عبر نشر مسلحين سوريين ..

الوجود التركي سبب الأزمة الحالية في ليبيا

الوجود التركي سبب الأزمة الحالية في ليبيا
الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠٢٢ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

في ظل المساعي الداخلية والمحلية والدولية لإستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا والمضي قدماً نحو إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة تُنهي حالة الإنقسام في البلاد، تستمر تركيا في العمل على تحقيق طموحات رئيسها رجب طيب أردوغان وإستعادة الأمبراطوية العثمانية. 

العالم - مقالات وتحليلات

حيث كشف تقرير مقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن السلطات التركية تنشر مسلحين سوريين في ليبيا.

وتقوم بتغيير هؤلاء الذين انتهت عقودهم، من خلال الدفع بمسلحين جدد وتقديم أسلحة إلى فصائل عديدة، مما يمثل انتهاكاً لحظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا.

وأشار التقرير، الذي أعدته لجنة الخبراء الخاصة بليبيا والمقدم إلى مجلس الأمن في 27 مايو، إلى الوجود المستمر للمسلحين السوريين المدعومين من تركيا في معسكرات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس.

ويرى عضو المؤتمر الوطني العام السابق، عبد المنعم اليسير، أن تركيا تستغل الوضع الحالي والصراع المُندلع بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس حكومة الإستقرار المُكلف من مجلس النواب الليبي، فتحي باشاغا، وتتلاعب بكلا الطرفين لتحقيق مصالحها في ليبيا.

وفي تصريح له، قال اليسير أن تركيا عمقت وجودها في ليبيا بفضل تحالفها مع تنظيم الإخوان والانتهازيين من السياسيين وقادة التشكيلات المسلحة، وهذا أوجد لها أذرعاً في كل قطاع ومؤسسة، وبالتالي أياً كان الفائز بين الدبيبة وباشاغا أو إذا ما تم إستحضار شخصية ثالثة سيكون لديها أعوان أقوياء بفريقه.

وتسعى تركيا لتمديد نفوذها نحو شرق البلاد الواقع تحت حماية قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وستستغل أنقرة قرار إتخاذ حكومة باشاغا لمدينة سرت مقراً لها.

الأمر الذي أكدته تقارير حول نوايا تركيا لإنشاء قاعدة جوية عسكرية جديدة جنوب شرقي مدينة مصراتة وغربي مدينة سرت لدعم القوات التركية في المنطقة.

تأتي هذه التقارير بالتزامن مع خبر تقديم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلباً للبرلمان التركي لتمديد تواجد قواته العسكرية لمدة 18 شهراً إضافياً.

مما يعني أن تركيا لن تقوم بسحب قواتها ومرتزقتها من الأراضي الليبية، على الرغم من المطالب المحلية والدولية بسحب جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية لضمان سير الحل الدبلوماسي السلمي دون أي ضغوطات خارجية.

من جهته، عبّر عضو مجلس النواب الليبي، محمد الهاشمي، عن أسفه لوجود قوات أجنبية في الأراضي الليبية والتي تُمثل طرفاً رئيسياً للفوضى.

وقال أن تمديد تركيا لقواتها في ليبيا ينذر بتكرار الأمر من دول أخرى، مما يبقي الأوضاع على ما هي عليه في البلاد، وأن وجود قوات أجنبية من أي دولة في بلادنا مرفوض، كما أنه مقلق للجميع وليس للنخبة السياسية فقط.

وبالتالي السؤال الذي يُراود الجميع هو إلى متى ستستمر تركيا في بث الخراب والفساد والفوضى في ليبيا دون أي تحرك من قبل النخبة السياسية الليبية أو المجتمع الدولي الذي لم يفرض أي عقوبات صارمة ضد التدخل التركي في ليبيا، والذي يُعتبر السبب الأساسي في تواجد الميليشيات والمرتزقة الذين يعملون على عرقلة المسار السياسي وإجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية التي يطمح لها أكثر من 2.8 مليون ليبي.

الكاتبة السورية نداء حرب