ليبيا.. اجتماعات لا تنتهي وأزمة تتفاقم !

ليبيا.. اجتماعات لا تنتهي وأزمة تتفاقم !
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٢:٥٠ بتوقيت غرينتش

لا يخفى على أحد غنى الأراضي الليبية بالنفط الذي يحرك إقتصادات الغرب. وما يحدث اليوم بين روسيا والغرب، والتبعات الإقتصادية المدمرة، الناجمة عن قطع النفط والغاز الروسي عن الغرب على دول الغرب، إذ يؤكد مجدداً بأن هدف الغرب الوحيد في العالم هو نهب النفط الذي تنتجه ليبيا وغيرها من دول العالم الثالث.

العالم - مقالات

أول أمس قال مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طاهر السني، إن شعب بلاده "رهين لخلافات مجلس الأمن" وبعض القوى الإقليمية، مؤكداً تأثيره سلباً على الأوضاع في ليبيا.
وأضاف السني في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته التي عقدت الاثنين، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن "انقسام مجلس الأمن بشأن الموقف من بلاده يؤثر سلباً على مصير الشعب الليبي الذي أصبح رهين خلافات المجلس وبعض القوى الإقليمية".
بهذا الكلام يمكن إختصار الأزمة الليبية منذ نشأتها، حيث أن مايزيد ويعمق الخلاف الليبي – الليبي، هو التربص الدولي والأجندات التي تفرضها دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على ليبيا وطناً وشعباً.
والبعودة الى الوراء وتحديداً الى لحظة إسقاط نظام القذافي، نجد أن الوضع في البلاد مستمر في التراجع عبر أخذ منحى حالة عدم الإستقرار والفوضى والحروب والدمار والإرهاب.
وإن اجتماع زعيمي البرلمان والرئاسي المتنافسين في جنيف يوم أمس لإجراء مفاوضات تهدف إلى استئناف عملية انتخابات تقودها الأمم المتحدة والتي انهارت في ديسمبر كانون الأول، بسبب تعيينها لحكومة في طرابلس، لا يعول عليه الخبراء كثيراً.
لأن الاتفاق على إجراء انتخابات عامة سيمثل خطوة كبيرة باتجاه منع موجة جديدة من القتال والمساعدة في إنهاء حالة الفوضى التي تسود البلاد على مدى نحو أكثر من عشر سنوات منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي في عام 2011.
وهذا الإتفاق ولو حدث، فستمنع تطبيقه ضغوط وأجندات الأمم المتحدة والدول الغربية كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا على المسؤولين الليبيين.
فقد قال السفير الأمريكي في ليبيا، أمس الثلاثاء، إنه قد يكون من الممكن إجراء انتخابات وطنية في ظل وجود حكومتي الدبيبة وباشاغا، وإن آلية للإشراف على الإنفاق يمكن أن تساعد في الحكم لفترة مؤقتة.
وأضاف: "يمكن للفصائل التي هيمنت على أجزاء مختلفة من البلاد أن تقود تلك المناطق بشكل منفصل نحو انتخابات وطنية، لأن واقع المشهد السياسي الليبي هو أنه لا يمكن لأي طرف أن ينتج نتيجة".
وتابع: "إذا لم تسفر محادثات جنيف هذا الأسبوع بين الهيئتين التشريعيتين في ليبيا على أساس دستوري للانتخابات عن اتفاق، فإنه يتوقع المزيد من المفاوضات التي ستبنى على المجالات التي تم الاتفاق عليها بالفعل".
وبالتالي، وبنظر المراقبين للوضع الليبي، فإن الأزمة الليبية ستبقى معقدة ومدتها طويلة، ربما لعشر سنين أخرى. لأنه ليست هناك إرادة لدى الليبيين بتوحيد الصف ولملمة الجراح والنهوض بالبلاد عبر إجراء انتخابات عامة.
وما سرعة السلحفاة التي يعمل بها الساسة الليبييون إلا لإطالة مدة مكوثهم على رأس سلطاتهم سواء التشريعية أو الاستشارية أو التنفيذية أو حتى العسكرية. وهذا بالطبع بمباركة غربية وتحريض على التفرقة والتبعية، مزخرفة بكلمات وتصاريح جميلة قد ضاق الليبييون بها ذرعاً لأكثر من عشر سنين.

*نداء حرب