ما وراء سرعة استئناف مفاوضات رفع الحظر عن ايران بالدوحة؟

ما وراء سرعة استئناف مفاوضات رفع الحظر عن ايران بالدوحة؟
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٩:١٩ بتوقيت غرينتش

فجأة تحرك الملف النووي لرفع الحظر عن ايران، واعلن عن استئنافه في الدوحة بعد زيارة وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل للعاصمة الايرانية طهران ولقائه بالمسؤولين الايرانيين.

العالم- ما رأيكم

ويرى مراقبون، ان هناك عدة اسباب التي دفعت باتجاه العودة لاستئناف مفاوضات رفع الحظر عن ايران في العاصمة القطرية الدوحة. واوضحوا ان أهم سبب هو ان مسار العقوبات القصوى التي فرضت على ايران قد فشلت، اضافة الى ان الجمهورية الاسلامية استطاعت في مرحلة معينة ان تتخطى موضوع العقوبات وتنطلق بسياساتها، وتنظم امورها الاقتصادية.

واضاف هؤلاء، ان الواقع الدولي الآن يجعل من سياسة العقوبات الاحادية لم تجد نفعاً، مشيرين الى ان مسار العقوبات ليس هو السبب الوحيد الذي فشل رغم انه فشل منذ وقت بعيد، ولكن يمكن القول ان الحاجة الى النفط الايراني هي من ضمن الاسباب التي تدفع اوروبا بان تضغط على الامريكي من اجل ان تتنازل، كما ان موضوع التوازن الدولي المستجد بعد الازمة الاوكرانية نتيجة العملية العسكرية الروسية، ايضاً من الاسباب التي تدفع امريكا الى التنازل لتأمين الطاقة العالمية.

واعتبر المراقبون، ان عودة امريكا الى مسار المفاوضات الغير مباشرة مع ايران في الدوحة بعد كل ما صدر عنها في المرحلة السابقة لا يمكن ان يفسر الا من خلال كلمة واحدة وهي ان الامريكي يتنازل، لان الواقع الدولي لم يعد في مصلحته كما في السابق.

محللون من جهتهم، عدّوا ان الامر الذي دفع باستئناف مفاوضات رفع الحظر عن ايران في الدوحة، هي الظروف الدولية التي وصلت الى مرحلة بات بقاء اوروبا مرهون بالاتفاق النووي الايراني.

وقال هؤلاء: ان عدة تحقيقات وتحليلات اجريت خلال الاسابيع الماضية من قبل مراكز الدراسات الاوروبية، اظهرت ان دول منطقة الخليج الفارسي وصلت لاقصى حد بانتاج النفط ولا تستطيع تقديم المزيد، وهذا ما جاء على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا بوريس.

واوضحوا: ان فكرة زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للدول النفطية من اجل دفعها لزيادة النفط وخفض سعره، لن تنجح بحسب هذه الدراسات، وان اسعار الطاقة في العالم مردّه ليس عدم وجود النفط او الغاز، وانما القلق يسود اوروبا هو وصول موعد بدء شراء النفط لفصل الخريف بالنسبة لاوروبا وامريكا حيث سترتفع الاسعار بشكل جنوني اذا لم يكن هناك امر يهدئ الوضع النفسي للاسواق ويثبت الاسعار.

واكد المحللون، ان بوريل لم يأت بطلب من ايران، وانما بطلب اوروبي، في وقت جرت مفاوضات غير رسمية خلف الكواليس من اجل استئناف المفاوضات مع ايران، متجاوزين العرقلة الاسرائيلية التي كانت تضع العصي في طريق المفاوضات، ونوهوا الى ان بوريل اطلع الايرانيين بان الاوروبيين توصلوا الى نتيجة مع الامريكيين الذين وافقوا على كل ما تريده ايران، ولهذا استئنفت المفاوضات غير المباشرة بين ايران وامريكا في الدوحة بطلب ايراني، لحسم كل النقاط العالقة مع الجانب الامريكي.

على خط آخر، اكد خبراء متخصصون، ان الادارة الامريكية التابعة لجو بايدن كانت ستعود الى الاتفاق النووي، آجلاً أم عاجلاً. وقالوا: صحيح ان الازمة الاوكرانية اصبحت عاملاً مساعداً وسرّعت من عودة امريكا الى الاتفاق النووي، ولكن فقط من حيث السرعة وليس من حيث المبدأ، بل ان هناك اهداف استراتيجية بعيدة الامد كانت لادارة بايدن والاوروبيين بان يعودوا الى الاتفاق النووي مع ايران لاسباب عديدة منها تتعلق بمصالح اقتصادية والامن القومي.

ولفت هؤلاء الخبراء، الى ان ترامب حينما خرج من الاتفاق النووي عام 2018، رأينا كيف ان الرؤساء الاوروبيين قاموا بالحجيج الى البيت الابيض الواحد تلو الاخر كي يقنعوا ترامب بألا يخرج من الاتفاقية، وبالطبع فان الاخير هو لم يكترث على الاطلاق وضرب بالحائط كل طلباتهم، لانه كان تحت تأثير اللوبي الصهيوني وبالتحديد نتنياهو حينما قال له اخرج من الاتفاقية النووية، فخرج، وانقل السفارة الامريكية الى القدس، فنقلها، وقال له اعلن عن الجولان اسرائيلية فأعلن، وقال له اغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن اغلق، بمعنى ان ترامب كان بالنسبة لموضوع الشرق الاوسط وفلسطين وايران، عبارة عن اصبع في خاتم نتنياهو.

ما رأيكم..

ما الذي حرّك الملف النووي ليستأنف في الدوحة بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن؟

هل اقتنعت امريكا والدول الاعضاء ان الضغوط القصوى اتت بنتائج عكسية؟

ما الذي حمّل بوريل لطهران بعد لقاءتهما وليتفق على معاودة التفاوض؟