمحان لها بذلك، مضيفاً: ثانيا أنها خسرت الحروب الباردة.. خسرت الحرب الباردة مع روسيا، فروسيا في العقدين الماضيين وبعد أن تسلم بوتين السلطة خصوصا خطت خطوات كبيرة لتعزيز مكانتها، خاصة بعد مشاركتها في الحرب مع سوريا، وعلاقتها المتينة والمتصاعدة مع أوروبا.. وهي تقدمت كثيرا باتجاه الدولة العظمى أو القطب الدولي.

وأضاف أن أميركا خسرت أيضاً الحرب الاقتصادية مع الصين، وحاولت التعويض من خلال التشوية والدعايات أن البضاعة الصينية رديئة، واتهامات حول أنها مسروقة ومغشوشة وما إلى ذلك.. فيما بات الاقتصاد الصيني الاقتصاد الوحيد النامي في العالم، وأن البضاعة الصينية غزت العالم بما فيها الأسواق الأميركية.

وقال يحيى حرب: كما أن أميركا خسرت حربها في التجويع والحصار مع إيران، وخرجت إيران سالمة، وبقيت قوة أساسية في المنطقة على مستوى التوازنات الاقليمية.. ولا زالت إيران عنصرا فاعلا وتتقدم باستمرار.

كما لفت إلى السيناريو الأوكراني وقال: أنا أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تعمم السناريو الأوكراني لو استطاعت، وهي تريد أن تستنزف روسيا بحرب ولكن لا تدخل فيها مباشرة، لكي تعزز الجبهة الأوروبية في مواجهة روسيا.

وخلص إلى القول: تريد واشنطن أن تخلق نوعاً من التوترات والحروب الصغيرة في المنطقة لتعزز تحالفها ضد إيران، وهذا ما تحاول أن تفعله في منطقة الصين وشرق آسيا، إذاً هذه الاستراتيجية الأميركية بحرب التوتير لا تصل إلى حرب عسكرية كبرى مدمرة لأنها خاسرة فيها.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..