هل ستكون قطر المحطة الأخيرة للمحادثات النووية؟

هل ستكون قطر المحطة الأخيرة للمحادثات النووية؟
الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم - الخبر وإعرابه
الخبر:
من المقرر عقد جولات المحادثات النووية الإيرانية الغربية هذه المرة في قطر، وبشكل غير مباشر بين إيران والولايات المتحدة.. وسوف يؤدي مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا دور المراقب في هذه المفاوضات.
إعرابه:
- الجولة الجديدة من المحادثات النووية التي بدأت في ربيع العام الماضي وأواخر الإدارة الإيرانية السابقة والتي تواصلت مع تولي الإدارة الجديدة مهامها.. تستمر بعد وقفة ذات مغزى، وتستأنف هذه المرة و من خلال سياق جديد في قطر وتحت إشراف إنريكي مورا.. حيث أعلنت إيران أن موافقتها على استضافة قطر هذه الجولة، إنما تأتي بسبب الدور الإقليمي الإيجابي لقطر.
- تحظر الولايات المتحدة إلى قطر بهدف ما أسمته منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وتسعى إيران لإحياء اتفاق نووي تستفيد من مصالحه، فيما يعىدو الاتحاد الأوروبي بدوره كمراقب في المفاوضات خلف تتبع تعاطفه الدائم مع الولايات المتحدة في هذا الملف، وأخيراً يمكن لقطر كنائبة عن دول المنطقة أن تساعد في تبديد الرؤية التي تتبناها بعض دول المنطقة والتي تزعم أن نشاطات إيران النووية تتعارض مع الأمن والاستقرار الإقليميين.
- في أول فرصة بعد الإعلان عن بدء المحادثات ذهب روبرت مالي إلى قطر نيابة عن الولايات المتحدة. كما غادر علي باقري إلى قطر من بعده. وفضلت بعض دول المنطقة أن تتابع المحادثات عن كثب بإرسال ممثلين لها إلى قطر، كما فعلت الإمارات بإرسال مستشارها للأمن القومي طحنون بن زايد إلى قطر.
- وفي خضم ذلك عكست بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا ومن خلال تواصلها هاتفيا مع إنريكي مورا أحدث وجهات نظرها، فيما يتوقع أن تستمر هذه الوتيرة في الأيام المقبلة ومن قبل دول أوروبية أخرى.
- في الفترة ما بين الجولة الأخيرة من المحادثات النووية في فيينا مع جولة قطر، مارس الغرب ومن خلال استخدام أدوات كالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك إصدار قرار ضد إيران، والتهديد بإحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن.. مارس آخر الضغوط المتصورة من أجل ثني إيران عن مواقفها المبدئية والمحقة.. ولكنه أخفق بالطبع.
- والآن وعلى أعتاب زيارة بايدن إلى المنطقة وبعد الزيارة الرسمية لـ بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى طهران، تستضيف قطر الاجتماع القادم.. ما سيفضي عن هذا الاجتماع يمكن تصوره في عدة سيناريوهات: أولاً، أن تواصل الولايات المتحدة الإصرار على مواقفها المتعنتة، وأن تصرّ على المواقف الغربية غيرالمتفقة تماماً ولكن المبدئية، من بينها إعطاء الضمانات لإيران والإبقاء على بعض الحظر على بعض الأشخاص والمؤسسات وأن ترى إيران أنها غير منتفعة من نتائج الاتفاق النووي.. ففي هذا الحال ستكون نتائج اجتماع قطر واضحة من الآن.. وفي السيناريو الثاني والذي لا يعتبر مستبعداً، أن يبدي الطرفان مرونات من جانبهم من أجل إنقاذ الاتفاق النووي بغية الوصول إلى أفق جديد. ومن الواضح في هذه الحالة أن المرونة من الجانب الإيراني ستكون بالتأكيد متآلفة مع مواقفها المبدئية، وإنما على الولايات المتحدة أن تعلن مزيداً من الابتعاد عن مواقفها غير العادلة.
- واقع الساحة النووية هو أن مرور الوقت في الملف النووي ليس بمصلحة الغرب أساساً.. فبعد سنوات من خروج ترامب من الاتفاق النووي لم يعد يرى الغرب ضغوطه قد شلت إيران، كما أنه لم يستطع من إرغام إيران على التراجع عن الأبحاث والتطوير في المجال النووي.
- إن تركيبة الحضور لممثلي أطراف الاتفاق النووي في قطر يدل على أن الأساس الرئيسي للخلافات في هذا الملف متوجه إلى الولايات المتحدة وإيران، لذلك من المرجح أن يعرض كل طرف احتجاجاته واستدلالته في اجتماع قطر، علّ ذلك يكون كفيلاً بالخروج من المشكلة التي اختلقتها أميركا والتي لا زالت تصر عليها.
- على الرغم أن من السابق لأوانه التكهن بنتائج اجتماع قطر، لكن قد تكون أقل نتيجة يمتخض عنها هذا الاجتماع أن تصبح دول المنطقة مرة واحدة وإلى الأبد على دراية بدلائل إيران، وأن تودع المخاوف التي غرستها الولايات المتحدة والغرب في أذهان الرأي العام والتي تزعم أن برنامج إيران النووي السلمي يتعارض مع الأمن والاستقرار الإقليميين.
- عطفا على ما سبق يبدو أن قطر هي آخر محطة نووية لاستماع وتفهم دلائل إيران من قبل الغرب ودول المنطقة.. رغم أن إيران كانت منطقية دوماً، ولم تتجنب أبداً خوض المفاوضات المنطقية.