هل يتوقف "التفاوض" اثر ارسال حزب الله مسيرات فوق 'كاريش'؟

هل يتوقف
الإثنين ٠٤ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

ادعى الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين، ان إرسال حزب الله مسيرات فوق حقل كاريش قد يوقف جهود التفاوض وطلب توضيحا من لبنان لما جرى.

العالم - لبنان

وكشفت معلومات قناة الجديد، أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أجرى اتّصالات بمسؤولين لبنانيّين معنيّين بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وبينهم نائب رئيس مجلس النوّاب الياس بوصعب، وطلب توضيحًا لما جرى يوم السبت الماضي.

وادعى هوكشتاين أن إرسال حزب الله للمسيرات من شأنه إيقاف جهود التفاوض؛ وقد يؤثر على الإيجابية التي رشحت عن المحادثات الأخيرة، حسب تعبيره.

وكان حزب الله قد اعلن في بيان، أنّ بعد ظهرِ يوم السّبت في 2-7-2022، قامت مجموعة جميل سكاف ومهدي ياغي بإطلاق ثلاث مسيّرات غير مسلّحة ومن أحجام مختلفة، باتّجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش، للقيام بمهام استطلاعيّة، مبيّنًا أنّ المسيّرات أنجزت المهمّة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة.

هذا وكتبت صحيفة "الاخبار" اليوم انه يبدو أن ما فرض هذه الخطوة التصعيدية، المحدودة، هو مسار مفاوضات الترسيم برعاية «الوسيط» الأميركي، والذي باتت تل أبيب وواشنطن فيه رهينتين للحسابات الخاطئة ولأطماع زادت عن حدها. ويمكن التقدير أن مسار المفاوضات ونتائجها الآنية، أو تلك التي يدفع باتجاهها العدو و«الوسيط»، لم تعد تسمح لحزب الله بالامتناع عن إرسال رسائل تحذير، عملية هذه المرة، كي يكف الجانبان، الإسرائيلي والأميركي، عن الحسابات الخاطئة التي قد تقود - بل تقود - إلى خيارات متطرفة.
أما في النتائج المباشرة لتسيير المسيّرات الثلاث، فيمكن إيراد الآتي:
أولاً، على إسرائيل من الآن أن تخفض سقف اطمئنانها المبني على توقع أن حزب الله لن يجرؤ على تحويل موقفه السياسي إلى خطوات عملية.
ثانياً، رهان العدو و«الوسيط» على أن الأزمة المالية والاقتصادية عامل كابح وضاغط على حزب الله، بات متضعضعاً، إن لم يكن قد تبدّد.
ثالثاً، بيّن تسيير المسيرات عقم رسائل التهديد التي أطلقها قادة العدو أخيراً ضد حزب الله ولبنان، وتحديداً عن وزير الحرب بني غانتس ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، وهي تهديدات لم تؤثر في قرار حزب الله، بل حفّزته أكثر للمبادرة.

رابعاً، تبديد نظرية استغلال أزمات لبنان ودفعه لـ«قبول أي شيء» يعرض عليه. وهي نظرية «الوسيط» الأميركي التي أعلنها جهاراً، ويبدو أنه عمد بمعية العدو إلى دفعها على طاولة المفاوضات، أو «طاولة الفرض» كما تريدها "إسرائيل".
وأياً يكن الأمر، فإن مبادرة حزب الله من شأنها تعزيز الموقف الرسمي اللبناني المفاوض، أي موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، علماً أن معظم البقية يتمايلون للانزياح لإرادة الأميركي. وفي محصلة النقاط المثارة هنا، سيكون العدو معنياً بأن يبحث جيداً في رسالة حزب الله: هناك سقوف لا يمكن القبول بها. فهل وصلت الرسالة؟ وكيف سيكون الرد عليها؟